منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام

منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا بكم في منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام لمراسلة الشيخ حسن الشكري مباشرة على الاميل hussain_415@yahoo.com او على هذا الايميل www.hussain1988@hotmail.com او على عنوانا على الفيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100002504815800&ref=tn_tnmn

 

 آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ حسن الشكري
صاحب المنتدى
الشيخ حسن الشكري


عدد المساهمات : 99
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
العمر : 45

آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع Empty
مُساهمةموضوع: آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع   آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع Emptyالثلاثاء مارس 16, 2010 10:07 pm

يتجه بعض الكتاب والباحثين والمؤرخين إلى تفسير التشيع باعتباره ظاهرة طارئة أفرزتها مجموعة عوامل إجتماعية, وسياسية, وتاريخية.

وفي تحديد العوامل التي أنتجت الظاهرة الشيعية, وفي التأريخ لبداياتها تعددت الآراء وتباينت التفسيرات.

ونحاول أن نضع بين يدي القارئ أبرز الآراء والتفسيرات التي تناولت هذه الظاهرة وأرخت لها.


الرأي الأول:

يؤرخ لولادة التشيع بالمرحلة التاريخية المبكرة التي أعقبت وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) مباشرة.

ونلمس هذا الرأي في كلمات بعض الباحثين والمؤرخين منهم:

1- اليعقوبي في تاريخه حيث قال: (وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار, ومالوا مع علي بن أبي طالب منهم: العباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس, والزبير بن العوام, وخالد بن سعيد, والمقداد بن عمرو, وسلمان الفارسي, وأبو ذر الغفاري, وعمار بن ياسر, والبراء بن عازب, وأبي بن كعب)(1).

2- الدكتور أحمد أمين في (فجر الإسلام) حيث قال: (وكانت البذرة الأولى للشيعة, الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) أن أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه)(2).

3- الدكتور محمد علي أبو ريان في (تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام) حيث قال: (وكان علي بن أبي طالب يرى في الخلافة حقا شرعيا له فهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته فاطمة وأول من آمن بالرسالة, والتف حوله أتباع كانوا يرون الخلافة يجب أن تؤول إلى آل البيت وعلى رأسهم علي بن أبي طالب)(3).

4- المستشرق جولد تسيهر في (العقيدة والشريعة) حيث يرى أن التشيع نشأ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وبالضبط بعد حادثة السقيفة, حيث قال: نشأ بين كبار الصحابة, منذ بدأت مشكلة الخلافة, حزب نقم على الطريقة التي انتخب بها الخلفاء الثلاثة الأول وهم أبو بكر وعمر وعثمان, الذين لم يراع في انتخابهم درجة القرابة من أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) وقد فضل هذا الحزب بسبب هذا الاعتبار, أن يختار للخلافة علي بن أبي طالب ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله) وأدنى قريب له, والذي كان فضلا ع ذلك زوجا لابنته فاطمة. ولم يجد هذا الحزب فرصة مواتية يسمع فيها صوته عاليا(4).


الرأي الثاني:

يفترض ولادة التشيع في عصر الخليفة عثمان بن عفان نتيجة أحداث وتناقضات برزت في داخل المجتمع الإسلامي, هيأت جوا ملائما لنشوء الفرق والأحزاب والانتماءات. (ومن الذاهبين لذلك جماعة من المؤرخين والباحثين منهم: ابن حزم وجماعة آخرون ذكرهم بالتفصيل يحيى هاشم فرغل في كتابه (عوامل وأهداف نشأة علم الكلام ج1/ 105) وقد استند إلى مبررات شرحها)(5).


الرأي الثالث:

ينسب ولادة التشيع إلى أيام خلافة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث توافرت الظروف الملائمة لبروز هذه الحالة، (ومنهم من يرد ظاهرة التشيع إلى عهد خلافة الإمام علي (عليه السلام), وما هيأه ذلك العهد من مقام سياسي واجتماعي على مسرح الأحداث)(6).

ونجد عند ابن النديم في (الفهرست) هذا اللون من التوجه في تفسير الظاهرة الشيعية, حيث قال: (ولما خالف طلحة والزبير عليا (عليه السلام), وأبيا إلا الطلب بدم عثمان بن عفان, وقصدهما علي (عليه السلام), ليقاتلهما حتى يفيئا إلى أمر الله جل اسمه, تسمى من اتبعه على ذلك, الشيعة فكان يقول: شيعتي)(7).

وهناك من الباحثين من يفترض ولادة التشيع يوم واقعة صفين, من هؤلاء عبد العزيز الدهلوي حيث قال: ظهر لقب الشيعة في سنة27 هـ(Cool. وفي هذا السنة حصلت واقعة صفين(9).


الرأي الرابع:

يعتبر التشيع ظاهرة تمخضت عن الظروف والملابسات التي أنتجتها واقعة كربلاء, وما أفرزته من تطورات جديدة في داخل الساحة الإسلامية.

ويمكن أن نلمس هذا الاتجاه عند:

1- الدكتور مصطفى الشيبي في كتابه (الصلة بين التصوف والتشيع) حيث قال: (على أننا نرى أن التشيع السياسي, وإن ظهر في الفترة التي افترضها الباحثون السابقون, إلا أن دلالة الإصطلاح (شيعة) على الكتلة التي ندرسها من المسلمين وانصرافه إليهم دون غيرهم, قد بدأ بحركة التوابين التي ظهرت سنة 62هـ وانتهت بالفشل سنة 65هـ وكان قائد الحركة يلقب بشيخ الشيعة)(10).

2- (بروكلمان) في كتابه (تاريخ الشعوب الإسلامية): حيث يرى أن مقتل الحسين (عليه السلام) أعطى للفكرة الشيعية طابعا جديدا متطورا, إذ قال: (والحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الحسين والتي لم يكن لها أي أثر سياسي, قد عجلت في التطور الديني للشيعة حزب علي, الذي أصبح في ما بعد ملتقى جميع النزعات المناوئة للعرب(11).

وهنا أرى من الضرورة وضع ملاحظتين حول كلام بروكلمان وليس بهدف نقد وتقويم هذا الرأي, فذلك متروك لنتائج وخلاصات البحث, وإنما هو التنبيه العابر الذي يوجه ذهنية القارئ إلى بعض الإلتفاتات الفورية التي لا يحسن إرجاؤها.

الملاحظة الأولى:

لا نتفق مع بروكلمان في نفيه الأثر السياسي لثورة كربلاء, فالواقع التاريخي يؤكد عمق الأثر السياسي الذي أنتجته هذه الثورة في الساحة الإسلامية فمن نتائجها السياسية:

1- الوعي السياسي الجديد الذي بدأ يتكون في ذهنية الأمة وما يحمله هذا الوعي من رؤى وتصورات حول أنظمة الحكم القائمة, والكيانات السياسية المتسلطة.

2- الحس الثوري الذي أخذ يتفاعل مع وجدان الجماهير وينمي في داخل الأمة حالات الرفض والتصدي.

3- الإنتفاضات والثورات التي تفجرت في مراحل تاريخية تالية, عبرت عن صحوة سياسية كبيرة أحدثتها ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء(12).

الملاحظة الثانية:

إننا نرفض مقولة بروكلمان بأن حزب علي أصبح ملتقى جميع النزعات المناوئة للعرب فهي مقولة لا تملك أي مبرر موضوعي ولا تحمل أي مستند علمي وإنما تعبر عن إحدى حالات التحريف التاريخي التي شوشت الكثير من الرؤى والمفاهيم والأفكار.


الرأي الخامس:

يعطي لظاهرة التشيع إنتماء إلى جذور خارجية... وأصحاب هذا الاتجاه ينحون منحيين مختلفين:

المنحى الأول:

يحاول تنسيب الظاهرة إلى الأصول اليهودية.

ومن المؤرخين والباحثين الذي تبنوا هذا المنحى:

1- الطبري في تاريخه حيث قال: (عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي قال: كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء, أمه سوداء فأسلم زمان عثمان, ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم, فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام)(13)... وتحدث الطبري عن بعض أفكار عبد الله بن سبأ: (ثم قال لهم: إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي, وكان علي وصي محمد, محمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء)(14).

2- محمد فريد وجدي في (دائرة المعارف) حيث قال: (وكان ابن السوداء (عبد الله بن سبأ) في الأصل يهوديا من أهل الحيرة, فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة, فذكر لهم أنه يجد في التوراة أن لكل نبي وصيا, وأن عليا وصي محمد....)(15).

وأمام هذا الرأي أضع الملاحظات العابرة التالية كتنبيهات عاجلة, تاركا الرؤية التقويمية التفصيلية إلى الخلاصات التي يتمخض عنها هذا البحث.. وملاحظاتنا العاجلة على هذا المنحى:

أولا: المصدر التاريخي الأول الذي دون قضية (عبد الله بن سبأ) هو الطبري, ومنه استقت بقية المصادر الأخرى القديمة والحديثة.

ثانيا: الأساس الوحيد الذي اعتمد الطبري في تدوين هذه القضية هو (روايات سيف بن عمر).

ثالثا: فإذا استطاع البحث العلمي:

أ- ان يسقط وثاقة (سيف بن عمر) على مستوى الرواية.

ب- وأن يثبت اسطورية (ابن سبأ) على مستوى الواقع التاريخي فإن هذا المنحى ينهار من أساسه. وفعلا توافر هذا الموضوع على دراسات علمية مستوعبة أكدت الحقيقتين الآنفتين)(16).

المنحى الثاني:

يحاول تنسيب الظاهرة إلى الأصول الفارسية...وهذا الاتجاه نجد له صدى واضحا في كتابات ودراسات أكثر المستشرقين, كما نجد له تلميحات وإيحاءات عند بعض الكتاب من المسلمين كأبي زهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية), حيث قال: وفي الحق, إنا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك ووراثته, والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي واضح وزكي، ومن هذا أن أكثر أهل فارس إلى الآن من الشيعة, وأن الشيعة الأولين كانوا من الفرس(17).

ونجد كذلك عند أحمد عطية الله في كتابه (القاموس الإسلامي) حيث قال: تشتمل تعاليم السبئية على جذور العقيدة الشيعية التي نبعت من أصول يهودية وتأثرت بالمزدكية(18) الفارسية, فرأس هذه الفرقة يهودي يمني الأصل, بينما شاعت بعض العقائد الفارسية كالمزدكية إبان الاحتلال الفارسي لبعض أهل الجزيرة العربية لهذا صادفت السبئية هوى لدى بعض أهل العراق المجاورين للفرس.

وقال أيضا: الحق الإلهي, وهي نظرية انتقلت إلى السبئية والشيعة عامة من الفرس, وتقوم على أن عليا هو الخليفة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وأنه استمد حقه من الإمامة من الله وينتقل هذا الحق بالوراثة إلى أهل بيته(19).

وقال فان فلوتن في كتابه السيادة العربية: ظهرت منذ أيام المختار أفكار جديدة كان لها أثر كبير في نفوس الكثيرين من الشيعة.

ويظهر أن هذه الأفكار التي نشأت في مبدأ أمرها في البيئات غير العربية إنما كانت بقية من عبادة الملوك, تلك العبادة التي كانت مشهورة عند قدماء الفرس بعد أن خالطها بعض العقائد الاشراقية(20).


الرأي السادس:

ويؤرخ لولادة التشيع بزمن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الإمام السادس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)..

يقول الدكتور محمد عمارة في كتابه (الإسلام وفلسفة الحكم): تاريخ نشأة الشيعة مقترن بالفترة الزمنية التي نشأت فيها عقيدة النص ودعوى الوصية من الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام). ومن هنا كان صواب ما ذهب إليه المعتزلة عندما قالوا: إن فترة إمامة جعفر الصادق (عليه السلام), وهي التي نهض فيها هشام بن الحكم بدور واضع قواعد التشيع ومهندس بنائه الفكري, هي الفترة التي يؤرخ بها لهذه النشأة(21).


مرحلة التأصيل والتجذير

بدأت هذه المرحلة في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله).

أهداف هذه المرحلة:

في هذه المرحلة تم إنجاز هدفين على يدي الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله):

1- تأصيل الصيغة الإصطلاحية.

2- تأصيل الصيغة المضمونية (القيادة والإمامة).


الهدف الأول:

تأصيل الصيغة الإصطلاحية (الكلمة): من خلال قراءة المصادر التاريخية, وكتب الحديث والتفسير واللغة نستطيع أن نتعرف على البدايات الأولى لولادة مصطلح (الشيعة).

ففي مناسبات عدة طرح الرسول (صلى الله عليه وآله) هذا المصطلح, وجذره في وعي الأمة, وأصله في ذاكرتها وعمقه في وجدانها.

وبحجم ما اكدت توجيهات الرسول (صلى الله عليه وآله), وخطاباته هذا المصطلح, فقد تكونت نخبة متميزة من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) كسلمان الفارسي, وأبو ذر الغفاري, وعمار بن ياسر, والمقداد, تحمل هوى وحبا نحو علي بن أبي طالب, وفي أيام الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى أصبح لفظ (الشيعة) لقبا لهؤلاء الصحابة.

ذكر أبو حاتم في كتاب (الزينة): (إن أول اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة, وكان هذا لقب أربعة من الصحابة: أبو ذر, وعمار, والمقداد, وسلمان الفارسي...)(22).

وقال الخونساري في روضات الجنات: اختص باسم الشيعة أولا سلمان الفارسي, وأبو ذر الغفاري, ومقداد بن الأسود, وعمار بن ياسر في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لملازمتهم علي بن أبي طالب (عليه السلام)(23).

نماذج من النصوص:

1- ابن عساكر في تاريخه: عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة).

فنزل قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)(24).

2- ابن حجر في (الصواعق المحرقة): عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): (هم أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين, ويأتي عدوك غضابا مقمحين)(25).

3- القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة): عن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة)(26).

4- الشبلنجي في(نور الأبصار): عن ابن عباس قال: لما نزلت الآية: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)(27). قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): (أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين ويأتي أعدائك غضابا مقمحين)(28).

5- الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: أخرج بالإسناد إلى علي (عليه السلام), قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا علي ألم تسمع قول الله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) هم شيعتك وموعدي وموعدك الحوض يدعون غرا محجلين)(29).

6- الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: عن جابر بن عبد الله, قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله): قد أتاكم أخي, ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده, ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة, ثم إنه أولكم إيمانا, وأوفاكم بعهد الله, وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية, وأقسمكم بالسوية, وأعظمكم عند الله مزية, قال: ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)(30).

7- الخوارزمي في كتاب المناقب: عن جابر, قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) وأقبل علي (عليه السلام) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أتاكم أخي, ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده, ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة, ثم قال: إنه أولكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية, قال: ونزلت فيه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية), قال: فكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل علي (عليه السلام) قالوا: قد جاء خير البرية(31).

8- الطبري في تفسيره: عن محمد بن علي, قال: لما نزلت الآية (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية), فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت يا علي وشيعتك(32).

9- السيوطي في الدر المنثور: عن علي, قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي: ألم تسمع قول الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية), أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين(33).

10- المناوي في كنوز الحقائق: ذكر أن شيعة علي هم الفائزون(34).

وذكرت كثير من المصادر هذه الألفاظ منها:

1- ابن الصباغ المالكي: الفصول المهمة ص107/ ط بيروت.

2- الشوكاني: فتح القدير ج5 ص398/ ط بيروت.

3- الزرندي: نظم درر السمطين ص92/ ط بيروت.

4- البلاذري: أنساب الأشراف ص182/ ط بيروت.

5- الألوسي: روح المعاني ج16 ص370/ ط بيروت.

6- السبط بن الجوزي: تذكرة الخواص ص27/ ط بيروت.

7- السيوطي: الدر المنثور ج6 ص379/ ط بيروت.


الهدف الثاني:

تأصيل الصيغة المضمونية (القيادة)، (تأصيل مضمون الإمامة): لتناول هذا الجانب إسلوبان:

الأول: اعتماد النصوص والأحاديث.

الثاني: الدراسة التحليلية العقلية.

ونؤجل الأسلوب الأول, إلى الفصل القادم, ونطرح هنا الأسلوب الثاني, لاستكشاف دور الرسول (صلى الله عليه وآله) في تأصيل الصيغة القيادية الإمتدادية...

الرسول (صلى الله عليه وآله) ومستقبل الدعوة والقيادة: كيف تعامل الرسول (صلى الله عليه وآله) مع مستقبل الدعوة والقيادة؟

نعني بمستقبل الدعوة والقيادة, مرحلة ما بعد انتقال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى... وأمام هذا التساؤل ثلاثة احتمالات:

الأول: السلبية (الصمت واللامبالاة).

الثاني: تفويض الإختيار إلى الأمة (مبدأ الشورى).

الثالث: النص والتعيين.

الإحتمال الأول:

السلبية (الصمت واللامبالاة):

هذا الاحتمال مرفوض, لأنه يستبطن ثلاث دلالات خاطئة:

الدلالة الأولى:

غياب الرؤية المستقبلية عند الرسول (صلى الله عليه وآله): وهذا يتنافى:

1- مع التصور الإيماني لشخصية الرسول (صلى الله عليه وآله) بما تحمله من خصوصية النبوة والإتصال الغيبي.

2- مع الواقع الموضوعي الذي برهن على توافر هذه الرؤية.

وقد أكدت ذلك النصوص التي تحدث عن حالة الإرتداد في داخل الأمة, كما روت مصادر الحديث:

1- البخاري في صحيحه بالإسناد إلى أبي وائل, قال: قال عبد الله: قال النبي (صلى الله عليه وآله): (أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم إختلجوا دوني فأقول: أي ربي أصحابي, فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك)(35).

2- صحيح البخاري: عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: (أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا, ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم)(36).

3- صحيح مسلم: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ أناس دوني فأقول: يا رب! مني ومن أمتي, فيقال: أما شعرت ما عملوا بعدك, والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم)(37).

4- صحيح مسلم: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (أنا فرطكم على الحوض, ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول: يا رب! أصحابي... أصحابي... فيقال: إنك لا تدري ما احدثوا بعدك)(38).

5- صحيح مسلم: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي, اختلجوا دوني, فلأقولن: أي رب أصحابي أصحابي, فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)(39).


الدلالة الثانية:

مستقبل الدعوة والأمة لا يدخل ضمن اهتمامات الرسول (صلى الله عليه وآله) وهذا يتناقض:

1- مع الاعتقاد بخاتمية الرسالة الإسلامية وعالميتها.

2- مع الإيمان بالجانب الرسالي في شخصية الرسول (صلى الله عليه وآله).

3- مع الواقع التاريخي الذي برهن على اهتمامات الرسول (صلى الله عليه وآله) بقضايا الرسالة المستقبلية...

ومن الشواهد التاريخية على هذا الاهتمام:

1- قضية جيش أسامة: (كان (صلى الله عليه وآله) على فراش الموت وقد ثقل مرضه, وهو يحمل هم معركة كان قد خطط لها, وجهز جيش أسامة لخوضها, فكان يقول: (جهزوا جيش أسامة, أرسلوا بعث أسامة... ويكرر ذلك ويغمى عليه بين الحين والحين)(40).

2- قضية الدواة والكتف: دونت هذه القضية أهم مصادر الحديث:

1- صحيح البخاري: وردت قضية الدواة والكتف في عدة مواقع من صحيح البخاري:

أ- صحيح البخاري: عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي (صلى الله عليه وآله) وجعه, قال: إيتوني بكتاب, أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده, قال عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) غلبه الوجع, وعندنا كتاب الله, حسبنا, فاختلفوا وكثر اللغط, قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع, فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين كتابه(41).

ب- صحيح البخاري: عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء, فقال: اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعه يوم الخميس فقال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا, فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع, فقالوا: هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه)(42).

ج- صحيح البخاري: (عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس (رضي الله عنهما): يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى, قلت: يا ابن عباس وما يوم الخميس, قال: اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعه فقال: ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع, فقالوا: ماله أهجر استفهموه فقال: (ذروني فالذي انا فيه خير مما تدعوني إليه)(43).

د- صحيح البخاري: عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب, قال النبي (صلى الله عليه وآله): هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. فقال عمر: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن, حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي (صلى الله عليه وآله) كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر, فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي (صلى الله عليه وآله) قال الرسول (صلى الله عليه وآله): قوموا, قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: (إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين ان يكتب لهم الكتاب من اختلافهم ولغطهم)(44).

2- صحيح مسلم: ذكرها بثلاث طرق:

أ- عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس ما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى, فقلت: يا ابن عباس ما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعه فقال: (ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي). فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا: ما شأنه؟ أهجر, استفهموا قال (صلى الله عليه وآله): (دعوني فالذي أنا فيه خير)(45).

ب- عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: يوم الخميس ما يوم الخميس, ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ, قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ايتوني بالكتف والدواة (اللوح والدواة) أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فقالوا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يهجر(46).

ج- عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: (لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب, فقال النبي (صلى الله عليه وآله): هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده. فقال عمر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن, حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا, فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتابا لن تضلوا بعده, ومنهم من يقول ما قال عمر, فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله (صلى الله عليه وآله), قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا)(47).


الدلالة الثالثة:

الإعتقاد بأن الأمة وحدها قادرة على احتواء الموقف بكل تناقضاته الحادة, بنحو يحمي الدعوة من خطر الإنهيار, ويصون المسيرة من منزلقات الإنحراف.

وهذا الإعتقاد غير وارد:

1- لأن خلو الساحة من قائد بمستوى النبي (صلى الله عليه وآله) يضع الأمة أمام صدمة عنيفة تفقدها القدرة على اتخاذ القرار الصائب.

2- الأمة لم تكتمل صياغتها بالدرجة التي تؤهلها أن تمارس دورها بدون ترشيد وتخطيط من قبل القيادة المتمثلة في الرسول (صلى الله عليه وآله).

3- وجود مجموعة أخطار تهدد مستقبل الدعوة والرسالة:

- التناقضات التي تعيش في داخل الأمة.

- طابور المنافقين المتستر.

- إرهاصات الإرتداد وادعاءات النبوة التي بدأت تتحرك هنا وهناك.


الخلاصة:

من خلال ما مر من نقاط, يتضح لنا فساد (الإحتمال الأول).

الإحتمال الثاني:

تفويض الإختيار إلى الأمة (مبدأ الشورى): هذا الاحتمال يفترض أن الرسول (صلى الله عليه وآله) قد منح الأمة صلاحية إختيار القيادة الفكرية والروحية والسياسية التي ترعى المسيرة وتصون التجربة, وذلك من خلال مبدأ الشورى.

ولنا حول هذا الاحتمال عدة مناقشات وإشكالات:

الإشكال الأول: عدم توافر النص الذي يدعم هذا الاتجاه: فليس في الروايات التي بين أيدينا والمدونة في مصادر الحديث المعتمدة ما يشير إلى ذلك, في حين أن المسألة في هذا الاتجاه لو كانت مطروحة من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله) لكان لها وجود واضح في خطابات الرسول (صلى الله عليه وآله) وبياناته لتوافر الدواعي والأسباب لذكرها وعدم إخفائها ومصادرتها:

أ- فهي تخدم الإتجاه الذي تسلم زعامة الأمة.

ب- حداثة هذا المبدأ في ذهنية الأمة مما يفرض توعية مكثفة وطرحا مركزا.

فغياب النص يلغي هذا الاحتمال تماما.

آيات الشورى في القرآن: قد يقال بأن آيات الشورى الي وردت في القرآن تدعم هذا الاتجاه... فأمامنا نصان قرآنيان يتحدثان عن الشورى:

النص الأول:

قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم, ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك, فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر, فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)(48).

النص الثاني:

قوله تعالى: (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة, وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)(49).

فهل النصان يطرحان (مبدأ الشورى) كصيغة سياسية لاختيار القيادة؟

نجيب عن هذا التساؤل ضمن النقاط التالية:

1- النصان أجنبيان عن موضوع القيادة والخلافة: فالنص الاول توجيه للرسول (صلى الله عليه وآله) ان يدعو المسلمين إلى القتال بأسلوب المشاورة, مع تأكيد النص بأن الموقف مناط بعزم الرسول (صلى الله عليه وآله) وقناعاته لا بمشورة المسلمين, وقد برهنت حالات المشاورة على صوابية إختيار الرسول (صلى الله عليه وآله) كما حدث في غزوة بدر(50).

وأما النص الثاني فلا يستفاد منه أكثر من رجحان التشاور بين المؤمنين في أمورهم(51).

2- التشاور لا يمكن أن يكون في القضايا التي ورد فيها تحديد شرعي, فليس لأحد صلاحية في قبال تشريعات الله تعالى... قال الله تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)(52).

وقال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم, ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)(53).

ومسألة الإمامة تدخل ضمن المساحة المحددة شرعا, كما سنثبت ذلك, فهي بالتالي تكون خارجة عن الدائرة التي تعالجها آيات الشورى...

3- قضية القيادة والإمامة لا يمكن أن تناط بالأمة لعدة اعتبارات:

أ- الإعتبار الشرعي: حيث حددت النصوص مسألة الإمامة كما سنرى..

ب- الإعتبار الفكري: حيث تمثل الإمامة (المرجعية) التي تمون الأمة بالرؤى والأفكار والتصورات والتشريعات, فلا يمكن أن يعطى للأمة صلاحية تحديدها وإختيارها.

ج- الإعتبار النفسي: فقضية القيادة تملك حساسية كبيرة وتتأثر بانفعالات الناس وعواطفهم وتوجهاتهم الفكرية والنفسية وإنتماءاتهم العقائدية والإجتماعية والسياسية, فمن الصعب أن تترك لإختياراتهم.

د- الإعتبار العقلي: فالأمة مهما توافرت على أعلى المستويات من النزاهة والموضوعية والتحرر من المؤثرات واللاشعورية, فإنها تبقى محكومة للرؤية العقلية المحدودة العاجزة عن (إختيار الأصلح).

الإشكال الثاني: ويواجه صيغة الشورى إشكال (الغموض التشريعي) ونعني به عدم وضوح المعالم التشريعية لهذه الصيغة, فلا نملك بين أيدينا تحديدا تشريعيا لهذا المبدأ السياسي الجديد.

- معناه وحدوده وتفاصيله؟

- موازينه ومقاييسه وضوابطه؟

- أدواته التنفيذية ووسائله التطبيقية؟

فالقول بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) قد طرح هذا المبدأ وألزم الامة بتنفيذه يفرض:

أولا: أن يقوم الرسول (صلى الله عليه وآله) بتحديد معالمه الواضحة.

ثانيا: أن يمارس (صلى الله عليه وآله) إعدادا فكريا وروحيا وسياسيا للتعاطي مع هذا المبدأ.

ثالثا: أن يهيء نماذج متعددة مؤهلة لتولي زعامة التجربة وقيادتها, والإشراف على التشريع وتنفيذه.

فهل نجد في النصوص والأحاديث المدونة في المصادر المعتمدة عند المسلمين ما يجيب عن تلك التساؤلات ويملأ تلك الفراغات؟

نقول بكل جزم أن النصوص لا تسعفنا في الإجابة, ولا نلمس من خلالها أي إشارة تحاول أن تعالج تلك الإبهامات والإشكالات, وتنفي كل ألوان الغموض التي تواجه نظام الشورى, كمبدأ سياسي يمس أخطر قضية في البنية الفكرية والاجتماعية والسياسية.


الإشكال الثالث:

الإشكالية الثالثة التي تواجه أطروحة الشورى أنها لم تتوافر على أي لون من ألوان التطبيق في واقع التجربة التي مارست السلطة وزعامة الأمة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله).

ورغم أن الاتجاه الذي تولى السلطة السياسية في هذه المرحلة هو صاحب التنظير لإطروحة الشورى إلا أننا لا نجد لها أي صدى في الممارسة العملية لاختيار القيادة وتعيين الزعامة.

1- المهاجرون والأنصار الذين حضروا (اجتماع السقيفة) لم يفكروا اطلاقا بذهنية الشورى بل لم يرد هذا المصطلح في الخطابات السياسية التي طرحت في ملتقى السقيفة, وهذا واضح من خلال المداولات والمناقشات والممارسات التي طغت على أجواء هذا اللقاء السياسي الأول من نوعه في تاريخ المسلمين, والذي تمخض عنه اختيار أبي بكر للخلافة وقيادة المسيرة.

وإن قراءة متأنية في الأوراق التاريخية التي احتفظت لنا بالملفات الوثائقية لوقائع اجتماع السقيفة, تمنحنا القناعة بصحة الرؤية المطروحة من قبلنا.

2- الخليفة الأول أبو بكر حينما حدد خليفته في زعامة المسلمين لم يتعاط مع نظام الشورى حيث حكم الضرورة السياسية في الإنفراد باتخاذ القرار في تعيين القيادة والسلطة بالنص المباشر على عمر بن الخطاب.

3- الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أولك أمر التعيين إلى ستة من الصحابة, ضمن شروط وضوابط حددها لهم, ولم يجعل لبقية الأمة أي دور حقيقي في الاختيار, بل كان يتمنى إدراك أحد رجلين ليسند إليه الأمر, فحينما طلب منه الناس الاستخلاف قال: (لو أدركني أحد رجلين لجعلت هذا الأمر إليه, لوثقت به, سالم مولى أبي حذيفة, وأبي عبيدة بن الجراح, ولو كان سالم حيا ما جعلتها شورى)(54).

الخلاصة:

في ضوء ما أوردناه من ملاحظات وإشكالات نتجه إلى رفض (الاحتمال الثاني).

وللتعمق أكثر في فهم هذا الاتجاه ومناقشاته يمكن قراءة الكتب التالية:

1- بحث حول الولاية للمفكر الإسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

2- السقيفة للحجة الشيخ محمد رضا المظفر.

3- معالم المدرستين للبحاثة السيد مرتضى العسكري.

4- السقيفة والخلافة للأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود.


الاحتمال الثالث: النص والتعيين

وهذا الاحتمال هو الذي يملك عناصر القبول والاختيار:

أولا: لأنه الاحتمال المتعين بعد إلغاء الاحتمالين الآخرين, فالقسمة العقلية تحصر الاحتمالات في ثلاثة:

أ- السلبية...

ب- التفويض للأمة...

ج- النص والتعيين...

فإذا سقط الاحتمالان الأول والثاني بقي الاحتمال الثالث هو المتعين...

ثانيا: ولتوافر النصوص الصريحة (كما سنرى) الدالة على إمامة علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام).

فمن خلال هذين العنصرين:

الأول: الذي يؤكد صحة مبدأ النص والتعيين.

والثاني: الذي يحدد المصاديق القيادية.

نخلص إلى النتيجة التالية وهي: (أن الرسول (صلى الله عليه وآله) مارس دور التأصيل للمضمون القيادي, واتخذ كل الإجراءات اللازمة لحمايته وضمانة بقائه وديمومته).

وسوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل في الفصل القادم إن شاء الله.


مرحلة التجسيد والتطبيق

في المرحلة الأولى من مراحل التشيع والتي عاصرت الرسالة تم انجاز مهمتين:

الأولى: تأصيل الصيغة الاصطلاحية:

ومن خلال هذا التأصيل:

1- تكرس هذا المصطلح في ذهنية المسلمين.

2- وترسخت دلالاته الروحية والعاطفية والإيمانية في الواقع النفسي والشعوري والذهني للأمة.

الثانية: تأصيل المضمون القيادي:

ومن خلاله تم وضع (أطروحة الإمامة) في داخل البنية الإسلامية الفكرية والروحية والسياسية والاجتماعية, وتمثلت هذه الأطروحة في (زعامة الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)) بعد الرسول (صلى الله عليه وآله).

وفي المرحلة الثانية بدأت حالة التجسيد العملي لاطروحة الإمامة حيث اتجه شطر من الأمة يمثله صحابة كبار إلى الالتزام بالنص الشرعي على إمامة أهل البيت (عليهم السلام).

وبدأت المرحلة الثانية بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) مباشرة.


اتجاهان حول الخلافة:

بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) مباشرة تحرك في داخل الساحة الإسلامية اتجاهان حول مسألة الخلافة:

الاتجاه الأول:

الاتجاه التعبدي:

هذا الاتجاه كان يؤمن:

1- بالنص الصادر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حول إمامة علي بن أبي طالب (عليه السلام).

2- وبوجوب التعبد بهذا النص.

ممثلو الاتجاه الأول:

وقد مثل الاتجاه التعبدي نخبة من كبار الصحابة منهم:

1- سلمان الفارسي.

2- أبو ذر الغفاري.

3- عمار بن ياسر.

4- المقداد.

5- أبو أيوب الأنصاري.

6- خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

7- أبو الهيثم بن التيهان.

الاتجاه الثاني:

الاتجاه الاجتهادي:

وهذا الاتجاه كان يرى إمكانية الاجتهاد في نصوص الإمامة والتصرف فيها, ما دامت المسألة خارج دائرة العبادات والغيبيات. وقد اضطر هذا الاتجاه إلى تجميد اطروحة زعامة الإمام علي (عليه السلام) وإسناد السلطة إلى غيره حسب القرار الذي أنتجه (اجتماع السقيفة).

ممثلو هذا الاتجاه:

وقد مثل هذا الاتجاه الاجتهادي الذي قدر له أن يحكم ويتسلم زعامة السلطة, ويمتد في داخل الأمة عدد من الصحابة الكبار منهم:

1- أبو بكر.

2- عمر بن الخطاب.

3- عثمان بن عفان.

4- أبو عبيدة بن الجراح.

وللتعرف على المزيد من الإيضاحات حول:

- هذين الاتجاهين: التعبدي والاجتهادي.

- أو هاتين المدرستين: مدرسة أهل البيت ومدرسة الخلفاء.

- أو هاتين الاطروحتين: الإمامة والسقيفة..

تقرأ الكتب التالية:

1- بحث حول الولاية للشهيد محمد باقر الصدر.

2- معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري.

3- السقيفة للشيخ محمد رضا المظفر.


التشيع تجسيد لمبدأ الإمامة:

من خلال الفهم الذي طرحناه حول مسألة الإمامة, ومن خلال تحديد الاتجاه الذي تعاطى مع هذا الفهم يمكن أن نقول:

1- إن التشيع تجسيد لمبدأ الإمامة.

2- وإن التشيع نتاج طبيعي لحركة الدعوة.

3- وإن التشيع ولادة شرعية أنجبتها أحشاء الرسالة.

4- وإن التشيع تعبير أصيل لواقعية التجربة الإسلامية بما تحمله من طموحات كبيرة في استمرارية النمو الثوري والحركة التغييرية..

يقول المفكر الإسلامي الشهيد السيد محمد باقر الصدر: (وهكذا وجد التشيع في إطار الدعوة الإسلامية متمثلا في الأطروحة النبوية التي وضعها النبي (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله للحفاظ على مستقبل الدعوة.

وهكذا وجد التشيع لا كظاهرة طارئة على مسرح الأحداث بل كنتيجة ضرورية لطبيعة تكون الدعوة وحاجاتها وظروفها الأصيلة التي كانت تفرض على الإسلام أن يلد التشيع.

وبمعنى آخر: كانت تفرض على القائد الأول للتجربة أن يعد قائدها الثاني, الذي تواصل على يده ويد خلفائه نموها الثوري, وتقترب نحو اكتمال هدفها التغييري في اجتثاث كل رواسب الماضي الجاهلي وجذوره, وبناء أمة جديرة على مستوى متطلبات الدعوة ومسؤولياتها)(55).

وهكذا ولدت الحالة الشيعية كجزء أصيل في مسيرة الرسالة, وكضرورة تحتمها حركة الدعوة.

وإن إلغاء هذه الحالة في جسم الرسالة, وفي كيان الدعوة يعني عملية بتر وتشويه للبنية المتناسقة في هذا الجسم, وعملية استئصال لأجزاء حية أساسية في هذا الكيان, ومحاولة خطيرة لتغيير المسار الطبيعي لحركة الإسلام, وتعطيل واضح لدور القيادة في مسيرة الأمة.

ونحن في فهمنا هذا للحالة الشيعية لا نصدر عن انفعالات مأسورة لتأثيرات انتمائية أو لضغوطات شعورية ولا شعورية وإنما هي القناعات الفكرية التي أنتجتها الرؤية المتأملة في الأدلة, وصاغتها حالة التعاطي الموضوعي مع النصوص.

أو بحسب تعبير الإمام شرف الدين في (مراجعاته) حيث قال: (إن تعبدنا في الأصول بغير المذهب الأشعري وفي الفروع بغير المذاهب الأربعة, لم يكن لتحزب أو لتعصب ولا لريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم, وجلالتهم علما وعملا, لكن الأدلة الشرعية أخذت بأعناقنا إلى الأخذ بمذهب الأئمة من أهل النبوة وموضع الرسالة, ومختلف الملائكة, ومهبط الوحي والتنزيل, فانقطعنا إليهم في فروع الدين وعقائده, وأصول الفقه وقواعده, ومعارف السنة والكتاب, وعلوم الأخلاق والسلوك والآداب, نزولا على حكم الأدلة والبراهين, وتعبدا بسنة سيد النبيين والمرسلين (صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين).

ولو سمحت لنا الأدلة بمخالفة الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) أو تمكنا من تحصيل نية القربة لله سبحانه في مقام العمل على مذهب غيرهم لقصصنا أثر الجمهور وقفونا أثرهم, تأكيدا لعقد الولاء, وتوثيقا لعرى الإخاء, لكنها الأدلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته وتحول بينه وبين ما يروم)(56).


مرحلة الوضوح والإمتداد

كانت البدايات الأولى لهذه المرحلة في عصر الإمام الباقر (عليه السلام) (الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام): 75- 14هـ)(57) حيث توافرت الظروف الموضوعية الملائمة لطرح الأفكار التفصيلية التي تبنتها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).

وتنامت هذه الحركة التفصيلية في طرح الأفكار والمفاهيم وإبراز المعالم الواضحة لمدرسة الأئمة (عليهم السلام) في أيام الإمام الصادق (عليه السلام) (الإمام السادس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام): 83- 148هـ)(58).

أهم أهداف هذه المرحلة:

توافرت المرحلة الثالثة على مجموعة أهداف, حاول الأئمة (عليهم السلام) من خلالها أن يعطوا لهذه المرحلة طابعها المتميز بالوضوح والامتداد مما أنتج حالة نشطة في الحركة الانتمائية إلى خط أهل البيت (عليهم السلام), بما يحمله هذا الخط من خصائص تجسد المضمون الأصيل للرسالة.

وقد اعتمد الأئمة (عليهم السلام) في هذه المرحلة مسارين متوازيين:

المسار الأول:

تأكيد الحالة الإسلامية العامة:

ويتجسد هذا المسار في الحفاظ على الهوية الإسلامية بكل عناصرها العامة, وتحصين الأمة في مواجهة أساليب التحريف والتمييع, وتأصيل المضامين التوحيدية في حركة المجتمع..

المسار الثاني:

تأكيد الحالة الانتمائية الخاصة:

ويتجسد هذا المسار في التوجه لبناء الكتلة الخاصة المنتمية إلى مدرسة الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).

ومن خلال هذا المسار أعطى الأئمة (عليهم السلام) للحالة الشيعية خصائصها المتميزة فكريا وروحيا وسياسيا..

ولا يشكل هذا المنحى حالة تناقضية مع المنحى الأول, ولا يمثل تكريسا للصيغة التجزيئية في حركة الأمة, فالأئمة (عليهم السلام) وهم يمارسون بناء (الكتلة الخاصة) أكدوا على حقيقتين هامتين:

الأولى: التأكيد على الصبغة الإسلامية الأصيلة في كل ما يطرحون من أفكار ومفاهيم وتصورات, وهذا يعطي (للجماعة الخاصة) إنتماءها المشدود إلى القرآن والسنة وإلى كل المرتكزات المشتركة في حركة الأمة.

الثانية: التأكيد على حالة التواصل والانفتاح, والحضور الدائم في داخل الأمة.. وهذا يجنب (الجماعة المنتمية) النزعة الانعزالية الانزوائية, ويوفر أجواء مفتوحة أمام الرؤى والتصورات الأصيلة التي يريد الأئمة (عليهم السلام) إيصالها إلى ذهنية الأمة. وفي ضوء المسار الثاني المتمثل في بناء (الكتلة الصالحة) يمكن أن نحدد أهم أهداف المرحلة الثالثة ضمن النقاط التالية:

1- إيضاح المعالم التفصيلية.

2- إعداد الكوادر المؤهلة لحمل مسؤوليات هذه المرحلة.

3- توسيع القاعدة المنتمية إلى خط الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).

ونحاول أن نتناول هذه الأهداف بشيء من التفصيل..

الهدف الأول:

إيضاح المعالم التفصيلية:

إذا كان التشيع في المرحلة الأولى يمثل نظرية, وفي المرحلة الثانية يمثل حالة تطبيقية لم تتوافر لها الظروف الموضوعية للوضوح والتجلي, فإنه في المرحلة الثالثة يمثل الحالة التطبيقية الواضحة في معالمها وأفكارها وأهدافها.

ولإبراز هذا الجانب نتناول مسألتين:

الأولى: مسألة الإمامة.

الثانية: مسألة الفقه والحديث.

المسألة الأولى:

مسألة الإمامة:

هذه المسألة كانت تملك وضوحا منذ تم وضع (اطروحة الإمامة) في داخل البنية الإسلامية على يد الرسول (صلى الله عليه وآله)... إلا أن الصيغة السياسية البديلة التي قدر لها أن تحكم زعامة الأمة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله), قد جمدت (اطروحة الإمامة) المتمثلة في زعامة الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).

ومن خلال هذا التجميد والإلغاء, اختفت الكثير من معالم هذه الأطروحة, وبعثرت الأوراق الإثباتية التي كانت تملكها.. وقد تصدى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم للدفاع عن هذه الأطروحة والحفاظ على مستنداتها ووثائقها التاريخية..

ويمثل موقف التصدي والدفاع عن مسألة الإمامة دورا مشتركا مارسه الأئمة من اهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم في كل المراحل التاريخية.

فمنذ اليوم الأول لتجميد أطروحة الإمامة عقب (قرار السقيفة) برزت مواقف التصدي والدفاع.

ولعل موقف الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمثل أبرز وأجرأ المواقف المتصدية لقرار السقيفة, حيث قالت: بعد كلام طويل: ففرض الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك, والصلاة تنزيها عن الكبر, والصيام تثبيتا للإخلاص, والزكاة تزييدا في الرزق, والحج تسلية للدين, والعدل تنسكا للقلوب, وطاعتنا نظاما, وإمامتنا أمنا من الفرقة, وحبنا عزا للإسلام(59).

المرحلة الثالثة ومسألة الإمامة:

من خلال ما توافرت عليه هذه المرحلة من إمكانات ملائمة لطرح مفاهيم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) فقد حظيت مسألة الإمامة باهتمام كبير من قبل الأئمة (عليهم السلام) وأتباعهم, والشواهد على هذا الاهتمام كثيرة نذكر منها:

1- الأحاديث المكثفة الصادرة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حول مسألة الإمامة.

2- الاحتجاجات العقائدية والمناظرات الكلامية التي مارستها الكوادر المنتمية إلى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).


3- الكتابات حول مسألة الإمامة.

1- الأحاديث المكثفة حول مسألة الإمامة:

فقد أكد أئمة هذه المرحلة في أحاديثهم وكلماتهم على قضية الإمامة, للحفاظ على منطلقاتها الأصيلة في مسار الرسالة وحركة الدعوة والتصدي لمحاولات المصادرة التي ألغت خط الإمامة في واقع السلطة وفي واقع الأمة..

ونضع بين يدي القارئ نماذج محدودة كعينات من النصوص الصادرة عن الأئمة (عليهم السلام) في هذه المرحلة:

1- أحاديث صادرة عن الإمام الباقر (عليه السلام).

2- أحاديث صادرة عن الإمام الصادق (عليه السلام).

أحاديث صاردة عن الإمام الباقر (عليه السلام):

1- قال (عليه السلام): (إن الائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كعدد نقباء بني إسرائيل, وكانوا اثني عشر, الفائز من والاهم, والهالك من عاداهم)(60).

2- وقال (عليه السلام): (نحن اثنا عشر إماما, منهم حسن وحسين, ثم الأئمة من ولد الحسين (عليه السلام))(61).

3- وقال (عليه السلام): (الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر, الثاني عشر هو القائم (عليه السلام))(62).

4- وقال (عليه السلام): (تكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم)(63).

5- وقال (عليه السلام): (إن الله عز وجل أرسل محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى الجن والإنس وجعل من بعده اثني عشر وصيا)(64).


أحاديث صادرة عن الإمام الصادق (عليه السلام):

1- وقال (عليه السلام): (الأئمة اثنا عشر....)(65).

2- وقال (عليه السلام): (نحن اثنا عشر مهديا).

3- عن عبد الله بن أبي الهذيل سأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمامة في من تجب؟ وما علامة من تجب له الإمامة؟

فقال (عليه السلام): (إن الدليل على ذلك, والحجة على المؤمنين, والقائم بأمور المسلمين والناطق بالقرآن, والعالم بالأحكام, أخو نبي الله (صلى الله عليه وآله), وخليفته على أمته, ووصيه عليهم, ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى, المفروض الطاعة بقول الله عز وجل: (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(67).

الموصوف بقوله عز وجل: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(68). المدعو إليه بالولاية, المثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول (صلى الله عليه وآله) عن الله عز وجل: (ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأعن من أعانه).

ذلك علي بن أبي طالب, أمير المؤمنين, وإمام المتقين, وقائد الغر المحجلين, وأفضل الوصيين, وخير الخلق أجمعين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ثم الحسنان سبطا رسول الله, وابنا خيرة النسوان, ثم علي بن الحسين, ثم محمد بن علي, ثم جعفر بن محمد, ثم موسى بن جعفر, ثم علي بن موسى, ثم محمد بن علي, ثم علي بن محمد, ثم الحسن بن علي, ثم ابن الحسن (عليه السلام)...

وهم عترة الرسول (صلى الله عليه وآله), المعروفون بالوصية والإمامة, لا تخلو الأرض من حجة, والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وكل من خالفهم ضال مضل تارك للحق والهدى, وهم المعبرون عن القرآن, والناطقون عن الرسول (صلى الله عليه وآله) بالبيان, وأن من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية, ودينهم الورع والعفة والصدق, والصلاح والاجتهاد...)(69).


2- الاحتجاجات العقائدية والمناظرات الكلامية:

في الفترة التي عاصرت هذه المرحلة من مراحل التشيع نشطت الحركة الكلامية بما زخرت به من حوارات ومناظرات عقائدية ومذهبية, أعطت للخلاف بين الفرق والمذاهب طابعا جديدا طغت عليه الصنعة الجدلية والعقلية.

وقد خاضت الكوادر التي أنتجتها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه المرحلة معركة الحوارات والمناظرات بما تملكه من مؤهلات علمية متميزة صاغتها الرعاية الخاصة التي مارسها الأئمة (عليهم السلام) في إعداد هذه الكوادر.

ونطرح مثالا واحدا من تلك المناظرات لواحد من كوادر مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وهو(هشام بن الحكم)، هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة المتميزين بقوة البديهة والحجة, كان مناظرا حاذقا, ومحاورا جريئا, ومدافعا صلبا عن عقيدة ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kalimatayeba.ahlamontada.com
تراتيل
عضو جديد



عدد المساهمات : 1
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع Empty
مُساهمةموضوع: رد: آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع   آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع Emptyالإثنين مارس 22, 2010 1:27 am

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي علي محمد وآل محمد
جزاكـ الله آلجنان ع الطرح القيم والرآئع
وفي ميزآن حسنآتكـ ..

تقديري ..~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ حسن الشكري
صاحب المنتدى
الشيخ حسن الشكري


عدد المساهمات : 99
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
العمر : 45

آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع Empty
مُساهمةموضوع: رد: آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع   آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع Emptyالإثنين مارس 22, 2010 6:22 pm

[quote="تراتيل"][color=blue][size=12]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي علي محمد وآل محمد
جزاكـ الله آلجنان ع الطرح القيم والرآئع
وفي ميزآن حسنآتكـ ..

تقديري ..
شكرآ على مروركم اختنا العزيزة تراتيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kalimatayeba.ahlamontada.com
 
آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرد على حداثة التشيع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام :: المنتدى الاسلامي العام :: المنتدى الاسلامي :: المنتدى العقائدي-
انتقل الى: