منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام

منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا بكم في منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام لمراسلة الشيخ حسن الشكري مباشرة على الاميل hussain_415@yahoo.com او على هذا الايميل www.hussain1988@hotmail.com او على عنوانا على الفيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100002504815800&ref=tn_tnmn

 

 منقول موسوعه عاشوراء الكبرى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
انين الدموع
مشرفة
مشرفة
انين الدموع


عدد المساهمات : 84
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: منقول موسوعه عاشوراء الكبرى   منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2009 2:19 am

اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد

عاشوراء
انتصار الدم على السيف الاسم الذي هز عروش الظالمين اينما كانوا الاسم الذي لايستطيع احد ان يفهم كنهه اخوتي اخواتي اقدم بين ايديكم موسوعه عن عاشوراء وما تحويه من اماكن واسماء وغيره من مسميات اخرى وارجوا الافاده عسى ان يحشرنا مع ال محمد وارجوا من المشرفين والمشرفات التثبيت وذلك للاهميه الموجده واجركم الله وال محمد عليهم السلام

اداب الزيارة
لزيارة الإمام المعصوم عليه السلام سواء في حياته أم بعد استشهاده،آداب تميّزها عن غيرها من اللقاءات والزيارات، ومن جملتها:مراعاة الطهارة، والأدب، والوقار، والانتباه، وحضور القلب،(بحار الأنوار124:97) ولزيارة ضريح الحسين عليه السلام آداب خاصة من قبيل: الصلاة، و طلب الحاجة،والحزن والغبرة والبساطة، وطي طريق الزيارة، والسير على الأقدام، وغسل الزيارة، والتكبير، والتوديع.(بحار الأنوار140:98ومابعدها).

أورد الشهيد الثاني في كتاب ((الدروس)) أربعة عشرة نقطة في آداب زيارته عليه السلام، وخلاصتها ما يلي:

الأولى: الغسل قبل دخول الحرم،والدخول على طهارة وبثياب نظيفة وأن يدخل بخشوع.
الثانية: الوقوف على باب الضريح والدعاء والاستئذان بالدخول.
الثالثة: الوقوف إلى جانب الضريح والاقتراب من القبر.
الرابعة: الوقوف مستقبلا الحرم مستدبرا القبلة عند الزيارة، ثم وضع الوجه على القبر، ثم الوقوف عند الرأس.
الخامسة: قراءة الزيارات الواردة والتسليم.
السادسة: صلاة ركعتين بعد الزيارة.
السابعة: الدعاء وطلب الحاجة من بعد الصلاة.
الثامنة: قراءة القرآن عند الضريح وإهداء ثوابه إلى الإمام.
التاسعة: حضور القلب على كل حال، والاستغفار من الذنب.
العاشرة: احترام السدنة وخدمة الحرم والإحسان إليهم.
الحادية عشرة: بعد الرجوع إلى البيت، التوجّه إلى الحرم والزيارة مرة أخرى، وقراءة دعاء الوداع.
الثانية عشرة: أن تكون أعمال الزائر بعد الصلاة أفضل مما قبلها.
الثالثة عشرة: تعجيل الخروج عند قضاء الوتر من الزيارة، لتزداد الرغبة، وعند الخروج تمشي القهقري.
الرابعة عشرة: إعطاء الصدقة للمحتاجين في تلك البقعة، ولا سيما الفقراء من ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.(الدروس الشرعية23:2).

ورعاية هذه الآداب توجب القرب الروحي والمعنوي، وتزيد من فائدة الزيارة، وفلسفة تشريع الزيارة تكمن في الاستفادة من الآفاق المعنوية لمزارات أولياء الله.


آداب الوعظ و المنبر

بما أن عمل أصحاب المنبر والوعظ الذين يلقون الكلمات والمواعظ، ويذكرون المصيبة في المحافل الدينية والمجالس الحسينية يدخل في نطاق قلوب الناس ودينهم ولأن المستمعين يتخذون كلامهم حجّة، لذلك يجب أن يكونوا معتقدين بكلامهم ويعملون به لكي يكون لكلامهم تأثيره، ولا يكون فيه انتقاص للدين وللعلماء.

ومعنى هذا أن اعتلاء المنبر وموعظة الناس ليس عمل أيّ كان، بل يستلزم توفر بعض الشروط والمواصفات، وكثيرا ما كان للعلماء الكبار الحريصون على الدين ينصحون ويوجهون في هذا المجال تحريرياً وشفوياً، ومن جملتهم المرحوم الميرزا حسين النوري الذي حدد في كتابه القيم ((لؤلؤ ومرجان)) الآداب التي يجب أن يتحلى بها الواعظ، وأشار إلى أن الإخلاص هو الدرجة الأولى للمنبر، و((الصدق)) درجته الثانية، وتطرّق إلى ذكر
بعض النقاط التي اعتبرها ((مهالك عظيمة للقراء والوعاظ)) وهي كما يلي:

1- الرياء والعمل لأجل الدنيا.
2- جعل قراءة الذكر وسيلة للكسب.
3- بيع المرء آخرته بدنياه أو بدنيا غيره.
4- عدم العمل بالأقوال التي ينقلها في حديثه.
5- الكذب من على المنبر وعدم التزام الصدق في الأحاديث والحكايات.

وتناول تلميذه المرحوم المحدث القمي في كتابه ((منتهى الآمال)) (منتهى الآمال341:1، وفي هذا المجال راجع كتاب ((الملحمة الحسينية))و((تحريف عاشوراء)) للشهيد المطهري). عرضاً مسهباً لقبح الكذب في مجالس العزاء والمنبر وقراءة المراثي،والاستفادة من طور الأغاني في قراءة العزاء، وعدم مراعاة الدقة في نقل النصوص التاريخية، وأفرد باباً تحت عنوان ((نصح وتحذير)) يحذر فيه أصحاب المنبر من الابتلاء بالكذب والافتراء على الله والأئمة والعلماء، والغناء، وإرغام الصبيان المرد على القراءة بألحان الفسوق، والمجيء بدون إذن -بل وبعد النهي الصريح- بيوت الناس واعتلاء المنبر والإساءة إلى الحاضرين بكلمات بذيئة لعدم بكائهم، والترويج للباطل عند الدعاء، ومدح من لا يستحق المدح، والإتيان بما من شأنه إيجاد الغرور لدى المجرمين،

والجرأة لدى الفاسقين، وخلط حديث بحديث آخر تدليساً، وتفسير الآيات الشريفة بآراء كاسدة، ونقل الأخبار بمعاني باطلة، والإفتاء من غير أهلية لذلك، وذكر أقوال الكفرة، والحكايات المضحكة، وأشعار الفجّار والفاسقين في مواضع منكرة، لغرض تزيين الكلام وتفخيم المجلس، وتصحيح الأشعار الكاذبة في المراثي بذريعة لسان الحال، وذكر ما ينافي عصمة وطهارة أهل بيت النبوة، وإطالة الحديث في أغراض كثيرة فاسدة، وحرمان الحاضرين من أوقات فضيلة الصلاة، وأمثال هذه المفاسد التي لا تعدّ ولا تحصى.


آل أبي سفيان
آل أبي سفيان هم أقارب أبي سفيان بن حرب كبير الفرع الأموي، وكان هو وأهل بيته يضمرون العداء لبني هاشم ولأهل بيت رسول الله، وللإسلام، شارك أبو سفيان في المعارك التي انطلقت لمحاربة الإسلام، وحارب ابنه معاوية علياً والحسن عليهما السلام، وحفيده يزيد قتل الحسين بن علي في كربلاء. كان لآل أبي سفيان موقف معاد لمبدأ التوحيد، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الخلافة محرمة علىآل أبي سفيان)) (بحار الأنوار326:44). كما ولعن أبو سفيان وأهل بيته في زيارة عاشوراء ((اللهم العن أبا سفيان،اللهم العن..وآل أبي سفيان)) وذلك لموقفهم المعادي للإسلام.

اعتبر الإمام الصادق عليه السلام العداء بين آل بيت النبي وآل أبي سفيان عداء عقائديا لا شخصيا فقال: ((إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله؛ قلنا:صدق الله وقالوا:كذب الله))(بحار الأنوار165:33.و190:52).
وكان سبب زوال حكومتهم تلوّث أيديهم بدماء الحسين: ((إن آل أبي سفيان قتلوا الحسينبن علي صلوات الله عليه فنزع الله ملكهم)).(بحار الأنوار301:45،و182:46)

حينما قدم جيش الكوفة يوم عاشوراء لقتل الإمام الحسين خاطبهم باسم شيعة آل أبي سفيان، ولما هجموا على خيامه قال لهم: ((ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكمدين، وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم...)).(بحار الأنوار51:46)

لقد حارب آل أبي سفيان قاطبة الحق والعدل على مدى التاريخ،وسعوا لإطفاء نور الله سواء في بدر وأحد وصفين وكربلاء، أم في أي زمان ومكان آخر من العالم.

آل الله
المراد من آل الله وأهل الله، هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
اعتبر الحسين عليه السلام نفسه وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم آل الله، فقال: ((نحن آل الله وورثة رسوله)).(بحار الأنوار11:44و184).

ونقرأ أيضا في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف الأول من رجب: ((السلامعليكم يا آل الله)) وهو منقول أيضا في زيارة الأربعين.وهذا بسبب قوة ارتباط وانتساب عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإمام الحسين بالله تعالى وبدينه، وكأنهم من آل الله.وهذا التعبير ((آل الله)) استخدمه جابر بن عبدالله الأنصاري عند وقوفه على قبر الحسين في الأربعين من شهادته وقراءته للزيارة.

كما وأُطلقت أيضا كلمة ((آل الله)) على قريش لمكانتهم في بيت التوحيد والمسجد الحرام وارتباطهم ببيت الله. قال الإمام الصادق عليه السلام: ((إنّما سمّوا آل الله، لأنهمفي بيت الله الحرام))(بحار الأنوار258:15). لا سيما وإنّ عظمة قريش قد ازدادت بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينهم وازداد انتسابهم إلى الله من بعد بعثة الرسول ((وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله)).
آل زياد

من جملة الطوائف التي أضرت بالإسلام كثيرا، ولُعنت في زيارة عاشوراء،هم آل زياد،((والعن...آل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة)).لقد تلطّخت أيدي زياد، ذلك النسل الخبيث بدماء عترة النبيّ. كان عبيد الله بن زياد والياً على الكوفة والبصرة، وقتل الإمام الحسين في كربلاء، وابن زياد هذا أُمّه كانت تدعى سميّة، وكانت ذات راية.

و ولد زياد من المعاشرة والزنا مع رجل يدعى ((عبيد الثقفي))،ولذا كان يسمى بزياد بن عبيد، ومن بدع معاوية أنّه ألحق ابن الزنا هذا -وخلافاً لسنة الرسول- ببني أُميّة، وسمي بعد ذلك بزياد بن أبي سفيان(الغدير 218:10)وقد حصلت قضية ((الاستلحاق)) المعروفة هذه في عام 44للهجرة واعترض عليها الكثير من أكابر المسلمين من جملتهم سيد الشهداء الذي كتب إلى معاوية كتابا عاب فيه عليه ذلك العمل واعتبره من طراز قتله لحجر بن عدي وعمرو بن الحمق(معادن الحكمة لمحمد فيض الكاشاني 35:2، بحار الأنوار212:44)، وبعد سقوط الخلافة الأموية صار الناس يدعون زياد باسم أمه أو باسم أبيه المجهول ((زياد بن أبيه))(الغدير218:10).

أورد الإمام الحسين عليه السلام في إحدى خطبه يوم عاشوراء عبارة: ((ألا وأنّ الدعيابن الدعي ...)) وهي إشارة إلى خسة نسب ابن زياد وأبيه، فكلاهما كان نسبهما وضيعا، لأن عبيدالله كان أيضا من جارية مشهورة بالزنا اسمها مرجانة، وقد كان تسلّط شخص كابن زياد على رقاب الناس نكبة أصاب كرامة المسلمين والعرب، فحينما شاهد زيد بن أرقم عبيدالله بن زياد في الكوفة وهو يضرب بالقضيب على شفتي الرأس المقطوع لأبي عبدالله عليه السلام انتحب باكياً، ونهض من بين يديه، ثم رفع صوته ثم رفع صوته يبكي وخرج وهو يقول: ملك عبد حراً، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة(بحار الأنوار117:45).
وكان آل زياد معروفون في تلك الأيام بصفتهم فئة فاسدة شيطانية، حتى أن أحد شهداء كربلاء وهو مالك بن أنس المالكي أو أنس بن الحارث الكاهلي ارتجز في الميدان أرجوزة كان أحد أبياتها هو:
آل علي شيعة الرحمن
آل زياد شيعة الشيطان
(بحار الأنوار:25)

وعلى ضوء الروايات الواردة فإنّ آل زياد فئة ممسوخة سخط الله وغضب عليهم وعلى ذرّياتهم، فقد كان مقتل أبي عبدالله يوم عاشوراء بالنسبة لهم يوم فرح وسرور(بحار الأنوار:95).

كما أن ((آل زياد)) اسم سلالة من الخلفاء من ذرية زياد بن أبيه حكمت اليمن من عام 204 إلى عام 409 للهجرة بدأت حكومتهم منذ عهد هارون الرشيد، وكانت مهمتهم القضاء على العلويين هناك.


آل عقيل
ثلة من أبناء عقيل وأحفاده، وكانوا من جملة شهداء كربلاء وصناع ملحمة النهضة الحسينية، ضحّوا بأرواحهم في سبيل الإمام، ومن قبلهم ضحّى مسلم بن عقيل بنفسه في سبيل دين الله وطريق الحسين عليه السلام واستشهد اثنان من أبنائه يوم الطف. وهؤلاء الأبطال هم من ذرية أبي طالب قضوا في نصرة ابن عمهم وهم: عبدالله بن مسلم، محمد بن مسلم، جعفر بن عقيل، وعبد الرحمن بن عقيل، محمد بن عقيل، عبدالله الأكبر، محمد بن أبي سعيد بن عقيل، علي بن عقيل وعبدالله بن عقيل.

كان بعض هؤلاء التسعة فقهاء وعلماء سجّل كل واحد منهم موقفا رائعا قبل استشهاده، وقد أشار أحد الشعراء إلى أن من استشهد من ذرية عليّ عليه السلام في يوم الطف سبعة، وعدد الذين استشهدوا من ذرية عقيل تسعة، فأنشأ يقول:
عيـن جودي بعبرة وعويل واندبي إن ندبت آل الرسول
سـبعة كلهم لصـلب عـليّ قد أصيبوا وتسـعة لعقيـل
(حياة الإمام الحسين249:3)

وفي يوم عاشوراء حينما كان يبرز أبناء عقيل إلى الميدان كان الإمام يدعو لهم ويلعن قاتليهم ويحث آل عقيل على الصمود، ويبشرهم بالجنة: ((اللهمّ اقتل قاتل آلعقيل...صبراً آل عقيل إنّ موعدكم الجنة)).

ولأجل هذه التضحية كان الإمام زين العابدين عليه السلام من بعد عاشوراء يبدي مزيداً من الاهتمام والعطف على عائلتهم ويفضلها على من سواها، ولما سئل عن ذلك قال: إني لأتذكر موقفهم من أبي عبدالله يوم الطف وأرق لحالهم، ولهذا السبب أيضا بنى الإمام السجاد عليه السلام بالأموال التي جاءه بها المختار من بعد ثورته، دوراً لآل عقيل، لكن الحكومة الأموية هدمتها(حياة الإمام زين العابدين186:1).


آل مُراد

اسم قبيلة هانئ بن عروة، وهو شيخها وزعيمها في الكوفة، وكان إذا نادى أجابه أربعة آلاف فارس وثمانية آلاف راجل، وحينما أُخذ إلى سوق الكوفة ليُضرب عنقه كان يصيح: يا آل مرادٍ، ولكنه لم يجد من يستجيب لندائه خوفاً على حياتهم وخذلانا(مروج الذهب59:3) وقد حلَّ مسلم بن عقيل حين وجوده في الكوفة ضيفا على هانئ، وقبض عليه قبل مسلم وقُتِل.
آل مروان
آل مروان بن الحكم من رهط بني أمية، تسلموا الخلافة منذ عام 64للهجرة، ابتدأت سلطتهم بوصول مروان إلى منصب الخلافة، وكان شديد العداء لأهل البيت وللإمام الحسين عليه السلام. وكان مطرودا وملعونا من النبي والناس.

حكم من بعده عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد ، ومروان بن محمد ودامت مدة حكمهم سبعين سنة(أنظر حوادث خلفاء آل مروان في مروج الذهب91:3وما بعدها) كانت من أشد العهود ضيقا على الشيعة، ولقد اتخذ بنو مروان أخبث وأقسى الأشخاص كولاة لهم على المدن، والحجاج واحد منهم.

في زيارة عاشوراء لعن ((آل مروان)) شأنهم آل زياد وآل أبي سفيان وبني أمية.
آل يزيد

وهم أنصار يزيد والمرتبطين به فكرا أو عملا، سواء في الماضي أم في الحاضر، فكل من يشاكل يزيد يعمل عمله، فهو من ((آل يزيد)) وعليه لعنة الله وغضب الناس، وقد وردت كلمة ((آل يزيد)) في بعض الزيارات أيضا، كزيارة عاشوراء غير المعروفة التي جاء فيها: ((اللهم العن يزيد وآل يزيد وبني مروان جميعا)).

ونقرأ فيها أيضا: ((هذا يوم تجدد فيه النقمة وتنزل فيه اللعنة على اللعين يزيد وعلى آليزيد وعلى آل زياد وعمر بن سعد والشمر))(مفاتيح الجنان، زيارة عاشوراء غير المعروفة: 465)، إضافة إلى لعن كل من يرضى بقول وفعل يزيد من الأولين والآخرين والتابعين لهم والمبايعين والمعاضدين لهم أو الراضين بعملهم، ولعنة الله على كل من سمع بواقعة عاشوراء فرضي بها، وهو من آل يزيد وعليه اللعنة: ((اللهم والعن كل من بلغه ذلكفرضي به من الأولين والآخرين والخلائق أجمعين إلى يوم الدين))(مفاتيح الجنان، زيارةعاشوراء غير المعروفة: 466)) وهذا اللعن يعكس اتساع جبهة آل يزيد بحيث تستوعب كل زمان ومكان، وأن كل من يدافع عن هذه الفكرة ويعادي أهل البيت، أو يكون ذا طبيعة يزيدية ويقمع كل دعاة الحق والحرية فهو من ((آل يزيد))، ومن مصاديق آل يزيد اليوم: الصهاينة وعملاء الاستكبار العالمي.
إبراهيم بن الحصين الأزدي

من شهداء كربلاء،وهو من جملة الصحابة الشجعان الذين يردد الحسين أسماءهم في خلواته، ويناديهم الواحد تلو الآخر:...ويا إبراهيم بن الحصين...وكانت أرجوزته في ساحة المعركة:
أضرب منكم مفصلاً وسـاقا
ليهـرق اليوم دمي إهـراقا
ويرزق الموت أبو إسـحاقا
أعني بني الفاجـرة الفسـاقا

استشهد بعد ظهر العاشر من محرم إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام(دائرة المعارف تشيّع271:1).
حوزةابن

من جنود عمر بن سعد، وقد أساء بالقول إلى الإمام الحسين عليه السلام، فدعا عليه الإمام الحسين، فغضب وأقحم فرسه في نهر بينهما فتعلّقت قدمه بالركاب، فجالت به، بينما أخذ جسده يرتطم بالأرض حتى هلك(موسوعة العتبات المقدسة63:Cool.

أبو بكر بن الحسن بن علي عليه السلام
أحد شهداء كربلاء، وهو ابن الإمام الحسن عليه السلام، أمّه أمّ ولد، رافق عمه الإمام الحسين من المدينة إلى كربلاء، وفي العاشر من محرم، تقدم بعد استشهاد القاسم بن الحسن، إلى عمّه طالبا الإذن بالقتال، فقاتل قتال الأبطال حتى قتل. قتله عبدالله بن عقبة. وقد ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

أبو بكر المخزومي

أحد الفقهاء السبعة. ومن الذين نصحوا الإمام الحسين بأن لا يسير إلى العراق، وذكّره بما لقيه منهم أبوه وأخوه الحسن(مروج الذهب6:3)وهو من سادات قريش، ولد في خلافة عمر وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته، وكان مكفوفا، توفي عام 95للهجرة(حياة الإمام الحسين28:3،نقلا عن تهذيب التهذيب).

أبو ثمامة الصائدي

من أنصار الإمام الحسين عليه السلام ويسمّى بشهيد الصلاة، استشهد يوم العاشر من محرم. كان من وجهاء الكوفة ورجلا عارفاً وشجاعاً، له اطّلاع بأنواع السلاح. عيّنه مسلم بن عقيل حين أخذ البيعة من الناس للثورة الحسينية، على استلام الأموال وشراء السلاح. اسمه عمر بن عبدالله(مقتل الحسين للمقرم:177 وذكر البعض أيضا (عمرو بن عبدالله)،كتنقيح المقال للمامقاني333:2). سار من الكوفة والتحق بالإمام الحسين عليه السلام قبل شروع القتال.

لما استشهد عدد كبير من أصحاب الحسين في يوم العاشر من محرم، وتناقص عددهم، جاء أبو ثمامة الصيداوي وقال للإمام الحسين: نفسي لك الفداء، إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، لا والله، لا تُقتل حتى أُقتل دونك، وأحبّ أن ألقى الله وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها، فرفع الإمام رأسه إلى السماء وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم، هذا أول وقتها.

ثم قال: سلوهم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي وصلّى أبو ثمامة مع آخرين صلاة الجماعة مع الأمام الحسين(سفينة البحار 136:1بحار الأنوار 21:45) وكان واحدا من آخر ثلاثة بقوا على قيد الحياة حتى عصر يوم العاشر من المحرم: وقال بعضهم أنه سقط من أثر الجراح فحمله أقاربه من الميدان و توفي بعد مدة.
أبو الشهداء
كنية تطلق على الأمام الحسين عليه السلام لكونه الملهم لشهداء طريق الحق وقد اعتبرت ملحمته في كربلاء ولا زالت بأنها مدرسة للشهادة، فهو أبو الشهداء، وأبو الأحرار، وأبو المجاهدين.

وهذا أيضا اسم لكتاب يحلل فيه مؤلفه الكاتب والأديب والشاعر المصري عباس محمود العقاد (م .1964) حادثة كربلاء بأسلوب أدبي نثري بديع.
أبو عبدالله
كنية الأمام الحسين عليه السلام التي كنّاه بها رسول الله صلى الله عليه وآله حين ولادته، وبسماعها تهتز القلوب وتسكب الدموع.


أبو عمرو النهشلي (الخثعمي)

من جملة شهداء كربلاء، ويروى أنه قتل في الهجوم الأول، أو خلال المبارزة الفردية على رواية أخرى.. كان من وجوه الكوفة ورجلاً متهجداً وعابداً(أنصار الحسين: 98).
أبو مخنف
كاتب المقتل المعروف عند المسلمين، وهو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الكوفي، له عدة كتب منها ((مقتل الحسين )) الذي يتناول فيه أحداث العاشر من محرم، وقد نقل الطبري في تاريخه عنه وعن كتابه بكثرة توفي عام 75 للهجرة، وهو من مؤرخي الشيعة و محدِّثيهم، وكتابه ((مقتل الحسين)) لم يعثر عليه وما ينقل حاليا تحت هذا العنوان إنما يُستقى من كتب التاريخ التي روت عنه .
أبو هارون المكفوف
من شعراء الشيعة واسمه موسى بن عمير، وهو من أهل الكوفة عاش في عصر الإمام الصادق عليه السلام، أمره الصادق أن ينشد شعراً في رثاء الحسين عليه السلام فقرأ بين يديه:

أُمرُر على جدث الحسـ ـين وقل لأعظمه الزكيَة
(بحار الأنوار288:44)
الاثنان و السبعون

من المعروف أن عدد أصحاب و أنصار الحسين يوم عاشوراء وهم الذين استشهدوا بين يديه كان عددهم اثنان وسبعون شخصا إلاَ أن المصادر المختلفة تذكر إحصائيات عن القتلى وعن الرؤوس التي وزعت بين القبائل وحملت إلى الكوفة أكثر من هذا العدد، وحتَى أن العدد في بعض المصادر بلغ تسعين شخصاً، كما ويلاحظ وجود اختلاف فيما بين الأسماء الواردة فيها.

وعلى كل حال فإن عدد الاثنين والسبعين هو رمز لأولئك الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم بين يدي الحسين في سبيل الله، وجاء على ألسنة الشعراء أن كربلاء هي منحر الفداء وقدّم فيها اثنين وسبعين قرباناً إلى الباري جل شأنه، وكان هو القربان الأكبر في ذلك المنحر.
اجفر
بمعنى البئر الواسعة، وهي منطقة تقع على أطراف الكوفة وفيها ماء وأشجار، كانت فيما مضى لبني يربوع، وكان فيها قصر ومسجد، توقف فيها الإمام الحسين عند مسيره نحو الكوفة وتبعد عن مكة مسافة 36 فرسخا(الحسين في طريقه إلى الشهادة :61).

إحراق الخيام

من جملة جرائم جيش عمر بن سعد إحراق خيام الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته يوم عاشوراء، فبعد استشهاد الإمام شرع أهل الكوفة ينهبون الخيام، وأخرجوا منها النساء وأضرموا فيها النيران، فخرجن حواسر حافيات باكيات ثم أخذوهن سبايا(بحار الأنوار58:45).

يقول الإمام السجاد عليه السلام في وصف ذلك المشهد ((والله ما نظرت إلى عمّاتي وأخواتي إلا وخنقتني العبرة، وتذكّرت فرارهن يوم الطف من خيمة إلى خيمة، ومن خباء إلى خباء، ومنادي القوم ينادي: احرقوا بيوت الظالمين))(حياة الإمام الحسين 299:3).

إن هذه النيران هي امتداد لتلك التي أضرم بها بيت الزهراء عليها السلام من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، وهي نيران الحقد ضد بني هاشم وأهل البيت، وتخليداً لذكرى هذه الحادثة، تُنصب في بعض المناطق خيام أثناء إقامة مراسم عاشوراء تشبيهاً بخيام أهل البيت، وتُضرم فيها النيران ظهر عاشوراء لتكون إحياءً لذكرى ذلك الظلم الذي جرى على بيت الرسالة في يوم عاشوراء.

إحصاء عن ثورة كر بلاء
لا يخفى ما للإحصاء من دور في إبراز معالم أوضح عن أي موضوع أو حادثة. ولكن نظرا لاختلاف النقل التاريخي والمصادر في حادثة كربلاء وما سبقها وما تلاها من أحداث، لا يمكن الركون إلى إحصاء دقيق ومتفق عليه. وقد تجد أحيانا تفاوتا كبيرا فيما نقل عنها. ومع ذلك نرى أن عرض بعض الإحصائيات يجعل ثورة كربلاء أكثر تجسيدا ووضوحا. ولهذا السبب ننقل فيما يلي بعض النماذج والأرقام(القسم الأعظم من هذا الإحصاء منقول عن كتاب (حياة أبو عبدالله)، عماد زاده. و(وسيلة الدارين في أنصار الحسين)، للسيد إبراهيم الموسوي. و(أبصار العين)، للسماوي.).

1- امتدت فترة قيام الإمام الحسين عليه السلام من يوم رفضه البيعة ليزيد وحتى يوم عاشوراء 175 يوما؛12يوما منها في المدينة، وأربعة أشهر وعشرة أيام في مكة، و23 يوما في الطريق من مكة إلى كربلاء، وثمانية أيام في كربلاء (2إلى 10 محرم).

2- عدد المنازل بين مكة والكوفة والتي قطعها الإمام الحسين عليه السلام حتى بلغ كربلاء هي 18منزلا.(معجم البلدان).

3- المسافة الفاصلة بين كل منزل وآخر ثلاثة فراسخ وأحيانا خمسة فراسخ.

4- عدد المنازل من الكوفة إلى الشام والتي مر بها أهل البيت وهم سبايا 14منزلا.

5- عدد الكتب التي وصلت من الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكة تدعوه فيها إلى القدوم هي 12000 كتابا (وفقا لنقل الشيخ المفيد).

6- بلغ عدد من بايع مسلم بن عقيل في الكوفة18000 أو 25000؛ وقيل 40000شخص.

7- عدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية هم 17 شخصا. وعدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب ممّن لم ترد أسماؤهم في زيارة الناحية هم 13 شخصاً. كما واستشهد ثلاثة أطفال من بني هاشم، فيكون بذلك مجموعهم 33 شخصا، وهم كما يلي:
الإمام الحسين عليه السلام.
أولاد الإمام الحسين عليه السلام: 3أشخاص.
أولاد الإمام علي عليه السلام: 9أشخاص.
أولاد الإمام الحسن عليه السلام: 4 أشخاص.
أولاد عقيل: 12 شخصا.
أولاد جعفر: 4أشخاص.

8- بلغ عدد الشهداء الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية المقدسة وبعض المصادر الأخرى -باستثناء الإمام الحسين عليه السلام وشهداء بني هاشم- 82 شخصا. ووردت أسماء 29 شخصا غيرهم في المصادر المتأخرة.

9- بلغ مجموع شهداء الكوفة من أنصار الإمام الحسين عليه السلام 138 شخصا، وكان 14شخصا من هذا الركب الحسيني غلماناً (عبيدا).

10- كان عدد رؤوس الشهداء التي قسمت على القبائل وأخذت من كربلاء إلى الكوفة: 78 رأسا مقسمة على النحو التالي:
قيس بن الأشعث رئيس بني كندة: 13 رأساً.
شمر، رئيس هوازن: 12رأسا.
قبيلة بني تميم: 17رأسا.
قبيلة بني أسد: 17 رأسا.
قبيلة مِذْحج: 6 رؤوس.
أشخاص من قبائل متفرقة: 13 رأسا.

11- كان عمر سيد الشهداء حين شهادته 57 سنة.

12- بلغت جراح الإمام عليه السلام بعد استشهاده: 33طعنة رمح و34ضربة سيف وجراح أخرى من أثر النبال.

13- كان عدد المشاركين في رضّ جسد الإمام الحسين عليه السلام بالخيل 10أشخاص. 14- بلغ عدد جيش الكوفة القادم لقتال الإمام الحسين عليه السلام 33000شخص.

وكان عددهم في المرة الأولى 22000 وعلى الشكل التالي:
عمر بن سعد ومعه: 6000
سنان ومعه: 4000
عروة بن قيس ومعه: 4000
شمر ومعه: 4000
شبث بن ربعي و معه 4000
ثم التحق بهم يزيد بن ركاب الكلبي ومعه: 2000
والحصين بن نمير ومعه: 4000
والمازني ومعه: 3000
ونصر المازني ومعه: 2000

15- نعى سيد الشهداء يوم العاشر من محرم، عشرة من أصحابه، وخطب في شهادتهم، ودعا لهم أو لعن أعداءهم، وأولئك الشهداء هم علي الأكبر، العبّاس، القاسم، عبد الله بن الحسن، عبد الله الرضيع، مسلم بن عوسجة، حبيب بن مظاهر، الحر بن يزيد الرياحي، زهير بن القين، وجون. و ترحّم على اثنين منهما وهما: مسلم وهانئ.

16- سار الإمام الحسين وجلس عند رؤوس سبعة من الشهداء وهم: مسلم بن عوسجة، الحر، واضح الرومي، جون، العباس، علي الأكبر، والقاسم.

17- أُلقي يوم العاشر من محرم بثلاثة من رؤوس الشهداء إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام وهم: عبد الله بن عمير الكلبي، عمرو بن جنادة، وعابس بن أبي شبيب الشاكري.

18- قطعت أجساد ثلاثة من الشهداء يوم عاشوراء، وهم: علي الأكبر، العباس، وعبد الرحمن بن عمير.

19- كانت أمهات تسعة من شهداء كربلاء حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد أبنائهن، وهم: عبد الله بن الحسين وأُمّه رباب، عون بن عبد الله بن جعفر وأمّه زينب، القاسم بن الحسن وأمّه رملة، عبد الله بن الحسن وأمّه بنت شليل الجليلية، عبد الله بن مسلم وأمّه رقية بنت علي عليه السلام، محمد بن أبي سعيد بن عقيل، عمرو بن جنادة، عبد\الله بن وهب الكلبي وأمّه أُم وهب، وعلي الأكبر
20- استشهد في كربلاء خمسة صبيان غير بالغين وهم: عبدالله الرضيع، وعبدالله بن الحسن، محمد بن أبي سعيد بن عقيل، القاسم بن الحسن، وعمرو بن جنادة الانصاري.

21- خمسة من أصحاب كربلاء كانوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهم: أنس بن حرث الكاهلي، حبيب بن مظاهر، مسلم بن عوسجة، هانيء بن عروة، وعبدالله بن بقطر(يقطر) العميري .

22- استشهد بين يدي أبي عبدالله 15غلاماً وهم: نصر وسعد (من موالي علي عليه السلام)، مُنجِح (مولى الإمام الحسن عليه السلام)، أسلم وقارب (من موالي الإمام الحسين عليه السلام)، الحرث (مولى حمزة)، جون (مولى أبي ذر)، رافع (مولى مسلم الأزدي)، سعد (مولى عمر الصيداوي)، سالم (مولى بني المدينة)، سالم (مولى العبدي)، شوذب (مولى شاكر)، شيب (مولى الحرث الجابري) وواضح (مولى الحرث السلماني)، هؤلاء الأربعة عشر استشهدوا في كربلاء، أما سلمان (مولى الإمام الحسين عليه السلام) فقد كان قد بعثه إلى البصرة واستشهد هناك.

23- أُسر اثنان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ثم استشهدا، وهما: سوار بن منعم، ومنعم بن ثمامة الصيداوي.

24- استشهد أربعة من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام من بعد استشهاده وهم: سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف، وسويد بن أبي مطاع (وكان جريحاً)، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل.

25- استشهد سبعة بحضور آبائهم وهم: علي الأكبر، عبدالله بن الحسين، عمرو بن جنادة، عبدالله بن يزيد، مجمع بن عائذ، وعبدالرحمن بن مسعود.

26- خرجت خمس نساء من خيام الإمام الحسين عليه السلام باتجاه العدو لغرض الهجوم أو الاحتجاج عليه وهن: أمة مسلم بن عوسجة، أم وهب زوجة عبدالله الكلبي، أم عبدالله الكلبي، زينب الكبرى، وأم عمرو بن جنادة.

27- المرأة التي استشهدت في كربلاء هي أم وهب (زوجة عبدالله بن عمير الكلبي).

28- النساء اللواتي كن في كربلاء، هن: زينب، أم كلثوم، فاطمة، صفية، رقية، وأم هانئ (هؤلاء الستة من بنات أمير المؤمنين)، وفاطمة وسكينة (بنتا الإمام الحسين عليه السلام)، ورباب، وعاتكة، وأم محسن بن الحسن، وبنت مسلم بن عقيل، وفضة النوبية، وجارية الإمام الحسين، وأم وهب بن عبدالله.
أدب الطف
بمعنى الأدب المكتوب بشأن عاشوراء. والطف اسم لكربلاء. و((أدب الطف)) اسم كتاب من عشرة أجزاء باللغة العربية، جمعه((جواد شبر))، ذكر فيه الشعراء الذين كتبوا قصائد ومراثي عن الإمام الحسين عليه السلام وواقعة كربلاء وشهدائها، وضمت هذه المجموعة الشعراء ابتداء من القرن الأول وحتى القرن الرابع عشر، وقدم فيه شرحا موجزا عن هؤلاء الشعراء مع ذكر أبيات مختارة من أشعارهم، يتضمن الكتاب آداب الشيعة ومعتقداتهم ومشاعرهم وتوجهاتهم أيضا بشأن حادثة كربلاء الأليمة.

والكتاب من نشر ((دار المرتضى)) في بيروت، في عام 1409(في هذا المجال راجع كتاب(شعراء الغري أو الحائرات) لمؤلفه علي الخاقاني، ويتضمن تعريفا بـ84 شاعرا في هذه المدينة (الذريعة 194:14) و أيضا: ((عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر)) للسيد حسين نور الدين، حول شعراء جبل عامل وأساليبهم في عرض واقعة كربلاء ونماذج من أشعارهم).
أدب عاشوراء
مجموعة الآثار التي ظهرت بصيغ أدبية وفنية مختلفة تدور حول واقعة كربلاء وأبطالها على مدى أربعة عشر قرنا، وتتضمن الشعر، والمراثي، والعزاء، والمقتل، والصور، ونصوص الأفلام والمسرحيات والقصص والأفلام، واللوحات،والسلايد، والكتب، والمقالات والنثر والأدبي، وسيرة أبطال كربلاء، وغيرها من النماذج الأدبية والفنية.

إن قضية العاشر من محرم تنطوي على مضمون (ما الذي حدث؟) كما وتتضمن نداء (ما يجب فعله؟) ومن مهمة الفن والأدب الاهتمام بكل هذين الجانبين . فقد تجد أحيانا لوحة أكثر تعبيرا من كتاب. ولوحات الخطاطين وشعاراتهم يمكن أن تكون ذات مضامين عميقة المغزى، ويتسنى لهم التفنن بأساليب الخط والرسم لإبراز أبعادها المعنوية. وبإمكان الشعراء والكتاب ابتداع آثار خالدة حول تلك الواقعة وما تنطوي عليه من هدف ومفهوم تجسد في كربلاء.

يحبذ إقامة متحف أو معرض كبير لكل ما يتعلق بهذه الحادثة بشكل أو آخر، ليكون مصدر إلهام لأي نمط من التحقيق بشأنها،ولتمهيد الأرضية للتعريف بكل ما تتضمنه تلك الواقعة من مضامين وأهداف. كما ويمكن الرجوع في هذا الصدد إلى كتب الزيارات والأدعية والمقاتل. ويجب الالتفاف بدقة إلى سبك وتعابير ومضمون الزيارة، وكذا الحال الروحية والمعنوية لقارئ الدعاء والزيارة(راجع كتاب عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر للسيد حسين نور الدين).

جمعت قصائد شعرية كثيرة لشعراء مختلفين تحت عنوان ((آداب عاشوراء)) يدور محورها الأساسي حول شهداء وواقعة كربلاء، وقد نشر تلك المجموعة ((قسم الفنون)) بعد أن جمعها محمد علي مرداني. وقد صدر منها حتى عام 1414هـ ستة أجزاء.
أدهم بن أمية العبدي

كان من شيعة البصرة،وحضر أيضا في منزل ((مارية بنت منقذ))، استشهد يوم العاشر من محرم في الهجوم الأول
(وسيلة الدارين في أنصار الحسين:99).

الأذان

معناه الإعلام. وهو شعار دعوة المسلمين للصلاة، شرّع في أوائل الهجرة وجاء ذكره في واقعة كربلاء في عدة مواضع، إحداها: حينما لقيت قافلة الحسين عليه السلام جيش الحر في ((ذي جشم))، ولما حلت صلاة الظهر، أمر الحسين عليه السلام الحجاج بن مسروق أن يؤذّن، وصلى بهم الحسين عليه السلام وصلى خلفه جيش الحر(حياة الإمام زين العابدين، باقر شريف القرشي:177،نقلا عن مقتل الخوارزمي).

والموضع الآخر في الشام في بلاط يزيد حينما خطب الإمام السجاد عليه السلام خطبته المشهورة التي فضح فيها آل أمية، وطفق يعدد مآثر ومفاخر آل النبي صلى الله عليه وآله حتى أبكى الحاضرين وقلب آرائهم. فخاف يزيد وقوع ما لا يحمد عقباه، فأشار إلى المؤذن أن يؤذن ليقطع على الإمام خطبته.

فلما كبّر المؤذن .
قال عليه السلام: الله أكبر من كل شيء ولا تحيط به الحواس.
ولما قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله.
قال عليه السلام: شهد بها شعري وجلدي ولحمي ودمي وعظمي.
ولما بلغ المؤذن قوله: أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال السجاد ليزيد: يا يزيد هل محمد جدك أم جدي؟ فإن قلت جدك فقد كذبت، وإن قلت أنه جدي فلم قتلت عترته؟

وهكذا أفشل الإمام السجاد عليه السلام أسلوب يزيد في استخدام الأذان لإخماد صوت الآذان الحقيقي واستثمر تلك الفرصة استثمارا سياسيا على أفضل ما يمكن.

إذن الدخول

وهو من آداب المعاشرة في الإسلام: إذا لا يجوز أن يدخل المرء دار أحد أو غرفته من غير إذن، ويسمى أيضا بالاستئذان أو الاستئناس. وأشارت إليه الآيات 26-28من سورة النور. وجاء أيضا في آداب زيارة الأضرحة الطاهرة للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام وجميع البقاع المقدسة لأجل رعاية الأدب إزاء حرمة أولياء الله، وهذا ما يستلزم قراءة النص الخاص بإذن الدخول إلى تلك الأضرحة.

وجاء في إذن الدخول إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله: ((اللّهم إني وقفت على باب بيتٍ من بيوت نبيك وآل نبيك...بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذنكمصلوات الله عليكم أجمعين أدخل هذا البيت...))(عوالم الإمام الحسين:258).
إذن القتال

وهو من تقاليد الحرب قديما حينما يكون القتال فرديا يستأذن المقاتلون القائد في النزول إلى ساحة القتال، وفي ملحمة كربلاء كان أصحاب سيد الشهداء وأنصاره يستأذنونه في البروز للقتال، وكان استئذانهم يقترن عادة بالسلام؛ إذا كانوا يأتون إلى باب خيمته ويسلمون عليه سلام الوداع: (السلام عليك يا ابن رسول الله).

فكان الإمام يرد على أحدهم بالقول: ((وعليك السلام ونحن خلفك)) ثم يقرأ الآية الشريفة {..فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ ..}(الأحزاب/23).

وكان الإمام لا يأذن للشخص بالبروز إلى القتال (كأم أو زوجة بعض الأنصار) أو قد يتأخر في إعطاء الإذن لبعضهم، ولا يحصل الإذن إلا من بعد إصرار شديد، من قبيل استئذان القاسم عليه السلام،وجون مولى أبي ذر،وأبناء مسلم بن عقيل و...الخ. وكان بعضهم يطلب الإذن أحيانا للنزول إلى الميدان والتكلم مع العدو وإتمام الحجة عليه من قبيل استئذان يزيد بن الحصين الهمداني، (بحار الأنوار318:44) ولم يأذن الإمام بنزول أبي الفضل العباس عليه السلام إلى ساحة القتال إلا متأخرا؛ لأنه ساقي الخيم والأطفال وحامل لواء جيش الإمام.
الأزد

اسم إحدى القبائل العربية الكبيرة والمعروفة،كانت تقطن اليمن،ثم هاجرت إلى بقاع مختلفة، وسار بعضهم نحو العراق وكان يقال لهم (أزد العراق) (مروج الذهب:161:2).و سكنوا الكوفة،والأنصار فرع منهم،وبعض شهداء كربلاء هم من هذه القبيلة.
الاسترجاع

هو قول ((إنا لله وإنا إليه راجعون))، يتلفظ به من تدهمه مصيبة أو يسمع بموت أحد، وذلك لغرض تسكين حرقته أو حرقة شخص آخر، وردت أحاديث كثيرة تحث على الاسترجاع عند المصيبة، منها قول الإمام الباقر عليه السلام: ((ما من مؤمن يصاب بمصيبة في الدنيا فيسترجع عند مصيبته ويصبر حين تفجأهُ المصيبة إلا غفر الله له مامضى من ذنوبه إلا الكبائر التي أوجب الله النار عليها))(وسائل الشيعة:898:2).

وكان الإمام الحسين عليه السلام يكثر من الاسترجاع على طول الطريق إلى كربلاء، من جملة ذلك حينما بلغه خبر استشهاد مسلم بن عقيل، وهو في منزل يقال له (زرود)، وفي هذه الليلة التي نزل فيها في (قصر بني مقاتل) سمعه علي الأكبر يسترجع عدة مرات، وحين سئل عن ذلك قال:إني خفقت برأسي فرأيت في المنام قائلا يقول:القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم(مقتل الإمام الحسين للمقرم:227)، وقبل هذا أيضا قالها عند كلامه مع مروان بن الحكم حين وصف خلافة يزيد بأنها مصيبة على الأمة(عوالم الإمام الحسين: 175).

إن الاعتقاد بكون مبدأ الإنسان من الله ومصيره إليه يحرر المرء من كل الرغبات والأهواء، ويجعل الموت مستساغا ومقبولا لديه، ويرغب الإنسان بالاشتياق إلى مثواه الأبدي. ولا شك أن النفس المطمئنة هي وحدها القادرة على الصبر عند الشدائد والمصائب وفقدان الشهداء، ولا ترى في الموت إلا رحيلا نحو الحياة الأبدية ولقاء الله.
إسحاق بن حيوة الخضرمي

أحد الأشقياء في جيش الكوفة ممن شارك في كربلاء، وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام سلبه ثوبه، وهو من جملة من تطوع بأمر -عمر بن سعد- لرضّ جسده بالخيل،ويسمى أيضا بإسحاق بن حوّية .
أسد كربلاء

نقل رجل من قبيلة بني أسد أن الحسين وأصحابه بعدما استشهدوا، ورحل جيش الكوفة عن كربلاء، كان يأتي في كل ليلة أسد من جهة القبلة عند موضع القتلى ويعود عند الصباح من حيث أتى، وفي إحدى الليالي بات الرجل هناك ليطلع على الأمر، فرأى أن الأسد يقترب من جسد الإمام الحسين عليه السلام ويظهر حالة تشبه البكاء والنحيب ويمرغ وجهه بالجسد(ناسخ التواريخ23:4).

واستنادا إلى هذه الرواية يرتدي شخص أثناء إجراء ((التشابيه)) في أيام العزاء، جلد أسد، ويقف في ساحة المعركة وبعد مقتل الإمام الحسين يأتي إليه ويبكي عنده، وهذا المشهد يثير مشاعر الحزن والأسى لدى المتفرجين.
الأسر

ومعناه القبض على بعض أفراد الجيش المعادي أثناء الحروب وأخذهم أسرى واسترقاقهم. وحدث مثل هذا في صدر الإسلام أيضا، إذا أخذ بعض الكفار أسرى، أو أن بعض المسلمين وقعوا في أسر المشركين.

وفي واقعة كربلاء،سبي عيال الإمام الحسين من بعد مقتله يوم العاشر من محرم وطافوا بهم البلدان(بحار الأنوار58:45)وعرضوهم في الكوفة والشام، وكان هذا العمل نقضا صريحا لأحكام الإسلام التي لا تجيز سبي المسلم وخاصة النساء. مثلما فعل علي عليه السلام في حرب الجمل ولم يأذن بأسر المسلمين، وأعاد عائشة إلى المدينة برفقة عدد من النساء.

حينما هجم بسر بن أرطأة على اليمن بأمر من معاوية أسر النساء المسلمات، وكان أسر عترة النبي في عهد الحكم الأموي انتهاكا لمقدّسات الدين إلى درجة أن أحد أهل الشام طلب من يزيد أن يهبه فاطمة بنت الحسين ليتخذها جارية إلا أنه واجه تحذيرا من زينب(تاريخ الطبري 353:4).

على الرغم من أن يزيد سبى عيال الإمام الحسين عليه السلام وسيّرهم من ولاية إلى أخرى بذلّة واستخفاف من أجل إشاعة الخوف لدى سائر الناس إلا أنّ سلالة العزة والشرف اتّخذت من حالة " الأسر" سلاح لمقارعة الباطل، والكشف عن الصورة الحقيقية للعدو وألقت الخطب والكلمات لفضحه وإفشال خطته وكانت خطبة زينب الكبرى والإمام السجاد في الكوفة والشام مثالا " للمواجهة في الأسر" وقد عابت زينب على يزيد سوء عمله الظالم ذاك على ما فيه من خروج على الدين وقالت:

((أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هوانا ... أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ تحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل...))(مقتل الحسين للمقرم:264).
يمكن القول أن الإمام الحسين عليه السلام كانت له حسابات وتدابير دقيقة من اصطحاب النساء والأطفال معه إلى كربلاء ليكونوا من بعده رواة لمشاهد وآلام العشر من محرم وليكونوا واسطة رسالة دماء الشهداء ولكي لا يتسنىّ لحكومة يزيد إسدال الستار على تلك الجريمة الكبرى أو إبراز تلك القضية بشكل آخر، ولهذا السبب حينما سأل ابن عباس الإمام الحسين عن سبب اصطحابه النساء والأطفال إلى العراق قال : ((قد شاء الله أن يراهن سبايا))(حياة الإٌمام الحسين عليه السلام 297:2-298).

وهذه -لا شك إشارة إلى تلك التدابير والحسابات. وكما ذكر المرحوم كاشف الغطاء: ((لو قتل الحسين هو وولده، ولم يتعقبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحديات لما تحقق غرضه وبلغ غايته في قلب الدولة على يزيد))(حياة الإٌمام الحسين عليه السلام 297:2-298).

أثار سبي أهل البيت بتلك الصورة المأساوية، مشاعر الناس لصالح جبهة الحق وانتهت بضرر حكومة يزيد. وحولت خطب زينب والسجاد عليه السلام طوال فترة السبي لذة النصر العسكري إلى طعم مر كالعلقم لدى يزيد وابن زياد، وحالت دون تحريف التاريخ، وعلّمت عوائل الشهداء درسا في ضرورة أن تكون نصرة الحق من الشهداء بالدماء ومن ذويهم بإيصال رسالة ذلك الدم. فالشهداء يفعلون فعل الحسين، وذووهم يقفون مواقف زينب.
أسرار الشهادة

اسم كتاب في مقتل شهداء كربلاء وواقعة محرم ألفه الفاضل الدربندي (م 1286) ويرى المحققون أن بعض مواضيعه ضعيفه.
أسلم التركي

أحد شهداء كربلاء، وكان مولى لسيد الشهداء عليه السلام ومن أصل تركي، كان ماهرا في الرماية ويعمل في الوقت نفسه كاتباً للإمام الحسين عليه السلام، وكان يجيد اللغة العربية وتلاوة القرآن، ذكر البعض أن اسمه سليمان وسليم أيضا(أنصارالحسين:58)، بعد أن أُذن له بالقتال ارتجز قائلا:

البحر من طعني وضربي يصطلي
والجـو من سـهمي ونبلي يمتـلي
إذا حسـامي في يمـيـني ينجـلي
ينشـق قـلب الحاسـد المـبـجّل

(مقتل الخوارزمي24:2)

قاتل قتال الأبطال حتى سقط على الأرض فجلس الإمام عند رأسه وبكى ووضع وجهه على وجهه، فتح عينه فوجد الإمام عند رأسه فتبسم وأسلم روحه(بحار الأنوار30:45،عوالم الإمام الحسين:273).
أصحاب الإمام الحسين عليه السلام

وهم أصحاب سيد الشهداء الأوفياء الذين عزموا على الاستشهاد معه، وكانوا نموذجا بارزا للإيمان والشجاعة والتضحية. ولهم من الفضل ما لا تتسع له هذه الدراسة المقتضبة. وقد وردت روايات وأخبار كثيرة في فضلهم(من جملة ذلك ما ورد في سفينة البحار11:2)

وتحدثت الكثير من الكتب عن خصالهم (راجع كتب:أنصار الحسين، الدوافع الذاتية لأنصارالحسين، فرسان الهيجاء، مقاتل الطالبين و...الخ)، ولو نظرنا إلى زيارة شهداء كربلاء لوجدناها تثني على وفائهم بالعهد وبذلهم الأنفس في نصرة حجة الله.

وصف أحد الباحثين الصفات التي امتاز بها أفراد جيش الإمام بما يلي:
1- الطاعة الخالصة للإمام.
2- التنسيق التام مع القيادة (بحيث أنهم لا يقاتلون إلا بإذن).
3- تحدي الخطر واستقبال الشهادة.
4- الشجاعة الفريدة.
5- المصابرة والصمود.
6- عدم المساومة.
7- الجد والقاطعية والعزم الراسخ.
8- الرؤية الإلهية والتوجّه الإلهي.
9- الانقطاع عن كل شيء والتعلق بالله.
10- الدقة والتنظيم والانضباط.
11- غاية النضج والكمال (السياسي والثقافي).
‍‌12- أُسوة عملية في الدفاع والمقاومة (لكم فيّ أسوة).
13- أكثر الناس التزاما ووفاءً بالعهد.
14- الأصالة والتحرر(هيهات منّا الذلّه).
15- القيادة المثلى والإدارة الناجحة.
16- الاستغناء عما سوى الله (انطلقوا جميعا).
17- الاشتراك في الميادين الحربية والسياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية منذ الطفولة.
18-النظرة الشمولية لا النظرة الجزئية (مثلي لا يبايع مثله ..كل يوم عاشوراء ).
19-صُنّاع حركات مصيرية.
20- التحدّي والمواجهة غير المتكافئة.
21- اليقين والبصيرة الكاملة.
22- الصمود والاستقامة على الحق مع القلة في مقابل الأكثرية (لا تستوحشوا طريق الهدى لقلة أهله).
23- تجلّي دور المرأة في المواجهة السياسية والثقافية عند بني الإنسان.
24- جعلوا أنفسهم درعاً للدين، ولم يجعلوا الدين درعا لهم.
25- اعطوا الأصالة للجهاد الأكبر.
26- البناء الجسمي والروحي المتناسب مع رسالة عاشوراء.

الذين استشهدوا مع الإمام الحسين كانوا يتألّفون من جماعة من بني هاشم، وآخرين ساروا معه من المدينة، وفئة أخرى انضمّت إليه في مكة أو على طول الطريق كما استطاع جماعة من أهل الكوفة من الالتحاق بركبه أما الذين استشهدوا في الكوفة قبل الواقعة ويدخلون في عداد أصحابه فقد كان عددهم ستة أشخاص وهم: عبد الأعلى بن يزيد الكلبي، عبدالله بن بقطر، عمارة بن صلخب، قيس بن مسهر الصيداوي، مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة.

شهداء بني هاشم: هناك إجماع على أنّ 17 شهيدا من شهداء كربلاء هم بني هاشم، وهم كل من: علي بن الحسين الأكبر، العباس بن علي بن أبي طالب، عبدالله بن علي بن أبي طالب، جعفر بن علي بن أبي طالب، عثمان بن علي بن أبي طالب، محمد بن علي أبي طالب، عبدالله بن الحسين بن علي، أبو بكر بن الحسن بن علي، القاسم بن الحسن بن علي، عبدالله بن الحسن بن علي، عون بن عبدالله بن جعفر، محمد بن عبدالله بن جعفر، جعفر بن عقيل، عبد الرحمن بن عقيل، عبدالله بن مسلم بن عقيل، عبدالله بن عقيل، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل(أنصار الحسين، محمد مهدي شمس الدين :111).

ونقلت أسماء عشرة آخرين ولكنها ليست متيقنة، وهم كل من: أبو بكر بن علي بن أبي طالب، عبيد الله بن عبدالله بن جعفر، محمد بن مسلم بن عقيل، عبدالله بن علي بن أبي طالب، عمر بن علي بن أبي طالب، إبراهيم بن علي بن أبي طالب، عمر بن الحسن بن علي، محمد بن عقيل، وجعفر بن محمد بن عقيل(أنصار الحسين، محمد مهدي شمس الدين:111، وراجع مجلة(تراثنا العدد :2) مقالة (تسمية من قتل الحسين)).

الشهداء الآخرون: وردت أسماء من استشهد مع الإمام الحسين في كربلاء من غير بني هاشم، وفق الترتيب الأبجدي في الكتاب مع شرح موجز عن كل واحد منهم. ونورد فيما يلي أسمائهم سوية نقلا عن كتاب ((أنصار الحسين )).

جاء في الكتاب المذكور جدولان للأسماء: يتضمن أحدهما الأسماء التي وردت في زيارة الناحية المقدسة، أو وردت في مصادر أخرى كرجال الشيخ أو رجال الطبري يضم هذا الجدول 82 شخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انين الدموع
مشرفة
مشرفة
انين الدموع


عدد المساهمات : 84
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منقول موسوعه عاشوراء الكبرى   منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2009 2:20 am

بستان بن معمر

اسم بستان يجمع بين وادي نخلة اليمانية ووادي نخلة الشامية، وكان لعمر بن عبدالله بن معمر، بسميه الناس بستان ((ابن عامر))، وهو موقع نزل فيه الإمام الحسين عند مسيره من مكة إلى الكوفة ، وسار منه إلى التنعيم
(معجم البلدان170:2).

بشر (بشير) بن عمرو الخضرمي
من شهداء كربلاء، جاء اسمه في الزيارة الرجبية أيضا. وهو أحد آخر رجلين من أصحاب الإمام بقيا قبل استشهاد شبان بني هاشم، وهو من ولاية حضرموت في بلاد اليمن، وكان رجلا بصيرا ووفيّاً. وفي كربلاء التحق بركب الإمام الحسين عليه السلام.وفي ذلك الوقت كان ابنه أسيرا في الري. ومع أن الإمام رفع البيعة عنه إلا أنه لم يتخل عن الإمام.

قال أغلب المؤرخين أنه استشهد في الحملة الأولى، وقبره في البقعة التي فيها المدفن الجماعي لشهداء كربلاء في أسفل جهة الأرجل كم ضريح الإمام الحسين عليه السلام(دائرة المعارف تتيع250:3). وقيل: أن اسمه بشر بن عمر أيضا.

بشير بن حذلم

وقيل أيضا أن اسمه بشر واسم أبيه جذلم. وهو من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام. رافق عيال الإمام الحسين عند عودتهم من الشام إلى المدينة. قبل بلوغ المدينة أمره الإمام السجاد بدخولها ونعي استشهاد أبي عبدالله عليه السلام وإعلام الناس بمجيء أهل البيت. وكان يجيد الشعر مثل أبيه، فدخل المدينة حتى بلغ مسجد النبي صلى الله عليه وآله ونعى إلى أهل المدينة خبر استشهاد الإمام الحسين، وعودة عياله بهذين البيتين:


يا أهل يثـرب لا مقام لكم بها
قُتل الحسـين فأدمعي مـدرار
الجسـم منه بكربلاء مضـرج
والرأس منه على القنـاة يُـدار
(حياة الإمام الحسين423:2،اللهوف:116)

البصرة

مدينة كبيرة ومهمة في العراق، وفيها ميناء يقع على شط العرب في مقابل مدينة خرمشهر وتكثر فيها المزارع والبساتين. المعنى اللغوي لكلمة البصرة هي الأرض الصلبة الوعرة، وكانت قديما تسمى بالخريبة، وتدمر، والمؤتفكة. وتطلق كلمة العراقين على الكوفة والبصرة أيضا. بنيت البصرة في عام 14 للهجرة في زمن عمر بن الخطاب قبل ستة أشهر من بناء الكوفة. واتخذها الأمويون مدة من الزمن عاصمة لهم ومن ألقابها أيضا قبّة الإسلام، وخزانة العرب.

قاتل الإمام علي عليه السلام المتمردين الذين اجتمعوا ضده بالبصرة في الوقعة المعروفة بمعركة الجمل وذّمها في مواضع عديدة من نهج البلاغة في قوله فيها وفي أهلها:

((لعنك الله، يا أنتن الأرض تراباً، وأسرعها خراباً، وأشدّها عذاباً فيك الداء الدويّ. قيل: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال كلام القدر الذي فيه الفرية على الله سبحانه وبغضنا أهل البيت وفيه سخط الله وسخط نبيّه وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا)) وهذا ما يعكس وجود أفكار منحرفة عن أهل البيت ومواقف معادية لهم.

كانت البصرة في مستهل أمرها مركزاً لأشياع عثمان، إلا إنها تحولت من بعد خلافة الإمام علي عليه السلام إلى مركز للشيعة ،ولكن استمر أيضا وجود أشخاص معاندين لآل علي.

قال الإمام الصادق عليه السلام: عندما قتل الحسين بكى عليه كل شيء إلاّ ثلاث : البصرة ودمشق و آل حكم بن العاص. وهذا الكلام معروف عن الإمام علي أنه كتبه إلى ابن عباس واليه على البصرة: ((اعلم أن البصرة مهبط إبليس ومغرس الفتن..))(بحار الأنوار 2.05:57)

كتب الإمام الحسين إلى ستة من أشراف البصرة يستنهضهم على نصرته والأخذ بحقه، وكانوا من رؤساء الأخماس فيها وهم: مالك بن مسمع، الأحنف ابن قيس، المنذر بن الجارود، مسعود بن عمرو، قيس بن الهيثم، وعمر بن عبيد الله. وبعث كتبه إليهم بيد مولى له يقال له سليمان، فردّ عليه البعض ردّاً واهناً، وأرسل بعضهم مبعوث الإمام إلى ابن زياد. وقد لبّى يزيد بن مسعود نداء الإمام وجمع القبائل ودعاهم إلى نصرته، فسرهم ذلك وأعلنوا عن دعمهم وتأييدهم له. فكتب إلى الإمام كتاباً أعلن له فيه النصرة والتأييد، إلاّ أنّ كتابه انتهى إلى الإمام في اليوم العاشر من المحرم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته.

ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الأمام الحسين بلغه قتله فجزع و ذابت نفسه أسىً وحسراتٍ(حياة الإمام الحسين 327:2)،ولبى يزيد بن نبيط البصري نداء الإمام ولحقه اثنان من أولاده وصحبه مولاه، حيث التحقوا بالإمام مكة وصحبوه إلى العراق واستشهدوا بين يديه في كربلاء(حياة الإمام الحسين:328).

ومع أنّ بعض شهداء كربلاء كانوا من شيعة البصرة، إلاّ أنّ البصرة على العموم لم تقف الموقف المطلوب والمناسب من الإمام كما لا تبدي فيما سبق الدعم المطلوب لأهل البيت.

أهل البصرة اليوم أغلبهم من الشيعة الأثنى عشرية، وبعضهم أخباريون. ويسكن البصرة من غلاة الشيعة الشيخية والصوفية.

البصيرة

من الخصائص الفكرية والعملية لأنصار الإمام الحسين في ثورة الطف هي البصيرة وصواب الرأي. ورد وصف ((أهل البصائر)) في النصوص الدينية والمعارف الإسلامية إشارة لأصحاب القلوب الحيّة والمعرفة العميقة للحقّ والباطل، وللإمام والحجّة الإلهية، وللطريق والمنهج، والعدو والصديق، والمؤمن والمنافق.

أصحاب البصيرة لهم رؤيا صائبة، يضعون أقدامهم على الطريق بوعي ونباهة واختيار ولجميع أعمالهم ومواقفهم جذور اعتقاديه وأُسس دينية، وجميع مواقفهم مبدئية لا انتهازية ولا نفعية، وليست منبثقة من التعصب القومي والجاهلي، وهم لا يُستثارون بالدعايات الباطلة الخدّاعة، ولا يستجيبون لسلطان القهر.

يرى أهل البصيرة طريقهم بوضوح بلا أي لبس أو إبهام، وهم على ثقة ببطلان ادعاء عدّوهم، لا يبيعون أنفسهم لعوامل الإغراء ولا الإرهاب، ولا يتخلّون عن معتقدهم وجهادهم، ولسيوفهم وجهادهم عمق عقائدي. وهم كما قال علي عليه السلام: ((حملوا بصائرهم على أسيافهم))(نهج البلاغة، صبحي الصالح، الخطبة150).

أمثال هؤلاء الوعاة العارفين حاربوا إلى جانب الإمام علي عليه السلام ضد معاوية، ودافعوا في كل الأحوال عن الإمام الحسن عليه السلام، وفي يوم الطف بذلوا أرواحهم فداءً للحسين ودفاعا عن القرآن. وهذا ما يتضح جليّا من خلال كلماتهم ورجزهم وأقوالهم. كانوا يعتبرون الإمام الحسين إماماً واجب النصرة ولا بدّ من بذل النفس لأجله، ويعدّون أعداءه كافرة قلوبهم، ودأبهم النفاق، وللجهاد ضدهم أجر كأجر مجاهدة المشركين. وأحاديث الحسين، والإمام السجاد، وأبي الفضل، وعلي الأكبر وسائر شبان بني هاشم وأنصار الإمام الحسين تدلّ على عمق بصيرتهم.

وصف الإمام الصادق أبا الفضل العباس بصفة ((نافذ البصيرة)) وهو ما يعكس عمق رؤياه و ثبات إيمانه في مناصرة سيد الشهداء وذلك قوله فيه: (( كان عمّنا العباس بن عليّ نافذ البصيرة صلب الإيمان))(أعيان الشيعة 430:7.)وجاء في زيارة أبي الفضل العباس ((وأنك مضيت على بصيرة من أمرك مُقتديا بالصالحين)).
وكذلك قول علي الأكبر لأبيه: ((أَوَ لسنا على الحقّ؟)) هو قول معروف.

وفي مقابل ذلك كان أفراد الجهة المقابلة عُمي القلوب، ومغرورين، ولا هدف لهم، وقد وقعوا ضحية للدعايات الأموية التي أعمت أبصارهم، وكان الطعام الحرام سببا في أن تمتلئ آذانهم وقراً.

البطان

اسم منزل على الطريق بين مكة والكوفة، ويقع قريبا من الكوفة وهو لفرع من قبيلة بني أسد، مرّ به الإمام الحسين عند مسيره إلى الكوفة، وفيه قصر ومسجد وماء وعمران تنزل فيه القوافل للاستراحة(الحسين في طريق الشهادة :80).

البكاء

((العين الباكية منبع فيض الله )). للبكاء على مصيبة أبي عبدالله ثواب كبير وقد بكى الملائكة والأنبياء، والأرض، والسماء، والحيوانات، والصحراء، والبحر على تلك المصيبة(بحار الأنوار220:45و ما بعدها ، سفينة البحار 97:1).

إن البكاء يعكس الارتباط القلبي بأهل البيت وسيد الشهداء. والدموع تروي القلب وتزيل الظمأ وهي حصيلة محبة أهل البيت، ومن الطبيعي التعاطف الروحي مع الأئمة يستوجب مشاركتهم في حزنهم وفي فرحهم. ومن علامة الشيعة أنهم: ((يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا))(ميزان الحكمة233:5).

لا شك أن القلب الطافح بمحبّة الحسين يبكي عند ذكر مظلوميته واستشهاده. فالدموع لسان القلب ودليل المحبة.
إن البكاء على مصيبة سيّد الشهداء تجديد للبيعة مع عاشوراء وثقافة الشهادة، واستمداد الطاقة الفكرية والروحية من هذه المدرسة. وسكب الدموع هو نوع من إقرار العهد وتصديق على ميثاق المودة مع سيّد الشهداء. وقد أكد أئمة الشيعة كثيرا على البكاء على مظلومية أهل البيت. واعتبروا شهادة الدموع كدليل على صدق المحبّة. قال الإمام الصادق عليه السلام: ((من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر))(وسائل الشيعة 391:10).

و أكّد الأئمة كثيراً على البكاء على الحسين عليه السلام، قال الإمام الرضا عليه السلام لريّان بن شبيب في حديث طويل: ((يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب فإنه ذبح كما ذبح الكبش ..))(بحار الأنوار313:44).

وقال في حديث آخر : ((إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرمت النيران في مضاربنا، وانتُهب ما فيه من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا. إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء. فعلى مثل الحسين عليه السلام فليبك الباكون. فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام))
(بحار الأنوار283:44).

وقال الإمام الحسين عليه السلام (( أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى))(بحار الأنوار:279)، وبكى الإمام السجاد عليه السلام على الإمام الحسين عليه السلام عشرين سنة، ولم يوضع بين يديه طعام إلاّ وبكى(بحار الأنوار108:46).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: ((كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين))
(بحار الأنوار 313:45).

إن البكاء والإبكاء والتباكي كله حسن وله أجر وثواب. وذكرت للبكاء على الحسين فضائل كثيرة منها: إن الدموع تطفئ لظى جهنم، والجزع على مصيبة سيد الشهداء أمان من العذاب فيها إذا لم تكن ذنوب الإنسان بالقدر الذي لا يمنع بلوغه الفيض الإلهي، والدموع التي تظهر الارتباط الروحي والعقائدي والعاطفي مع خط الأئمة وسيد الشهداء لابد وأنها تخلق لدى الإنسان الأرضية لتصبح لديه حصانة من الذنوب.

قال الشهيد المطهري في هذا المجال: ((البكاء على الشهيد مشاركة له في ملحمته وتجاوباً مع روحه، وانسياقاً وراء نشاطه وحركته.. والإمام الحسين عليه السلام بشخصيته الجليلة وشهادته البطولية ملك قلوب ومشاعر مئات الملايين من الناس، ولو انتدب جماعة على هذا المخزن الهائل والنفيس من المشاعر والمعنويات، أي أن الخطباء لو استثمروا هذا المخزون العظيم بشكل صحيح لأجل إيجاد حالة من الانسجام والتناسق والتناغم بين الأرواح الحسينية الكبيرة لأصلحوا قطاعاً مهماً من العالم))(كتاب ((الشهيد))للشهيد المطهري:124-125).

إذن فالمهم هو معرفة فلسفة البكاء على طريق إحياء عاشوراء، والشعائر الحسينية، وثقافة كربلاء وليس ارتكاب الذنوب على أمل محوها بعدّة قطرات من الدموع! وليس من المؤكد أن القلب الغارق بالذنوب يبكي على الإمام الحسين عند استذكار مصائبه.

البكاء في ثقافة عاشوراء سلاح جاهز على الدوام يمكن رفعه عند الحاجة بوجه الظالمين. الدموع هي لغة القلب، والبكاء هو صرخة عصر المظلومية. ورسالة الدموع تنطوي أيضا على حراسة دم الشهيد. قال أحد العلماء: ((إن البكاء على الشهيد إحياء للثورة، وإحياء لمفهوم أن فئة قليلة تقف بوجه إمبراطور كبير... إنهم يخشون هذا البكاء، لأن البكاء على المظلوم صرخة بوجه الظالم))(صحيفة النور31:10).

الدموع، مطلع فصل المحبة والمودّة ونابعة من العشق الذي أودعه الله في قلوب الناس وجعلها تنجذب للحسين بن علي عليه السلام. وطبقاً للحديث الوارد عن رسول الله صلّى الله عليه و آله أنّه قال: ((أنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا..))(جامع أحاديث الشيعة 556:12).

واليوم فإن الدموع و البكاء هي الصلة مع الحسين، ونحن نجلس على مائدة الحسين ونترّبى في مدرسته بفضل ما نسكبه من دموع. وهذا يعني أننا قد أطعمنا هذه المحبة مع حليب أمهاتنا، وهي لا تخرج منا إلاّ مع خروج أرواحنا.

البكاء دماً

البكاء بدل الدموع دماً، تعبير ورد في زيارة الناحية المقدسة نقلاً عن الإمام الحجّة عليه السلام أنه قال: ((فلئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محاربا ولمن نصب لك العداوة مناصبا فلأندبنك صباحا ومساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما...))(، زيارة الناحية المقدسة:614).

من جملة الآيات غير الطبيعية والخارقة للعادة التي ظهرت بعد مقتل الإمام الحسين، إضافة إلى حمرة الشفق، ووجود الدم العبيط تحت الأحجار والصخور في منطقة الشام، هي أن السماء مطرت دما. واعتبروا حمرة السماء عند شروق الشمس وغروبها من جملة تلك الآيات أيضا ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ((بكت السماء على الحسين أربعين يوما بالدم)).

ونقل أيضا عن أم سليم أنها قالت: ((لما قتل الحسين عليه السلام مطرت السماء مطرا كالدم احمرت منه البيوت والحيطان))(المناقب لابن شهراشوب54:4).

بكر بن حي التميمي

من شهداء كربلاء، كان في بداية الأمر مع جيش عمر بن سعد، ولكنه التحق يوم الطف بمعسكر الحسين. واستشهد في الحملة الأولى.

بكير بن حمران الأحمري
من أهالي الكوفة ممن ناصر يزيد وقاتل مسلم بن عقيل في أزقّة الكوفة وجرحه مسلم بضربة من سيفه، وهو الذي أخذ مسلم بن عقيل إلى سطح دار الإمارة واحتز رأسه، وألقى ببدنه إلى الأرض(حياة الإمام الحسين91:3).

البلاء و كربلاء


البلاء يعطي معنى الألم والمشقة كما ويعطي أيضا معنى الاختبار والامتحان.
وأغلب الشداد والمصائب تكون تمحيصا للناس في دنياهم للتمسك بالدين. وكربلاء (كرب وبلاء) هي مزيج من المحن والآلام الشديدة، وكانت أكبر اختبار تاريخي لأهل الحق والباطل لأجل أن يحددوا مواقفهم.

لما بلغ سيد الشهداء تلك البقعة، سأل: ما اسم هذا الموضع؟ فقيل له: كربلاء. فدمعت عيناه وراح يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء)) وقد أيقن بأن شهادته هو وأصحابه في هذا المكان فقال: ((هذا موضع كرب وبلاء، ها هنا مناخ ركابنا، ومحط رحالنا وسفك دمائنا))(مروج الذهب للمسعودي:59).

كان اختلاط اسم هذه الأرض بالمصائب والشدائد قد نقل من قبل هذا على لسان بعض الأولياء؛ فعيسى عليه السلام عندما مرّ بها بكى وقال: إنها أرب كرب وبلاء(بحار الأنوار 253:44).

وحينما كان الحسين طفلا مع أمه تحمله أخذه النبي صلى الله عليه وآله وقال: لعن الله قاتلك. فسألته فاطمة عليها السلام: وأين يقتل ولدي؟ قال: ((موضع يقال له كربلاء وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة [الأئمة]))(بحار الأنوار264:44).

إذا اعتبرنا كربلاء أرض البلاء، فهي موضع اختبار لإخلاص وفداء ومحبة أبي عبدالله عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين تجلى جوهرهم الذاتي وبعدهم الرفيع ومدى صدق عقيدتهم وادعائهم، في بوتقة الآلام والشهادة والمحن والمصائب. وظهرت فيها أيضا ماهية أهل الكوفة وأدعياء نصرة الحسين، وانكشفت من خلالها حقيقة الحكام الأمويين تجاه سبط الرسول وحجة الله.

وقد أشار أبو عبدالله عليه السلام إلى دور البلاء في اكتشاف جوهرة التدين، ومدى الالتزام في خطابه في منزل يقال له ((ذي حسم)) أو في كربلاء -وفق رواية أخرى- حين قال: ((...إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإن محصوا بالبلاء قل الديانون))(تحف العقول:245).

وأي امتحان أشد من أن يرى حجة الله وهو محاصر من قبل أعدائه وهم يخذلونه طمعا في مغانم دنيوية أو خوفا من الموت. وعندما كان الإمام يطلب النصرة طوال مسيره ولا يلقى منهم رغبة في الجهاد أو قدرة على التضحية، كان يأمرهم بالابتعاد عن المنطقة ويقول: ((فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا (هلك) أكبه الله في نار جهنم))(أنساب الأشراف174:3،بحار الأنوار379:44).

إضافة إلى ما تضمنته كربلاء من امتحان عظيم، فقد كانت في الوقت نفسه سببا للتقرب من الله وعلو الدرجة، كما اختُبر إبراهيم وإسماعيل بأمر الذبح، وكما أُمر إبراهيم بأن يترك ذريته بواد غير ذي زرع. واختبره الله أيضا بنار نمرود حين ألقي في سعيرها.

وقدم سيد الشهداء أيضا اثنين وسبعين قربانا إلى مسلخ العشق، وكان هو الذبح العظيم، وقربان آل الله، وتعرّض عياله في صحراء الطف لصنوف الأذى والعذاب والعطش.
وخرجوا كلهم من ذلك الاختبار بوجوه وضاءة، وكان كلام سيد الشهداء في اللحظات الأخيرة دليلا على الرضا والتسليم: ((إلهي رضا لقضائك وتسليما لأمرك)).

وكان في كلام فاطمة بنت الإمام الحسين إشارة إلى أن كربلاء كانت موضع ابتلاء لأمة الرسول وللعترة، ففشل فيها الآخرون، وأبلى فيها آل الرسول بلاء حسنا: ((فإنا أهل البيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا))(رياض القدس341:2).

وهكذا يمكن أيضا النظر إلى عاشوراء من زاوية ((البلاء)) واعتبار ((الابتلاء)) تمهيدا لتجسيد البعد الإلهي لشهداء سبيل الله. وعلى زائر الحسين أن يجسد قي ذهنه صورة لجميع أنواع البلاء والشدائد والمصائب والخوف والعطش، وأن كربلاء أرض كرب وبلاء.
بنو أسد

اسم قبيلة كانت تسكن قرب كربلاء. وفي اليوم التالي لواقعة الطف وبعد مغادرة جيش عمر بن سعد جاء جماعة منهم إلى كربلاء، لدفن أجساد الشهداء(مروج الذهب63:3). وبما أنهم لم يكونوا يعرفوا الأجساد فقد بقوا متحيرين في الأمر، وفي تلك الأثناء جاء الإمام السجاد عليه السلام وعرفهم بأجساد أهل البيت والأنصار فردا فردا، وساعدوه في دفن أجساد الشهداء، فكان في ذلك منقبة لهم.

جاء في كتاب دائرة المعارف الشيعة:
بنو أسد اسم قبيلة من قبائل العرب، من أبناء أسد بن خزيمة بن مدركة. كان لهذه القبيلة شرف دفن الجسد الشريف لسيد الشهداء وأنصاره بعد واقعة الطف عام61 للهجرة. وظهر من هذه القبيلة بعض أصحاب الأئمة، إضافة بعض الشعراء والعلماء وزعماء الامامية. وكانت بعض نساء النبي من هذه القبيلة أيضا. نزحت قبيلة بني أسد في عام 19 للهجرة من الحجاز إلى العراق وسكنت الكوفة والغاضرية من أعمال كربلاء، وتعد هذه القبيلة من قبائل العرب الشجاعة.

عند بناء الكوفة اتخذت هذه القبيلة لنفسها حيا خاصا بها إلى الجنوب من مسجد الكوفة. وفي عام 36 بايعوا عليّاً ووقفوا إلى جانبه في معركة الجمل.

و في واقعة الطف عام61 انقسموا إلى ثلاث فصائل: فصيل ناصر الحسين، وآخر ناوءه وفصيل ثالث وقف على الحياد. وكان من جملة زعمائهم الذين ناصروه: حبيب بن مظاهر، وأنس بن الحرث، ومسلم بن عوسجة، وقيس بن مسهر، وموقع بن ثمامة، وعمرو بن خالد الصيداوي. أما المناوئين له فكان من جملة زعمائهم حرملة بن كاهل الاسدي قاتل الطفل الرضيع.

أما الطائفة الثالثة (المحايدة) فقد مرّت نساؤهم بأرض المعركة وشاهدن أجساد القتلى فذهبن إلى ديارهم وطلبن من الرجال الذهاب لدفن تلك الأجساد. في بداية الأمر حملت الناس المعاول والفؤوس وتوجهن إلى كربلاء. وبعد فترة صحت ضمائر الرجال وعادوا إلى رشدهم فساروا في أعقاب النساء ودفنوا جسد الإمام وأجساد أصحابه. فكانت هذه التضحية سببا لشهرتهم، وصار الشيعة من بعد ذلك ينظرون إليهم بعين الاحترام والمحبة
(دائرة المعارف تشيّع340:3).
بنو أمية

بطن من بطون قريش يصل نسبهم إلى أمية بن خلف من أبناء عبد شمس. وكان أميّة من أعداء رسول صلى الله عليه وآله، وكان أبناؤه وعموم بني أميّة أعداء لبني هاشم(راجع: النزاع والتخاصم بين بني أمية وبني هاشم للمقريزي).

كان عداؤهم للنبي ذا صيغة معينة، وعداؤهم لعلي ذا صيغة أخرى، ومع الإمام الحسن والإمام الحسين وسائر الأئمة بصورة متفاوتة. وقد لعنهم رسول الله وفسّرت {الشجرة الملعونة}في الآية 60من سورة الإسراء ببني أمية(سفينة البحار64:1).

أبدى هذا الفرع عداءً وحقداً شديداً لعترة الرسول وآل علي، وينتمي معاوية ويزيد إلى كبرائهم الذين قتلوا في معارك صدر الإسلام بسيوف المسلمين، وهذا ما جعل ذريتهم يضمرون العداء لعلي وآل علي. ((وصلوا الحكم منذ عام 41للهجرة وبقوا فيه حتى عام 132 وكانت عاصمتهم في الشام. انتهجوا أساليب الحكم السائدة في بلاد الروم وفارس وبالغوا في البذخ والإسراف والنعيم. ومن خلفاء بني أميّة: معاوية، ويزيد، ومروان، وعبد الملك، والوليد، وسليمان، وعمر بن عبد العزيز، وهشام و..الخ وهي السلسلة التي تنتهي بمروان الحمار عند قيام أبي مسلم الخرساني.

واستمر حكمهم لمدة ألف شهر. وذلك منذ زمن الامام الحسن وحتى مجيء أبي العباس السفاح الى الحكم. أي ما مجموعة90 سنة و11 شهرا و13 يوما، وقد أول البعض الآية الشريفة.{ليلة القدر خير من ألف شهر} بمدة حكمهم(مروج الذهب 235:3)، وقد أوصى أبو سفيان عثمان في أول يوم من خلافته بالقول: لقد انتهى إليك الحكم من بعد تيم وعدي (البطون التي منها أبو بكر وعمر)، فتلاقفوها بينكم كالكرة يا بني أمية، فإنه الحكم وليس بعده جنة ولا نار(الاستيعاب69:2).

غيّر بنو أمية سنة رسول الله، وهذا ما تنبأ به النبي بقوله: ((إن أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية)). ولعل بيت الشعر التالي يكشف زيف الأمويين ويدل على عدم اعتقادهم بالله و الوحي ويوم القيامة؛
فقد نقل عن يزيد أنه قال:
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل

(هذا الشعر لابن الزبعرى وقد استشهد به يزيد)

وفي زيارة عاشوراء لُعِن آل أبي سفيان، آل زياد، وآل مروان، وبنو أمية. وقال الإمام الحسين لمروان لما أصر في كلامه على أن يبايع الحسين يزيدا: سمعت جدي رسول الله قال: ((الخلافة محرمة على آل أبي سفيان)).

بنو جعدة


اسم لإحدى قبائل الكوفة التي كاتبت الإمام الحسين عليه السلام وطلبت منه القدوم الى الكوفة.

بنو هاشم

أبناء هاشم بن عبد مناف جد رسول الله، ولهذا يقال لأهل بيت النبي((بنو هاشم)) كان هاشم وأجداده معروفين بين العرب بالشرف والنجابة، ورسول الله ينحدر من هذه الأسرة الشريفة.وأشار الإمام الحسين في أبيات ارتجزها يوم الطف إلى هذا النسب الشريف مفتخرا به حيث قال:


أنا ابن عليّ الخير، من آل هاشم
كفاني بهذا مفخـرا حين أفخـر

كان بنو أمية منذ البداية يكنّون العداء لبني هاشم، واستمر هذا البغض والعداء في زمن الأئمة أيضا. ومثلت واقعة كربلاء ذروة الحقد الأموي على بني هاشم.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((بغض بني هاشم نفاق ))(بحار الأنوار221:93).
وبعد أن استشهد الحسين عليه السلام وسبيت عياله، أقام يزيد مجلسا للفرح، وأخذ ينكث ثغر الحسين عليه السلام بقضيب من الخيزران، ويتمثل بأبيات من الشعر:
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء و لا وحي نزل
لست من خندف إن لم انتقم
من بني أحمد ما كان فعل
(مقتل الحسين للمقرم:462)

البيضة

اسم أحد المنازل على طريق الكوفة بين العذيب وواقصة، وهو لبني يربوع. وفيه التقى الإمام الحسين بجيش الكوفة وخطب بجيش الحر خطبته المعروفة قائلا: ((أيها الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله…...))(مقتل الحسين للمقرم:217).

وفي هذا الموضع أيضا نهض نافع بن هلال وبرير بن خضير وأعلنا في كلام لهما عن مناصرتهما للإمام. ومن بعد هذا نادى منادي الإمام: الرحيل، الرحيل، وساروا نحو العذيب(الحسين في طريقه الى الشهادة :102).

والبيضة بمعنى الأرض السهلة الجرداء.
البيعة

تركزت جهود الأعداء في واقعة الطف على إرغام الإمام الحسين على المبايعة ليزيد بن معاوية. ولكنه أبى عليهم ذلك حتى استشهد. والبيعة تعني في الأساس التعاقد والتعاهد. وكان نقض العهد من أقبح القبائح عند العرب.

ومباعية الحاكم كانت تعد نوعا من الموافقة والتأييد والانقياد والطاعة. إما عدم المبايعة فبعني التمرد وعدم الاعتراف. وكان مفهوم البيعة في صدر الإسلام يعطي معنى الطاعة والانقياد للحكومة. ومن يبايع الحاكم لا يمكنه التمرّد عليه أو محاربته، وعندما تتم البيعة علنا يعتبر الناس المبايع مؤيدا للخليفة والحاكم. ولم يكن العدول عن البيعة مقبولا ولا متعارفا؛ لأن في ذلك خطر على نفسه وكرامته.

وفي تاريخ الإسلام هناك بيعة العقبة، وبيعة الرضوان وغيرهما. ويحكم القرآن الكريم بأن مبايعة النبي مبايعة الله، فقال{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ..}(الفتح/10).وقال عن مبايعة المؤمنات للرسول: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ.. فَبَايِعْهُنَّ..}(الممتحنة/12).

وكانت المبايعة بمصافحة الشخص بمثابة التعاهد معه على أمر ما، وكقسم على الوفاء للحكومة والحاكم. ومصافحة الحاكم أو الأمير أو الوالي أو من ينوب عنهم تعد مبايعة له. والبيعة في الإسلام لا تعتبر طريقة في انتخاب الحاكم، بل هي أسلوب لترسيخ حكومة الإمام اللائق لهذا المنصب على أساس محور الشرع وحكم الله، كما وصفه أمير المؤمنين بقوله بنهج البلاغة: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).

وأفردت كتب الحديث بابا خاصا للبيعة، مما يدل على أهميتها في النظام السياسي والاجتماعي في الإسلام. وانطلاقا من هذا التصور اتخذت البيعة بعد وفاة رسول الله أهمية فائقة، وصار لأخذ البيعة من الناس لصالح الحكومة بُعدا سياسيا تجلى في قضية السقيفة، واستنادا إلى هذا الأصل أرادوا إرغام الإمام علي عليه السلام وأصحابه على البيعة، وقد تولى هو عليه السلام الخلافة من خلال مبايعة الناس له بعد مقتل عثمان.

وكان العمل الذي ارتكبه معاوية بأخذ البيعة لابنه يزيد، في وقت لا زال هو فيه حياً، بانتهاج أسلوب الإكراه والإرهاب من جملة التصرفات المقيتة للأمويين؛ فقد أخذ معاوية البيعة في عام 59 للهجرة من أهالي الشام ومن وجوه القبائل لابنه يزيد بصفته وليا للعهد، وبعث الى الولايات كتبا يدعوهم فيها لمبايعته، وقد لقيت هذه الدعوة معارضة من البعض إلا أنه قمعهم بقوة(مروج الذهب 27:3).

وبعد موت معاوية بعث يزيد كتابا الى والي المدينة دعاه فيه الى أخذ البيعة من الحسين بن علي بأي صورة كانت، إلا إن الإمام الحسين كان يرى أن هذا الرجل غير صالح للخلافة، فرفض البيعة وقال: ((مثلي لا يبايع مثله)).
وفي المدة التي كان فيها سيد الشهداء في مكة ووصلته كتب ورسائل أهل الكوفة؛ بعث إليهم مسلم بن عقيل مندوبا عنه، فبايعه شيعة الكوفة نيابة عن الإمام الحسين، وكان عدد من بايعه منهم 18 ألفا أو 25 ألفا، وفقا لبعض الروايات(مقتل الحسين للمقرم :168).

أما رفع البيعة من الإمام أو الوالي عن المبايع فيعني ازالة ذلك التعهد الذي ألزم نفسه به من خلال البيعة. وفي ليلة عاشوراء أثنى الامام الحسين في كلمة له على وفاء أصحابه ودعا الله لهم بخير الجزاء، ثم إنه رفع عنهم البيعة ليتخذ كل من يشاء منهم ظلام الليل سترا وينجو بنفسه، فقال لهم: ((ألا وأنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا))(بحار الأنوار 393:44) إلاّ أن أنصاره نهضوا الواحد تلو الآخر أعلنوا له وفاءهم بالعهد ووقوفهم إلى جانبه، ولم ينصرف منهم واحد، وكلمات مسلم بن عوسجة، وزهير، وأبناء مسلم بن عقيل وغيرهم معروفة في هذا الكتاب.
بين النهرين


اسم قديم لقسم من ارض العراق يقع بين نهري دجلة والفرات وكان في وقت ما أرضا خصبة
ذات محصول وافر.

تاسوعاء


وهو اليوم التاسع من شهر محرم عام 61 للهجرة وفيه أحاط جيش الكوفة بالإمام الحسين وأنصاره ومنع عنهم الماء، وسيطر علي جميع الطرق لكي لا يلتحق أحد بمعسكر الحسين، واتخذت تهديدات جيش عمر بن سعد طابعا أكثر جدية، وأصبحوا أكثر استعداد للهجوم علي الخيام.

وفي عصر يوم الخميس التاسع من محرم تلقى ابن سعد أمراً من ابن زياد جعله يتأهّب لمقاتلة الحسين. وهجمت طائفة من جيش الكوفة على الخيام فيما كان الإمام جالساً إلى جانب خيمته محتبياً بسيفه، وما أن سمعت زينب جلبة المهاجمين حتى سارعت لإيقاظ الإمام الذي هوّمت عيناه وأخذته إغفاءة .

ولما استفاق قص الرؤيا التي رآها في تلك اللحظة؛ وهو أنه رأي رسول الله، فقال له صلي الله عليه وآله: إنك تروح إلينا. فأرسل الحسين أخاه العباس مع ثلّة من الأنصار لاستطلاع هدف المهاجمين. ولما علم أنهم قادمون لمحاربته أو لأخذ البيعة منه، استمهلهم تلك الليلة للعبادة والصلاة، وأوكلوا أمر الحرب إلى اليوم التالي(حياة الإمام الحسين 161:3 )

قال الإمام الصادق عليه السلام: " تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين وأصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانه وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين وأصحابه وأيقنوا انه لا يأتي الحسين ناصر ولا يمده أهل العراق"(سفينة البحار124:1
التباكي
إن حالات البكاء والتباكي لها ثواب عظيم في أحياء ذكرى عاشوراء وعزاء الإمام الحسين عليه السلام فالمرء حتى وإن لم يبك أو لم تعتريه حالة البكاء، فان مجرد التباكي ، يجعل الشخص في حالة من الحزن والآسي، ويضفي على المجلس حالة الغم والكآبة .

فالتباكي تماشيا مع المفجوعين بمأساة عاشوراء، له وقع كوقع البكاء والإبكاء. جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: " من أنشد في الحسين شعرا فتباكى فله الجنة ".(بحار الأنوار 282:44) .

وجاء في حديث نقله السيد بن طاووس: "من تباكى فله الجنة ". (نفس المصدر السابق :288) .

وجاء في حديث القدسي: " يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان بكى أو تباكى وتعزّى على ولد المصطفى إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها"(مستدرك سفينة البحار،ج 7،ص235(نمازي الشاهرودي) .

وبطبيعة الحال فان التباكي مطلوب أيضا في موارد أخرى غير التباكي على مصيبة أبي عبد الله والمناجاة وخشية الله . وهذه الأمثلة النفسية تترك تأثيرا من الظاهر على الباطن. في هذا المورد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري: "يا أبا ذر ، من استطاع أن يبكي فليبكِ ، ومن لم يستطيع فليشعر قلبه الحزن وليتباك ، إن القلب القاسي بعيد من الله". (مكارم الأخلاق 462،بحار الأنوار 79:74) .


و قال الإمام الصادق عليه السلام في بكاء الإنسان على ذنبه ومن خشية الله : "إن لم يجئك البكاء فتباك ، فان خرج منك مثل رأس الذباب فبخّ بخّ ".(بحار الانوار344:90 ).
التحرر

من أهم الدروس التي ميزت نهضة كر بلاء ، ومن أوليات ثقافة عاشوراء هي الأصالة والتحرر ، وعدم الخضوع للظلم ، ورفض الذلة .

قال الحسين بن علي عليه السلام :"موت في عز خير من حياة في ذل".(مناقب ابن شهراشوب 68:4). وقال لما عرضوا عليه الاستسلام والبيعة :"لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقر إقرار العبيد " .

وفي كر بلاء حينما خيروه بين الحرب والبيعة قال : " ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركّز بين اثنتين ؛ بين السلة والذلة ، وهيأت من الذلة …". (اللهوف :57) .

وعند اندلاع معركة الطف كان يكرّ على صفوف العدو مرتجزا :
الموت أولى من ركوب العار
والعار أولى من دخول النار(كشف الغمة 32:2) .


وحينما سقط على الأرض جريحا وتناهى إلى سمعه إن جيش العدو عزم على مهاجمة حرمه وخيامه ، صاح : " يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم …".(بحار الانوار51:45، مقتل الخوارزمي32:2) .

لقد كانت ثورة كر بلاء درس جهاد لجميع المظلومين والثوار استلهموا منها روح المقاومة والتحرر . لقد أعطي سلوك الحسين للعالم درسا في الحرية .

قال غاندي الزعيم الهندي الكبير :
…إذا كنا نبغي إنقاذ الهند فلا بد لنا من انتهاج الطريق نفسه الذي سلكه الحسين بن على عليه السلام " .
تحريف وقائع عاشوراء
استهدفت نهضة الإمام الحسين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنقاذ الإسلام ومحاربة الطغيان والتسلط ، ولا شك إن للتطلعات الكبرى أهداف سياسة واجتماعية ، وهذا التشجيع الذي يدعو إلى البكاء على سيد الشهداء ، والعزاء على سيد المظلومين إنما يرمي إلى الحفاظ على مدرسة الجهاد والشهادة وصيانة القيم ، ولكن مما يبعث على الأسف أن الكثير من التحريف قد طرأ على هذه الواقعة سواء فيما يتعلق بأهدافها ودوافعها ، أم فيما يخص الشخصيات البارزة التي شاركت في صنع تلك الملحمة ، أم في منهجها وتوجهاتها .

بعض التحريف لواقعة عاشوراء استهدف محتواها ، والبعض الآخر تعرض لصورتها الظاهرية وشخصياتها ؛ فبعض الكتب التي كتبت تحت عنوان المقتل ، والمجالس التي تعقد لإحياء ذكرى عاشوراء والتي تبدو وكأنها قد وضعت لمجرد إبكاء المستمعين ، امتزجت بالأخبار الضعيفة وغير المسندة ، حتى الكاذبة .

إن المحبوبية التي حظيت بها شخصيات عاشوراء في قلوب الناس دفعت إلى نقل أحداث تلك الملحمة بكثير من الغلو والمبالغة غير المعقولة ، والبعد عن الصدق . فأضيفت أرقام إلى عدد القتلى ، ونقلت بعض الحوادث المأسوية ظاهريا ، بمزيد من التهويل والغلو .

وانحدر الدافع من وراء تلك الملحمة الدموية حتى إلى درجة " القتل لغرض الشفاعة لذنوب الآمة " أحيانا . وبدت مواقف الإمام الحسين ، وزينب ، والإمام السجاد والأطفال ، أهل البيت بصورة العجز والذلة والحقارة والمهانة إمام بعض الفساق من أمثال يزيد ، وعمر بن سعد ، وابن زياد ، وشمر . وتبدّلت الإرادة الكبرى للإمام في ساحة القتال هذه – والتي تلخصت برفض البيعة للحكومة الجائرة – تبدلت إلى طلب جرعة من الماء لشفاهه الذابلة ، أو لفم طفله الرضيع . وعرضت في مجالس العزاء أشعار وقصائد تصوّر زينب والإمام السجاد ومسلم بن عقيل بصورة تتنافى مع الروح السامية ، والنفس الأبية لسلالة العزة والشرف .

وحتى الخصومة المتأصلة عند بني أمية ضد الدين والوحي والنبوة ، تحولت إلى عداء شخصي بين الحسين ويزيد ، وتقلصت رسالة مناصرة الجبهة الحسينية الواسعة على طول التاريخ إلى مجرد البكاء على عطش ومظلومية أصحاب الكساء . وصار يُعرض جسم الحسين المبضّع قبل استعراض أفكاره واستقراء منهجه . وحتى المناوئين لأصل فكرة إقامة العزاء على الشهداء صاروا ممن يدعو لحرية تلك الشعائر ويُروّج لها ، ولكن إذا اقترنت بمسخ حقيقة عاشوراء وفلسفة ثورة كر بلاء ؛ بحيث لا يتعارض برنامجها مع حكومات الجور والفسق. وكان هذا أكبر تحريف لمحتوى الثورة ، في حين إن ثورة التوابين إنما تبلورت بعد البكاء على مزار شهداء كر بلاء وذكر مظلومية الإمام الحسين .

وثار الشيعة في كر بلاء بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي مستلهمين مبادئ ثورتهم من ثورة الطف . وعاشوراء في حقيقته كان يفرض تكليفا على كل مسلم ، ولا يعني أبدا إن الإمام أدى واجبا خاصا به وانتهى الأمر .

إن الاعتقاد بشفاعة سيد الشهداء ، والإيمان بثواب البكاء عليه بالنتائج الحسنة المترتبة على محبة أهل البيت صحيحة كلها . إلا أن طرح هذه الأمور من جانب واحد جعل الكثير من محبي آهل البيت لا يرون أي تعارض بين البكاء على الحسين ، وارتكاب المعاصي وهضم حق الناس وإهمال الفرائض الدينية ، أملهم في ذلك هو الحسين عليه السلام حتى وان غرقوا في الآثام .

كانت للإمام السجاد عليه السلام تلك الروح الحسينية والشجاعة العلوية ذاتها ، وقضت المصلحة الربانية أن يمرض في عاشوراء ويفقد القدرة على القتال، إلا إن هذه الحقيقة حرّفت حتى سمّي في الأخبار "بالإمام المريض " وصُوّر في أذهان الناس وكأنه رجل نحيف ممتقع اللون أصفر الوجه نحيل ويتوكّأ على العصا ، بل واختلفت أمور لا أساس لها من الصحّة من قبيل حجرة زواج القاسم في ليلة عاشوراء ، لأجل استدرار دموع الحاضرين في مجالس العزاء ، وتسللت أمثال هذه التلفيقات إلى كتب المقاتل والمراثي، وفتح باب القضايا تحت عنوان الرؤيا (الصادقة أم الكاذبة) وتم تناقلها من فم إلى فم حتى أضحت تدريجيا وكأنها أمر صحيح وبديهي لاغبارعليه .

إن واجب الواعين والمتصدين لهذه القضايا هو التبيان الصحيح لماهية الثورة الحسينية ، وعرض المقاتل والمراثي والخطب الصحيحة التي تنقل من مصادر موثوقة، وكذلك الوقوف دون قراءة المراثي الكاذبة، ومنع قراء المراثي الجاهلين ، والمداحين المتكسّبين والوعاظ الأميين من نقل أمثال هذه الأكاذيب والتحريفات .

تم في العقدين الآخرين تأليف كتب قيمة في تحليل ماهية وأهداف الثورة الحسينية، ونظمت أشعار ذات مغزى ومتطابقة مع روح عاشوراء . وأشارت بعض الكتب إلى التحريفات التي وقعت في نقل وقائعها وحقيقتها سواء في اللفظ أم في المضمون( نوصي في هذا الصدد بمطالعة كتاب: "الملحمة الحسينية" للشهيد المطهري كما يمكن مراجعة كتاب "اللؤلؤ والمرجان" للمحدث النوري الذي نقل فيه أمثله كثيرة للأخبار الكاذبة ، والحوادث المختلفة التي جاءت على ألسنة قرّاء المراثي وفي الأشعار بشأن وقائع الطف ، التي أوردها في باب ضرورة اجتناب الكذب ، والتزام الصدق في الكلام ، ويمكن أيضا مراجعة كتاب "التنزيه لإعمال الشبيه" الذي أورد السيد محسن الأمين خلاصة له في كتاب "أعيان الشيعة 373:10" فما بعدها ، وكتاب "إكسير السعادة في أسرار الشهادة" للسيد عبد الحسين اللاري، و"الآيات البينات في قمع البدع والضلالات" لكاشف الغطاء) .
التحنيك بتربة كربلاء

يستحب تحنيك(التحنيك معناه حل مقدار ضئيل من تربة الحسين في الماء وسقي المولود بقطرات منه). المولود بتربة الحسين عليه السلام ، فهو أمان له، والتحنيك من شأنه أن يعرّف فم الطفل بتربة الشهادة، ويلهمه الارتباط العاطفي بعاشوراء، وإضفاء جانب من القدسية على حياة الطفل منذ الأيام الأولى في حياته ، قال الإمام الصادق عليه السلام :"حنّكوا أولادكم بتربة الحسين عليه السلام فانه أمان".(بحار الأنوار 124:98 و136) .

وهذا الاستحباب موجود أيضا بالنسبة لماء الفرات وينطوي على معاني سقي الطفل بمحبة الحسين ، وتعريف فطرته بمدرسة عاشوراء. وفي بعض الأماكن يحلّون شيئا من التربة في الماء أو في الشربت ويشربونه استشفاء أو تبرّكا.
التخلص
هو الانتقال من موضوع إلى آخر أثناء الحديث أو الكتابة أو الشعر ولكن بشكل مترابط لا يشعر بحصول انفصام في الموضوع ، كما يفعل الخطباء والقراء حين الانتقال من موضوع ما إلى الحديث عن واقعة كر بلاء أو أحد شهدائها .

فالوعاظ والخطباء ينتهون من الموضوع أو القضية التي يتحدثون فيها ، إلى قراءة المراثي عن واقعة كر بلاء بما يتناسب ومحور الموضوع، أو يذكرون مصيبة من مصائب المعصومين الأربعة عشر. فإذا كان موضوع الحديث عن الشاب أو الطفل مثلا، فانهم يتخلصون منها إلى الحديث عن مصيبة علي الأكبر أو علي الأصغر. أو حينما يتحدثون عن المراسيم المهيبة لدفن شخصية معروفة ، ينطلقون منها للحديث عن جسد الحسين الذي بقي بلا غسل ولا كفن ولا دفن . وهذا الانتقال من موضوع أو حادثة خاصة إلى الحديث عن واقعة كر بلاء والإمام الحسن أو أي واحد من الشهداء يسمى بالتخلص .

وفي الحركات الثورية يتخذ أسلوب التخلص كوسيلة إلى صحراء الطف وذكر تلك الواقعة لتكون مصدرا للإلهام ، وانطلاقا من الرغبة في إشاعة مفهوم الشهادة وفلسفة الشهداء يجتمع الشيعة عند وفاة أحد ذويهم وينتقلون للحديث عن كر بلاء وعن الحسين وشهداء الشيعة .

التربة

تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام، وجاءت كلمة التربة بمعنى المقبرة أيضا. لقد منح الله تربة الإمام الحسين في مقابل تضحيته الكبرى واستشهاده في سبيل أحياء الدين معطيات وأحكاما خاصة. فتربة كر بلاء الدامية التي تضمّ جسده الشريف مُلهمة للتضحية والعظمة، وتذكار لبذل النفس في سبيل القيم الإلهية. ولهذا فإنّ السجود على هذه التربة مستحب ، وللذكر بمسبحة تلك التربة فضيلة عظيمة أيضا ، وفيها شفاء للأمراض ، ويستحب أيضا أن يوضع شيء منها مع الميت حين دفنه ، أو تمزج مع الحنوط ، كما وان للدفن في كر بلاء ثواب ، وفيه آمان من العذاب . وتنجيس تلك التربة حرام .

وإذا وقعت في المرافق الصحية فلا بد من اجتناب استخدام ذلك الموضع، أو إخراجها منه . ولها أيضا أحكام ومعطيات مبسوطة في كتب الفقه(لمزيد من الاطلاع، راجع كتاب دائرة المعارف الشيعية 25:4) .

دفع رسول الله صلى الله عليه وآله كمية من تربة كر بلاء لـ " أم سلمــة " وقال: متى ما رأيت هذه التراب تحول دما فاعلمي إن الحسين قتل(سفينة البحار122:1و463) .

وعلى الرغم من إن أكل التراب حرام، إلا أن تناول مقدار قليل من تربة الحسين بنيّة الاستشفاء جائز، بل مستحب وله حدوده وآدابه(نفس المصدر103:2). قال الإمام الرضا عليه السلام : "كل طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به، ما خلا طين قبر الحسين عليه السلام فانه شفاء من كلِّ داء " (نفس المصدر السابق ) .

وقال الإمام الصادق عليه السلام: " في طين قبر الحسين شفاء من كلّ داء وهو الدواء الأكبر"(من لا يحضره الفقيه 599:2، المزار للشيخ المفيد:143) .
وروي أن من جملة الفضائل الخاصة بالإمام الحسين عليه السلام هي أن: "الشفاء في تربته ، والإجابة تحت قبته ، والأئمة من ذريته" (المناقب لابن شهراشوب 82:4) .

كان لدى الإمام الصادق منديل أصفر فيه تربة سيد الشهداء ، إذا حل وقت الصلاة سكب ذلك التراب في موضع سجوده وسجد عليه (منتخب التواريخ :298) ، ونقل عنه عليه السلام انه قال "السجود على تربة الحسين يخرق الحجب السبع" (بحار الأنوار 153:82و334) .

وروي أيضا: "كان الصادق لا يسجد إلا على تربة الحسين تذللا لله واستكانة إليه" (نفس المصدر :158) .
كما وردت أحاديث كثيرة بشأن تحنيك المولود الجديد بتربة الحسين منها ما روي عن الصادق عليه السلام انه قال "حنكوا أولادكم بتربة الحسين فأنها أمان"(وسائل الشيعة210:10) .

إن دم الحسين عليه السلام هو الذي أضفى هذه القدسية والكرامة على تربته، واستشهاد ثأر الله إلى منار الحرية والبطولة والتضحية في سبيل الله . وكما عبر عن أحد العلماء بالقول: " ستبقى تربة سيد الشهداء إلى يوم القيامة مزارا للعشاق والعرفاء والمخلصين ، ومنارا للأحرار"(صحيفة النور 239:20) .

ولهذه الأسباب فان الاستشفاء بتربة سيّد الشهداء ، والتشافي في حرمه الشريف يعدّ جزءاً من الثقافة الشيعية المسندة بالروايات .

كتب العلامة الأميني : "أليس من الأفضل أن يجعل موضع السجود على تراب فارت منه ينابيع دم ذات صبغة إلهية؟ وعلى تربة امتزجت بدم طهّره الله وجعل محبّته جزءا من الرسالة المحمدية ؟ وعلى تراب عجن بدم سيّد شباب أهل الجنة والوديعة المحبوبة عند الرسول ؟ …"(سيرتنا وسنتنا للعلامة الأميني :166) .

ما السر الكامن في تربة كر بلاء ؟ تربة ممتزجة بدم الله، ولا غرو لو منح دم الله للتراب اعتبارا ، ولا عجب أن تخلق الشهادة للأرض وللأبواب وللجدران قداسة وكرامة، وأن يصبح تراب كر بلاء موضعا لسجود العارفين ، وينفح العشاق عطر الشهادة من تربة الحسين ، ويكون دواء لكل داء .

لا يتيسر اكتساب درس التربة والفرات إلا في مدرسة الزيارة . وحديث التراب مع القلب لا يسمعه إلا ذوو الآذان الحسينية . "… هنالك تربة كأنها المغناطيس تجذب إليها العشاق المتيسر جذبهم، كبرادة الحديد، هنالك المرقد المقدس لجندي مضحٍ جاءه الناس بأطيب الورد وقبّلوه وشموه وفوق ضريحه نثروه، من قبل أن يعرف الملوك والرؤساء رسم الجندي المجهول ووضع باقة من الورد على ضريحه. وتبقى هذه الأمنية في قلوب الناس ، وهي أنهم يا ليتهم قاتلوا بين يديه ونصروا الإسلام وقتلوا في سبيله"(أول جامعة وآخر رسول (بالفارسية) للشهيد ياك نجاد 43:2) .

يقول الشهيد المطهري :"…أنت يا من تعبد الله وتسجد على أي تراب ، صلاتك صحيحة ، لكنك إذا سجدت على تراب له أدنى اتصال أو قرابة أو جوار مع الشهيد ، وتفوح منه رائحة الشهيد فلك من الأجر والثواب ما يعدل ذلك مائة مرة " (الشهيد (ملحق بكتاب ثورة المهدي) ، الشهيد المطهري :127) .


تربة كربلاء

وهي عبارة عن قطعة من الطين بشكل مكعب مستطيل عادة أو بشكل دائري يضعها المصلّي عادة على الأرض ويضع جبهته عليها عند السجود بدلا من وضعها على التراب . والتربة المصنوعة من تراب أرض سيد الشهداء ، وكذلك المسبحة الطينية المصنوعة من نفس ذلك التراب لهما فضيلة كبيرة ، وكان الأئمة وكبار العلماء يفعلون هذا ، وكان الإمام الصادق عليه السلام يسجد على التربــة الحسيــن ويقول: "السجود على تربة الحسين يخرق الحجب السبع" .

إن صناعة التربة والمسبحة من تراب حرم الأئمة عمل مقدس ومحترم وكان في أغلب الأحيان حكراً على الأسر العريقة والسادات. حتى أن إحدى الأسر في كربلاء كانت تدفع لوالي بغداد مبلغا من المال سنويا فلأجل أن يبقى امتياز صناعة الترب في يدها على الدوام(موسوعة العتبات المقدسة 289:8
التطبير

من جملة التقاليد الشائعة في بعض المدن والبلدان الشيعية ، ويمارسه بعض الأشخاص حزنا على مصيبة أبي عبد الله عليه السلام وتأسيا بجرح واستشهاد الحسين عليه السلام وشهداء كر بلاء ، وإعلانا للاستع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انين الدموع
مشرفة
مشرفة
انين الدموع


عدد المساهمات : 84
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منقول موسوعه عاشوراء الكبرى   منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2009 2:22 am

ابن أمير المؤمنين وشقيق أبي الفضل العباس، قتل في الكربلاء وكان عمره عند مقتله 19 سنة، وقاتله هانئ بن ثبيت الحضرمي ، أو خولي بن يزيد .

الجمّال

روي أن أحد جمالي قافلة الحسين قد عاد بعد مقتله طمعاً في سلب التكّة، فوجوه مقطوع الرأس مضمخاً بدمه. فمد يده ليأخذ التكة فتحركت يد الإمام ونهضت على التكه لمنعه، فإستخرج مدية وقطع يده ليأخذ التكة، فحرك الإمام يده اليسرى فقطعها أيضاً، وقد أسودّ وجه هذا الرجل فيما بعد وكان يسير في طرقات مكة ويصيح "أيها الناس دلّوني على أولاد محمد" (ناسخ التواريخ 4: 19، (نقلا عن مدينة المعاجز)؛ قيل أن إسمه "بريدة بن وائل"، ونقلت هذه القضية في بعض الكتب بصورة أخرى. (بحار الأنوار 45: 311، معالي السبطين 2: 61).

منها ما ورد بشأن رجل يدعي أبحر بن كعب الذي جرّد الإمام من ثيابه وتركه عارياً، ويبست يداه فيما بعد حتّى صارتا كالخشبة (إثبات الهداة 5: 201)، ولكن لا يمكن الركون إلى صحة هذه الأخبار، وجاءت في بعض الأخبار الأخرى قضية الإصبع والخاتم أيضا، وأن بجدل بن سليم قطع الإصبع وسلب الخاتم.(عوالم الإمام الحسين: 302).

جُنادة بن كعب الأنصاري

من شهداء كربلاء، وذكروا أنّ اسمه جنادة بن الحرث أيضاً، من قبيلة الخزرج، رافق الإمام الحسين عليه السلام من مكة إلى الكوفة، وقتل يوم الطف في الحملة الأولى، وقتل إبنه عمرو بن جنادة في كربلاء أيضاً(أعيان الشيعة 4: 224)، ذكره البعض باسم جدّه "جنادة بن الحارث".

جُندب بن حُجير الخولاني

من جملة شهداء الطف، ورد اسمه في الزيارة الرجبية، ذكر البعض أنّ اسمه "جندب بن حجر"، كان من وجهاء الشيعة في الكوفة،ومن أصحاب أمير المؤمنين خرج من الكوفة وألتحق بالإمام الحسين من قبل أن يلتقي جيش الحرّ بقافلته. ذكروا أنّه قتل في الحملة الأولى.(أعيان الشيعة 4: 242و 297).

جَون
مولى أبى ذر الغفاري، وإسمه جون بن حوّي، عاد إلى المدينة من بعد استشهاد مولاه أبي ذر، وأصبح من موالي أهل البيت، فكان في خدمة أمير المؤمنين، ثمّ من بعده الحسن والحسين والسجاد، وسار مع الإمام من المدينة إلى مكّة ومنها إلى كربلاء، نقل أبن الأثير والطبري أنّه كان في ليلة عاشوراء يصلح السلاح، ومع أنّه كان شيخاً كبيراً إلاّ أنّه استأذن الإمام يوم الطف، ولكن الإمام أطلق سراحه وأعفاه وأذن له بالانصراف، فقال للحسين: والله إنّ ريحي لمنتن، وأنّ حسبي للئيم، ولوني أسود، فتنفّس عليَّ بالجنة فتطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيضّ وجهي، لا والله لا أُفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم.(أعيان الشيعة 4: 297، أنصار الحسين: 65، بحار الأنوار 45: 22).

ثمّ قاتل حتى قتل، فوقف عليه الحسين وقال: اللهم بيض وجهه، وطيّب ريحه، وأحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد.

وروي عن الباقر، عن السجّاد عليهما السلام: أنّ الناس كانوا يحضرون المعركة ويدفنون القتلى، فوجدوا جون بعد عشرة أيّام تفوح منه رائحة المسك.

نسب إليه رجز كثير، من جملته إنه كان يقولSadبحار النوار 4: 23).


كيف ترى الكفار ضرب الأسـود

بالسـيف ضرباً عن بني محـمد
أذبُّ عـنـهم باللسـان واليــد
أرجـو به الجـنّـة يوم المـورد
جُوين بن مالك الضبعي

من أنصار الحسين الذين استشهدوا بكربلاء، ورد اسمه في زيارة الناحية المقدّسة، قيل: انّه كان في أول أمره في جيش عمر بن سعد، ثمّ التحق بالحسين، وقاتل معه وقتل في الحملة الأولى. أشار البعض إلى أنّ اسمه هو جوير بن مالك أو حوي بن مالك(أنصار الحسين: 66)، وخلط البعض بينه وبين جون مولى أبي ذر.

الجهاد

من المعطيات، والأهداف، والحوافز، والدروس، والرسالة الرئيسية لواقعة عاشوراء هي الجهاد، الذي هو مظهر قدرة وعزّة الأمّة الإسلامية، ومظهر الإيمان بالله وبالآخرة عند المسلمين، والأمّة التي تتقاعس عن الجهاد في سبيل أهدافها المقدّسة وتطلّعاتها النبيلة، تلبس ثوب الذلّ والمسكنة.

الجهاد من أركان الدين، وقادة الدين أولى الناس به، وبدعوة المسلمين إليه إذا استلزم الأمر ذلك. وقد يكون الجهاد تارة ضد الأجانب المعتدين والكفّار المهاجمين أو يكون ضد المنافقين والأعداء الداخليين الذين يتمردون على الحكومة الشرعية تارة أخرى، أو قد يكون ضد الظلمة، وأهل البدع، والمحرّفين، والمروّجين للباطل، والمعطّلين لحدود الله، والعابثين بأمن المجتمع الإسلامي، وغاصبي الحكم الإلهي المشروع من أصحابه الحقيقيين.

عاش الإمام الحسين عليه السلام في عهد تأهّب فيه الأمويون لهدم الإسلام ومحو الشريعة، والقضاء على دين الله، وكان جهاده سبباً في إحياء الدين وبعث روح جديدة في نفوس المسلمين فاستند عليه السلام إلى قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: "من رأى سلطاناً جائراً مُستحّلاً لحرام الله، ناكثا عهده، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قولٍ كان حقّاً على الله أن يُدخله مُدخله".

فرأى عليه السلام أنّ هذا الشروط تنطبق على الأمويين فقال: "الاّ إنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله. وأنا أحقّ ممّن غيّر"، ورأى نفسه أولى منهم بالحكم، فأمر الناس بالامتثال لأمر مندوبه مسلم بن عقيل، إلى أن ينتهي هو إلى الكوفة (انظر الكامل لابن الأثير 280:3، حياة الإمام الحسين 3: 80)، وكانت من جملة الدوافع الأخرى التي جعلت الحسين يسارع إلى الجهاد، هو عدم السكوت أمام السلطة الجائرة، والتصدّي للأهواء والبدع، والسخط على قتل الأبرياء، وهتك الأعراض، ومنع الحقوق عن أصحابها. وجاء في الكتب التي بعثها بعد دخوله مكة إلى أهالي البصرة والكوفة أنّ بني أميّة قد أماتوا السنّة وأحيوا البدعة. ثم أنه دعاهم لطاعته لمحاربة الباطل، وهدايتهم إلى طريق الرشاد.

جاء في وصيته لمحمد بن الحنفيّة- وذلك عند خروجه من المدينة-: أنّ خروجه لأجل طلب الإصلاح في أمّة جدّه، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن كلمته المشهورة: "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً وإنّما…"(مقتل الخوارزمي 1: 188)، ودعا في خطبته التي ألقاها في مكّة- بعد بيانه لحسن الشهادة وشوقه للقاء أسلافه من الشهداء – الناس إلى: :"من كان باذلاً فينا مُهجته موطِّناً على لقاء الله نفسه فَلْيرحَل معنا"(اللهوف: 3)

كان جهاد الحسين بن علي عليه السلام لأجل أحياء الدين، ومن يخرج لهذه الغاية لا يبالي سواء قَتَل أم قُتِل.
الجهاد والشهادة من شيم الأحرار الذين يبذلون ويضحّون، فتكون النتيجة توعية الناس وإحقاق الحقّ، وهذا هو منهج التجارة مع الله الذي اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم،مبشّراً إيّاهم بأنَّ لهم الجنّة، سواء قَتَلوا أم قُتِلوا(إشارة إلى الآية:111 من سورة التوبة:{أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم…}).

هذه هي ثقافة إحدى الحسنيين التي ألهمنا الله إيّاها القرآن. فسيّد الشهداء كان مجاهداً في سبيل الله، وكذلك أنصاره أيضاً يعتبر عملهم أداءً للواجب الإسلامي والتكليف الإلهي ضد البدع، والانحرافات، ومحو حقائق الدين، بالرغم من جميع محاولات الأعداء لوصف جهادهم بصفة التمرّد، واتهام المجاهدين في سبيل الله بصفة الخوارج.
لهذا السبب أكدت زيارات الإمام الحسين والأنصار على تكرار كلمة "الجهاد" ووصفت أبا عبد الله عليه السلام بأمثال التعابير التالية: "الزاهد، الذائد، المجاهد، جاهد فيك المنافقين والكفّار، وجاهدت في سبيل الله، وجاهدت الملحدين،

وجاهدت عدوّك، وجاهدت في الله حق جهاده"(مفاتيح الجنان).
ووردت بحقّ شهداء كربلاء الكلمات والتعابير التالية: "نصحتم لله وجاهدتم في سبيله، أشهد أنّكم جاهدتم في سبيل الله، والذّابّون عن توحيد الله"، وجاءت في الزيارات كلّ هذه الأعمال والصفات المنسوبة إلى سيّد الشهداء مسبوقة بعبارة "أشهد أنّك…" لأجل إفشال دعايات الأعداء، وشهادة من الزائر على أنّهم كانوا مجاهدين في سبيل الله، وأنّ موقفهم كان جهاداً مقدّساً ضد الباطل.

لقد أصبح عاشوراء مدرسة يستلهم منها المجاهدون معاني الجهاد على مدى التاريخ، وأضحت دماء الحسين بن علي وشهداء كربلاء سبباً لحماس أصحاب الملاحم المقارعين للظلم.
جهة القدم

هي البقعة من القبر التي تقع عند رجلي المدفون. وهو موضع في حرم سيد الشهداء ويشمل قسماً من الضريح الشريف عند رجلي الإمام الحسين(بحار الأنوار 45: 108)، ويقع قبر علي الأكبر عند رجلي الإمام الحسين، ولهذا السبب صار لقبر أبي عبد الله ستّة أضلاع. وجهة الأرجل هذه لها زيارة خاصة، يستحب عند الزيارة الوقوف عند الرجلين وزيارة علي بن الحسين. ونص الزيارة موجود في كتب الأدعية (نفس المصدر السابق 98: 185و 201).
جهة الرأس
جزء من القبر يقع عند رأس الميّت. وهو مكان قرب موضع الرأس عند ضريح الإمام الحسين، وفي الجانب المقابل لجهة الأرجل يستحب عند زيارة الإمام الحسين الوقوف في ذلك الموضع وقراءة الزيارة وأداء الصلاة(بحار الأنوار 98: 186).

الحائر

تطلق كلمة الحائر أو الحاير، اصطلاحاً على صحن سيّد الشهداء عليه السلام. ولهذه الكلمة جذراً لغوياً، وجذراً تاريخياً. جاء في لسان العرب في تعريف الحائر أنه: الموضع المطمئن الذي يحار فيه الماء(سفينة البحار 1: 358)، وجاءت أيضاً بمعنى الشخص الحيران.

كان يطلق على كربلاء قديماً اسم "الحير" ويعني المنطقة المرتفعة الفسيحة،حيث كانت منذ القدم موضعاً لسكنى أقوام من العرب.

وتدل في المصطلح الفقهي والعبادي على ما يشتمل عليه الصحن الشريف من ضريح وأورقة ومتحف و… الخ بأقسامها القديمة والجديدة.

أنّ للإقامة والعبادة في حائر أبي عبد الله عليه السلام فضيلة، كما أنّه من جملة المواضع التي يخيّر فيها المسافر بين الصلاة قصراً أو تماماً، وللعلماء فيها آراء مختلفة (بحار الأنوار 86: 88، المزار للشيخ المفيد: 140).

يرى البعض أنّ حائر يشمل ما يضمنه الصحن لا أكثر. ويحظى حائر الحسين بقدسية فائقة والدعاء فيه مستجاب، حتى أنّ بعض الأئمة كان يتوسّل بحائر الإمام الحسين للشفاء؛ من جملة ذلك أنّ الإمام الهادي عليه السلام حينما مرض أرسل شخصاً إلى حائر الإمام الحسين ليدعو له هناك، كما ويطلق على أهالي كربلاء ومن يسكن إلى جوار الصحن الشريف اسم "الحائري".

أمّا المناسبة التاريخية التي دعت إلى إطلاق هذا الاسم على صحن الشهداء فهي أنّ المتوكّل العباسي لما أمر بهدم القبر ومحو آثاره وتفريق جموع الشيعة من حوله لأنه كانت بمثابة مصدر إلهام يشكل خطراً عليهم، أجروا الماء على موضع القبر إلاّ أنّ الماء حينما بلغ ذلك الموضع توقف وتجمع وبقي حائراً في مكانه وتراكم حول القبر حتى صار كالجدار، فيما بقيت باحة القبر جافة (الإعلام للزركلي30:8 (الهامش)، بحار الأنوار 50: 225، سفينة البحار 1: 358)، ولما كان موضع تجمع الماء يسمى حائراً، فقد اتخذت باحة القبر هذا الاسم أيضاً. وجاء في النصوص التاريخية ما يلي: "في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكّل بإطلاقه على قبر الحسين ليُعفيه، فكان لا يبلغه" (بحار الأنوار 86: 89).

وجاء في روايات أخرى أنهم لما أرادوا حرث الأرض بواسطة الثيران، حرثوا كلّ المنطقة المحيطة بالقبر، إلا أن الثيران حينما كانت تبلغ القبر تقف ولا تتقدم(إثبات الهداة 5: 183).
الحاجز

اسم أرض ومنزل على الطريق من مكة إلى العراق، وملتقى طريقي الكوفة والبصرة عند المسير إلى المدينة. ومعناه: الموضع الذي يحجز فيه الماء. وفي هذا المنزل تسلّم الإمام الحسين كتاب مسلم بن عقيل من الكوفة، وكتب الجواب إلى أهل الكوفة وأرسله مع مبعوثه قيس بن مسهّر(مقتل الحسين للمقرم: 205، نقلاً عن معجم البلدان).

الحارث

هو قاتل طفلي مسلم بن عقيل، وهذان الطفلان وهما محمد وإبراهيم كانا في سجن ابن زياد، وهربا من السجن بمساعدة "مشكور" السجّان، وفي الليل التجأ إلى دار امرأة كان لها زوج يدعى الحارث. وكان هذا الرجل قد تعب من البحث عن هذين الطفلين، وعاد إلى داره ليلاً وعلم بوجود الطفلين في داره، فأخذهما صباحاً إلى جانب الفرات وذبحهما وألقى جسديهما في النهر وأخذ رأسيهما إلى ابن زياد لينال الجائزة – لكن ابن زياد أمر بقطع رقبته في نفس الموضع الذي قتل فيه الطفلين(معالي السبطين 2: 72، وانظر: بحار الأنوار 45: 100- 106).
الحارث بن امرئ القيس الكندي

جاء اسمه في عداد شهداء كربلاء. كان من جملة الشجعان والزهّاد. سار مع جيش ابن سعد إلى كربلاء. ولمّا رأى جيش الكوفة قد أحاط بالحسين، التحق بركبه، واستشهد يوم عاشوراء في الحملة الأولى(أعيان الشيعة 4: 302).

حامل اللواء

من ألقاب قمر بني هاشم الذي كان يحمل لواء عسكر الحسين عليه السلام. كان لحامل اللواء دور كبير في ساحة المعركة ويعدّ عاملاً مهماً في المحافظة على انسجام قوات الجيش. قسَّم الحسين جيشه الصغير في يوم عاشوراء إلى ثلاثة أقسام، الميمنة، الميسرة، والقلب. وجعل لكل منها قائداً، ودفع لواءه لأخيه العباس(بحار الأنوار 45: 51).

ولما أراد العباس البروز للقتال جاء إلى الإمام الحسين عليه السلام واستأذنه، فبكى ولم يأذن له أولاً، وقال: "يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرّق عسكري" (معالي السبطين 1: 441).

حب الشهادة

من جملة المقدمات البارزة في ثورة عاشوراء، والمعنويات العالية للحسين وأنصاره هو عنصر حب الشهادة، أي اعتبار الموت في سبيل الله إحدى الحسنيين ونافذة لبلوغ مقام القرب الإلهي ورؤية جنات الخلود، وهذا ما يجعلهم يتعطشون لإدراك فضيلة الشهادة.

وقد صرح الإمام الحسين عليه السلام بهذا في الخطبة التي قال فيها: "خط الموت…" وانتقى أنصاره بقوله: "ومن كان فينا باذلاً مهجته فليرحل معنا" وسار بهم نحو منحر الشهادة.

وهكذا يتفاوت استقبال الموت مع الانتحار؛ لأن الأول قائم على إدراك أسمى من فلسفة الحياة، بينما الانتحار وإلقاء النفس إلى التهلكة حرام شرعاً. واستقبال الموت في سبيل القيم السامية مشروع ومعقول. وحتى إذا علم الإنسان أنّه سيشهد في المواجهة فإن موته ليس انتحاراً لأن التكليف يفرض أحياناً التضحية بالنفس في سبيل الدين، لأن الدين أغلى من الإنسان.

وحل هذا اللغز (اختار الموت عن وعي) إلاّ من خلال إدراك وفهم أعلى من الحياة والكرامة الإنسانية. وذهاب الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء مع علمه بمقتله يُعزى إلى هذا الفهم. فهو عليه السلام يرى الموت خيراً من الحياة بذل: "لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً".

وهذه الثقافة متعارفة لدي كل الأقوام والشعوب، وهذا النوع من الموت الاختياري والواعي إتمام للحياة الحرّة الشريفة وليس مناقضاً لها؛ لأن الموت ليس هو النهاية حتّى يقول قائل: أنّه أنهى حياته باختيار أسلوب الموت. فالموت الأحمر والاستشهاد نوع من الكمال الأسمى من الحياة. والحسين مه علمه بشهادته في واقعة الطف، سار إلى منحر الشهادة ليحيى الإسلام في ظل شهادته، ويترعرع الحق. ولا شك أن مثل هذا الهدف يستحب أن يضحّي لأجله الحسين. وهذا الطريق اختاره الحسين بإرادته، وفتحه أمام الإنسانية، والسائرون على هذا الطريق الخالد كلهم تلاميذ مدرسة عاشوراء.

وفي ليلة عاشوراء نهض أصحاب الإمام الحسين، الواحد تلو الأخر وأعلنوا عن هذا الاستعداد ولم يكن في قلوبهم أي خوف من الموت. وفي الطريق إلى كربلاء لمّا سمع علي الأكبر عليه السلام أباه يسترجع ويتحدّث عن الشهادة سأله: "ألسنا على الحقّ" فقال له: نعم. فقال علي الأكبر: "يا أبه لا نبالي بالموت"(حياة الإمام الحسين 3: 73، اللهوف: 26) وفي ليلة عاشوراء سأل القاسم عمه الحسين عليه السلام: وهل أنني سأقتل أيضاً؟ فسأله الحسين: كيف تجد الموت؟ قال: "أحلى من العسل"(إثبات الهداة 5: 204).

وكل هذا يكشف عن مدى الاستعداد وعلو التفكير بحيث يكون الموت في سبيل العقيدة والشهادة في سبيل الله أمنية قلبية لأتقياء قطعوا كل صلة لهم بملذات الدنيا وتعلقوا بالحياة الأبدية والرزق الإلهي في ظل الشهادة. وقد جاء هذا المفهوم في الأشعار التي كان ينشدها الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء وما سبقه، ومن جملتها:


وأن تـكن الأبـدان للمـوت أُنشـئت

فقتل امرءٍ بالسيف في سبيل الله أفضل

كما ويتّضح هذا المعنى من الرجز الذي كان ينشده: "الموت أولى من ركوب العار…"(كشف الغمة 2: 32).
وجاء في خطبة زينب عليها السلام في مجلس يزيد أنها تفتخر بهذه الشهادة حين قالت: "… فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة"(بحار الأنوار 45: 135).

وقال الإمام السجاد عليه السلام رداً على ابن زياد الذي هدده بالقتل: "أبالقتل تهددني يا ابن زياد؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة".
حبيب بن عبد الله النهشلي
يعدّ من جملة شهداء كربلاء. ويرى البعض أنه شبيب بن عبد الله الخثعمي، أو أبو عمر النهشلي .

حبيب بن مظاهر
من شهداء كربلاء الإجّلاء ومن أصحاب رسول الله، وهو من قبيلة بني أسد. قال أصحاب السير: أنّ حبيباً نزل الكوفة وصحب علياً عليه السلام في حروبه كلّها، وكان من خاصته وحملة علومه، علم "المنايا والبلايا"
(الحسين في طريقه إلى الشهادة: 6).

وكان من "شرطة الخميس" التي أوجدها الإمام علي عليه السلام في الكوفة، وكان ممن سعى لأخذ البيعة لمسلم بن عقيل عند دخوله الكوفة، وهو أحد الزعماء الكوفيين الذين كتبوا إلى الحسين عليه السلام، وكان معظماً عند الحسين.

وعند التعبئة للقتال جعله الحسين على ميسرة أصحابه، وكان قد بذل محاولة لاستقدام أنصاراً من بني أسد، وحال الجيش الأموي دون وصولهم معسكر الحسين(أنصار الحسين: 66).

أمّا قصّة حواره مع ميثم التمّار فهي مشهورة، وذلك أنّهما مرّا في مجلس لبني أسد قبل عاشوراء بسنوات، وتحدّث كلّ منهما عن كيفية التي سيستشهد بها الآخر، وكان ذلك مدعاة لتعجّب الحاضرين. كان يرتجز يوم الطفّ ويقول:


أنا حـبيب وأبـي مُظـهَّر

فارس هيجاء وحربٍ تَسعر

في كربلاء كان حبيب بن مظاهر مستبشراً بقرب استشهاده ورواحه الجنّة، فكان يمزح مع برير بن خضير، ولمّا قتل حبيب هدَّ ذلك حسيناً، وكان عمره آنذاك 75 سنة، وطافوا برأسه أيضاً بالكوفة مع سائر رؤوس الشهداء.

الحجّاج بن زياد السعدي
من شهداء كربلاء، قال البعض أنّ اسمه: الحجّاج بن بدر، وهو بصري، حمل كتاباً من مسعود بن عمرو الازدي إلى الحسين جواباً على كتاب من الحسين إليه وإلى غيره من زعماء البصرة يدعوهم إلى نصرته(أنصار الحسين: 67)، ورد اسمه أيضاً في زيارة الناحية المقدسة.

الحجّاج بن مسروق الجعفي

من شهداء الطف الأجلاّء، وهو مؤذن الحسين عليه السلام (بحار الأنوار 45: 25)، كان من أهل الكوفة ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، لما بلغه خروج الحسين من المدينة إلى مكّة، خرج من الكوفة ولحق بالحسين في مكّة، وصحبه منها إلى العراق، كان ملازماً للإمام ويؤذّن للصلوات الخمس.

لما بلغ الحسين منزل قصر بني مقاتل، ورأى هناك خيمة عبيد الله بن الحرّ الجعفي بعث إليه الحجّاج بن مسروق ليعوه للالتحاق بالإمام("عنصر شجاعت" 1: 80)، (لكنه لم يحظ بحسن التوفيق للالتحاق بالحسين)، ولما التقت قافلة الإمام بجيش الحر، أمره الإمام بأن يؤذّن لصلاة الظهر، ولذا ذكرته بعض الكتب بصفة مؤذّن الحسين.

وفي يوم الطف برز إلى القتال وعاد إلى الحسين مضمخاً بدمه، وتحدث مع الإمام وعاد إلى ساحة المعركة وقاتل حتى قُتل.

الحج غير التام

لمّا أراد الإمام التوجّه إلى العراق طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحلّ من إحرامه وجعلها عمرة، ولم يتمكّن من إتمام الحج مخافة أن يقتل بمكّة، أو يقبض عليه فينفذ به إلى يزيد، وهذا لا يخلوا من تأمل من الوجهة الشرعية، وهناك رواية تنصّ على "أنّ الحسين بن علي عليه السلام خرج يوم التروية إلى العراق وكان معتمراً".

كان الإمام الحسين حريصاً على صيانة قداسة الحرم الإلهي، ولم يكن راغباً في أن يراق دمه في أيّام الحج وفي بيت الله الحرام. وكان يرمي أيضاً من خروجه من مكة في اليوم الذي يتّجه فيه الناس إليها من كلّ صوب وحدب، إلى ايقاض الضمائر، وإثارة التساؤلات في الأذهان ولأجل أن ينتشر خبر خروجه الذي يتّسم بطبيعة احتجاجية ضد حكومة يزيد، بواسطة الحجاج الذين قدموا من كلّ مكان، وليعلموا أنّ الحرم الإلهي الآمن لم يعد آمناً. وكانت هذه بمثابة الحرب الإعلامية ضد يزيد.
حديقة السعداء

كتاب مقتل باللغة التركية دوّنه "فضولي البغدادي" (م. 932)، وقد تم تأليف هذا الكتاب بعد صدور أول كتاب مقتل باللغة الفارسية تحت عنوان "روضة الشهداء" من تأليف الملا حسين واعظ الكاشفي (م. 910).


الحر بن يزيد الرياحي
وهو من جملة شهداء عاشوراء الأجلاّء. وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة، دعاه ابن زياد لمقاتلة الحسين وانتدبه على ألف فارس. يُروي أنّه لمّا خرج من قصر الإمارة لهذه المهمّة نودي من خلفه: أبشر يا حرُّ بخير(قاموس الرجال 3: 103، أمالي الصدوق: 131).

لقي الإمام الحسين في منزل "قصر بني مقاتل" أو منزل "الشراف". واعترض مسيره إلى الكوفة، وظل يسايره إلى كربلاء. ولمّا رأى الحرّ أنّ القوم عازمون على حرب الحسين، تذرّع بأنّه يريد سقي فرسه في صباح يوم العاشر، وفارق جيش ابن سعد والتحق بركب الحسين، ووقف بين يدي الحسين معلناً توبته، ثم استأذنه للبراز.

إنّ هذا الاختيار المثير، واختيار الجنّة على النار، قد جعل من شخصية الحرّ شخصية محبوبة وبطولية.
تقدم الحر إلى العدو وكلمهم بأبلغ القول ووبخهم على محاربة الحسين،وقد أوشك كلامه أن يثير بعض جيش ابن سعد ويصرفهم عن حرب الحسين، فرماه جيش العدو بالسهام. فعاد إلى الحسين. وبرز بعدها إلى الميدان وقاتل قتال البطال حتى استشهد.

وكان عند القتال يرتجز ويقول:
إنّي أنا الحـرّ ومأوى الضيف

أضـرب في أعناقكم بالسـيفِ
عن خير من حلَّ بأرض الخيف
أضـربكم ولا أرى من حـيفِ

(بحار الأنوار 45:14)

ممّا يدلّ على شجاعته واستماتته في القتال والذبّ عن سيّد الشهداء، ومدى معرفته لأحقيّة هذا الطريق.
بعد استشهاده حمله أصحاب الحسين عليه السلام حتى وضعوه بين يديه وبه رمق، فجعل الحسين يمسح وجهه ويقول: "أنت الحرّ كما سمّتك أُمّك، وأنت الحرّ في الدنيا والآخرة"(نفس المصدر السابق).

عصّب الحسين رأس الحر بمنديل. وبعد واقعة الطف دفنه بنو تميم على بعد ميل من قبر الحسين، حيث قبره الآن خارج كربلاء في المنطقة التي كانت تسمى قديما بـ"النواويس" (الحسين في طريقه إلى الشهادة: 97).

وممّا ينقل أنّ الشاه إسماعيل الصفوي حفر قبر الحر ووجد جسده سالماً،ولما أراد فتح العصابة التي على رأسه سال دمه، فأعادوها كما كانت. ثم بنوا قبّة على قبره (سفينة البحار 1: 242 نقلاً عن الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري).

روت كتب المقاتل وجميع المصادر التي أوردت أخبار واقعة الطف، سيرة الحرّ ودوره في الواقعة منذ لقائه بقافلة سيّد الشهداء، حتى توبته والتحاقه بجبهة الحقّ واستشهاده بين يدي الحسين. وتوبته من المع معالم حياته.

الحرم الحسيني

ذكرت الروايات فضائل وبركات وآثار كثيرة لحرم أبي عبد الله عليه السلام، والصلاة فيه والاعتكاف والدفن عنده له ثواب كبير. وجاء أنّ حدود هذه البقعة من فرسخ واحد إلى خمسة فراسخ.

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "حرم قبر الحسين عليه السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر"(بحار الأنوار 98: 111، سفينة البحار 2: 103، المزار للشيخ المفيد: 25).

كما روي عنه أيضاً أنّه قال: "حرم الحسين الذي اشتراه: أربعة أميال في أربعة أميال فهو حلال لولده ومواليه وحرام على غيرهم ممّن خالفهم، وفيه البركة"(مجمع البحرين، كلمة حرم).

لقد كان الضريح الوضّاء لأبي عبد الله عليه السلام كعبة لقلوب محبّيه، وأمنيتهم الكبرى هي زيارته، وهذه الجاذبة لم تخبو يوماً لجذوة المتّقدة من جميع الضغوط التي كانت تفرض على طريق زيارة مرقده الشريف على امتداد التاريخ، إلاّ أنّ القلوب كانت تهفو خفّاقة شوقاً له. وخلال سنوات الدفاع المقدس في إيران الإسلامية كانت إحدى التطلعات الكبرى التي يستلم منها أبطال الإسلام معاني التضحية في مجابهة المعتدين هي الوصول إلى كربلاء وتحرير حرم الإمام الحسين من سيطرة البعثيين.
حرملة

هو حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي، قاتل رضيع الإمام الحسين المسمّى بـ"علي الأصغر" أو "عبد الله الرضيع"، وهو في حضن أبيه أو على يديه (بحار الأنوار 45: 46).

يروي المنهال أنّه لما أراد الخروج من مكّة بعد واقعة الطف بسنوات، التقى هناك بالإمام السجاد. وسأله الإمام السجاد عليه السلام عن حرملة، فقال: هو حي بالكوفة، فرفع الإمام يديه وقال: "اللّهّم أذقه حرّ الحديد، اللّهمّ أذقه حرّ النار". ولما قدم المنهال إلى الكوفة قصد المختار، وبينما هو عنده إذ جاءه بحرملة، فأمر بقطع يديه ورجليه ثمّ رميه في النار.

فأخبره المنهال بدعاء زين العابدين على حرملة. فابتهج المختار كثيراً لأن إجابة دعوة الإمام السجاد تحقّقت على يده(سفينة البحار 1: 246، إثبات الهداة 5: 229).


حروراء
الموضع الذي وقعت فيه المعركة بين المختار بعد قيامه للطلب بثأر الحسين وجيش مصعب بن الزبير الذي قدم من البصرة. وفي هذه المعركة قتل خلق كثير، وقتل فيها المختار وآلاف من أنصاره(مروج الذهب 3: 99).

وحروراء موضع قرب الكوفة، وفيه نزل الخوارج وأعلنوا أول معارضتهم لأمير المؤمنين.
الحسين بن علي عليه السلام

الإمام الثالث عند الشيعة، وهو شهيد كربلاء وثأر الله الذي تبلورت ثورة كربلاء حول محور فدائه وتضحيته، وملأ تاريخ البشرية بالإيثار والحماس، وأعطى الإنسان درساً في الحرية والكرامة. وقد سقى بدمه المسفوح في كربلاء شجرة الإسلام، وأيقظ الأُمّة الإسلامية.

ولو أردنا التعرف بشخصية الإمام، للزم تدوين كتاب ضخم، إلاّ أنّنا نورد فيما يلي خلاصة لحياته الشريفة:
ولد الإمام الحسين في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنورة. وسمّاه رسول الله "حسيناً"، وكان كثير المحبّة له حتّى قال عنه: "حسين مني وأنا من حسين…". وترعرع في حجر الرسول، ولما توفي صلّى الله عليه وآله كان عمر الحسين ستّ سنوات. وكانت له في عهد أبيه منزلة رفيعة. ومن أبرز صفاته: العلم، والكرم، والنبل؛ والفصاحة، والشجاعة، والتواضع، ومساعدة المساكين، والعفو، والحلم، وما إلى ذلك من الصفات البارزة. وكان إلى جانب أبيه إثناء خلافته وشهد معه معارك الجمل وصفّين والنهروان.

وبعد استشهاد أبيه آلت الخلافة إلى الحسن بن علي، فصار الحسين جانبه جندياً مطيعاً. وبعد الصلح عاد مع أخيه وأهل بيته إلى المدينة. وبعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام في عام 49 أو 50 للهجرة أُلقيت عليه أعباء الإمامة، وخلال تلك الفترة التي استمرت عشر سنوات وهي المدّة الأخيرة من تسلط معاوية على الحكم، كان سيّد الشهداء عليه السلام من أشدّ المعارضين لسياسته ولأساليب القتل والاعتقال التي يمارسها ضد خصومه. وبعث إليه بالعديد من الكتب التي يعنّفه فيها على قتل حجر بن عدي وأصحابه، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وهم من أصحاب الإمام علي عليه السلام الأوفياء، وأخذ يعيب عليه الكثير من أعماله الأُخرى. وفي نفس الوقت بقى الحسين بن علي أحد المحاور البارزة في وحدة الشيعة، وشاخصاً يلفت إليه الأنظار، وظلّت السلطة تخشى نفوذ شخصيّته.

بعد موت معاوية عام 60 للهجرة، كتب يزيد إلى والي المدينة أن يأخذ له البيعة من الحسين بن علي عليه السلام. إلاّ أنّ الحسين الذي كان على معرفة بفساد يزيد وقلّة تدبيره امتنع عن بيعته، وانتهج طريق المواجهة ضد سلطة يزيد التي كانت تشكّل خطر يهدد الإسلام بالزوال، فهاجر من المدينة إلى مكّة. وبعد أن أتته كتب أهل الكوفة وشيعة العراق التي تدعوه للقدوم إلى الكوفة، أرسل الحسين أولاً ابن عمّه مسلم بن عقيل، وبعث الكتب إلى شيعة الكوفة والبصرة. وبعد حصوله على خبر مبايعة أهل الكوفة لمسلم بن عقيل سار هو في اليوم الثامن من ذي الحجة عام 60 للهجرة من مكّة إلى العراق.

إلاّ أنّ تخاذل أهل الكوفة واستشهاد مسلم بن عقيل قد قلب أوضاع العراق، وأصبح الحسين الذي سار إلى الكوفة برفقة عياله وأطفاله، في مواجهة جيش الكوفة في أرض كربلاء. لكنه لم ينزل عند إرادة جيش يزيد، فقاتلهم حتّى قتل مظلوماً عطشاناً هو وأصحابه في تلك الأرض.

من بعد ذلك التاريخ تحوّلت كربلاء إلى مصدر إلهام، وعاشوراء إلى مدرسة للثورة والتحرر. في مقتله حياة للإسلام ويقظة للضمائر.

إن فضائل هذا الإمام أكثر من أن تحصي في هذا التعريف الموجز، كيف لا وهو الذي قد تربّى في حجر رسول الله، وقد قال صلّى الله عليه وآله فيه: والذي بعثتي بالحقّ نبيّاً أنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وأنّه لمكتوب عن يمين العرش: "مصباح هدًى وسفينة نجاة".

حسين منّي وأنا من حسين (عليه السلام)

هذا الحديث منقول عن رسول الله، وقد أوردته كتب السنّة والشيعة، ونصّه الكامل هو: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً وأبغض الله من أبغض حسيناً، حسين سبط من الأسباط، لعن الله قاتله". وهذا دليل على وحدتهما فكرياً وروحياً وجسميّاً، واتّفاقهما في الهدف والمسار. فرسول الله صلّى الله عليه وآله قد اعتبر قبل نصف قرن من واقعة الطف، ثورة الحسين امتداداً لرسالته، وأكّد أنّ أعداء الحسين الذين لطّخوا أيديهم بدمه، إنّما هم أعداؤه وقتلته هو شخصياً؛ وذلك لأن غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعادة الحسين، هي نظير غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعاداة الرسول. فهما روح واحدة في جسدين، وفكر واحد ومرام واحد في زمنيين متفاوتين.

والتصريح بهذا الارتباط الوثيق يعكس الخطّ الصحيح للحركة الدينية والاجتماعية والجهادية والسياسية على مدى التاريخ. والصلة بينهما لا تقتصر على مجرّد الارتباط النسبي وكون الحسين من ذرّية الرسول، بل أنّ المدار هو اتّحادهما في المسار والخط.

أما المفهوم الآخر الذي ينطوي عليه هذا الحديث فهو: أن وجود النبي، ورسالة النبي قد تواصلت في ظل وجود أبي عبد الله، وليس المراد من ذلك التواصل الجسدي فحسب، بل أن حارس دين المصطفى هو الحسين الشهيد. وكانت ثورته واستشهاده سبباً لبقاء دين رسول الله. فالقضية ليست ذات بعد عاطفي مجرد، وإنما تعكس حقيقة اجتماعية وتاريخية.
ثورة الحسين هي التي أحيت دين النبي.وقد بيّن أبو عبد الله هدفه وغايته من هذه الثورة بقوله: إنّما خرجت لأسير بسنة جدي، وآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأقوّم الانحراف ليستقيم هذا الدين.

وما قولهم "أنّ الإسلام محمّدي الوجود، حسيني البقاء" إِلاّ إشارة إلى أن أحياء دين النبيّ قد تحقّق بفعل ثورة عاشوراء، وقد وردت هذه النقطة في الشعر المنسوب إلى الحسين (والحديث والشعر ليس للإمام) والذي يقول فيه:


إن كان دين محمد لم يستقيم

إلا بقتلي يا سـيوف خـذيني

(هذا البيت مأخوذ من قصيدة طويلة للشاعر والخطيب الكربلائي المرحوم الشيخ محسن أبو الحب(م- 1305)).

وهذه الحقيقة عبّر عنها أحد العلماء بالقول: "أنّ إحياء ذكراه إحياء للإسلام، وعبارة "أنا من حسين" المرويّة عن النبيّ، معناها أنّ حسين منّي، وأنا أحيا به"(صحيفة النور 13: 158).

الحسين وارث آدم

اسم كتاب من تأليف الدكتور علي شريعتي حول الحسين عليه السلام، يحلّل فيه قضية هابيل وقابيل في تاريخ الإنسانية، ويعتبر الحسين مظهراً لمظلومية هابيل. وهذا الاسم مشتق من فقرة موجودة في زيارة وارث جاء فيها: "السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله"، ويوصل- في هذا الكتاب- وارث عاشوراء بالجبهة التاريخية لصراع الحقّ والباطل .

الحسيني

هو ما يُنسب إلى الحسين بأي نوع من أنواع الانتساب والصلة والتشابه. فقد تكون هذه العلاقة نسبيّة من قبيل ذرّيته وأبناءه الذين يعتبرون "سادات حسينيّن"، وكذلك الأشخاص الذين يشبهون الحسين فكراً ومنهجاً وهدفاً وانطلاقاً، من هذه الرؤية فإنّ الحسينيّين هم كلّ السائرين على خُطي عاشوراء وثورة الحسين الدامية.

كما ويعتبر أيضاً كل من ينتمي إلى عاشوراء وكربلاء، تابعاً لمدرسة ملحمة سيّد الشهداء. كما وأن كلّ شيء آخر يحمل مضامين وخصال الحسين عليه السلام فكرياً وملحمياً، فهو يتّخذ لنفسه صفة الحسيني؛ كالحماس الحسيني، والخطّ الحسيني، والخطى الحسينية، والعشق الحسيني، والنهضة الحسينية، والطريق الحسيني، والثورة الحسينية، والملحمة الحسينية.

وقد تكون النسبة أحياناً إلى شخصه فقط، من قبيل: الحرم الحسيني، وعاشوراء الحسيني، والعزاء الحسيني، أذن فـ"ياء النسبة"، والكلمة المضافة إلى الحسيني أما أن تكون إضافة تخصيصية كالملحمة الحسينية، والحرم الحسيني، أي بمعني ملحمة الحسين وحرم الحسين عليه السلام، وأما أن تكون إضافة بيانية وتوضيحية تفيد معنى التشابه والمماثلة مثل: الحماس الحسيني، أي أنّ له من الحماس ما يشبه حماس الحسين عليه السلام.

الحسينية
هي الموضع الذي يقام فيه العزاء على أبي عبد الله الحسين عليه السلام. وأكثر الحسينيات التي تبني في المدن وخاصّة المدن المقدسة تستخدم إضافة إلى كونها مركزاً لتجمّع وإقامة شعائر العزاء، كدار استراحة أو فندق مجّاني للزوار. أما أسماؤها فهي على الأغلب تسمى بأسماء أبناء المدينة الذين يشيّدونها مثل: حسينية الأصفهانيين، وحسينية الطهرانيين، وما شابه ذلك. ومثل هذه الحسينيات موجودة في مدن النجف وكربلاء ومشهد، ولا تنطبق عليها من الوجهة الشرعيّة أحكام المسجد وقيوده.

لعل السبب الكامن وراء اتّجاه الشيعة نحو (الحسينية) في الأدوار القديمة يعود إلى أنّ المسجد كان تحت تصرف وسيطرة السلطات الحكومية التي كانت تضيّق على الشيعة ولا تترك لهم مجال إقامة شعائرهم بحريّة.

في بلاد الهند يطلق على الحسينية اسم "إمام بارة"، وهنالك حسينيات متعدّدة ولها أسماء مختلفة. وفي بعض مناطق آسيا الوسطى يطلق على الحسينيات التي يبنيها الشيعة، اسم "مسجد الشيعة". "وفي مناطق الهند المختلفة تسمي التكية والحسينية بأسماء مختلفة مثل: غرا خانه، وإمام باره، وتعزيه خانه، وعاشوراء خانه، وتابوت خانه، وجبوتره، وجوك إمام صاحب…" (دائرة المعارف تشيع 4: 447).

الحصير
جاء في بعض الروايات أنّ بني أسد لمّا قدموا لدفن أجساد الشهداء في كربلاء، كان الإمام السجاد يساعدهم أيضاً. وطلب منهم حصيراً ليضع فيه جسد سيّد الشهداء لأجل دفنه(كتاب "كبريت أحمر" :493.).

ونقلت المصادر التاريخية انهم حينما هدموا قبر الإمام الحسين في عهد المتوكّل، ونبشوه عثروا على حصير جديد كان فيه جسد الحسين عليه السلام تفوح منه رائحة المسك، فتركوا الجسد والحصير على حالهما، وهالوا عليهما التراب (إثبات الهداة للشيخ الحر العاملي 5: 183).


الحُصين بن نُمير
وهو من قادة الأمويين، يعود نسبه إلى قبيلة كنده، وكان مبغضاً لآل علي؛ ففي معركة صفّين كان إلى جانب معاوية، وفي عهد يزيد كان قائداً على قسم من الجيش، وفي واقعة مسلم بن عقيل سلّطه ابن زياد على دور أهل الكوفة، ليأخذ مسلم ويأتيه به، وهو الذي أخذ قيس بن مسهّر رسول الحسين عليه السلام فبعث به إلى ابن زياد فأمر به فقتل، وهو الذي نصب المنجنيق على جبل أبي قبيس ورمى به الكعبة لمّا تحصّن منه ابن الزبير في المسجد الحرام (مروج الذهب 3: 71)، وقاتل سليمان بن صرد أثناء ثورة التوّابين، وأبوه تميم بن أسامة، وهو الذي سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن شعر رأسه بعد قوله عليه السلام: "سلوني قبل أن تفقدوني" (سفينة البحار 1: 281).

وفي عهد يزيد شارك في الهجوم الذي أمر يزيد بشنّه على المدينة المنوّرة، مات في عام 68 هـ متأثّراً بجراح أصابه بها إبراهيم بن الأشتر في الواقعة التي جرت على ضفاف نهر الخازر، وجاء في بعض الأخبار أنّه أخذ رأس حبيب بن مظاهر بعد مقتله وعلّقه في رقبة فرسه ودار به في الكوفة مفتخراً، فكمن له فيما بعد القاسم بن حبيب وقتله ثاراً لدم أبيه، وجاء في مصادر أُخرى أنّه قتل على يد أصحاب المختار الثقفي عام 66 هـ قرب الموصل في وقت حركة المختار.
حفرة المنحر
وهو الموضع الذي سقط فيه سيد الشهداء عليه السلام من ظهر جواده على الأرض وهو يقاوم في الرمق الأخير، ونزل شمر أو سنان واحتزّ رأسه الشريف. يبدو أن هذا الموضع كأن أوطأ من سائر أجزاء الأرض. وفيه استشهد الإمام الحسين، وسال دمه الشريف على الأرض.

يوجد حالياً سرداب خارج حرمه الشريف ويعتبر هو موضع شهادته، وعليه صخرة من حجر المرمر بارتفاع نصف متر عن الأرض موضوعة على المكان بصفة القبر. وهذا السرداب مغلق على الدوام ولا يفتح إلاّ لبعض الشخصيات.

حكيم بن طفيل
من جنود عمر بن سعد، في واقعة الطف كمن لأبي الفضل العباس، وضربه بالسيف على يساره فقطعها، وكانت يده اليمنى قد قطعت قبل هذا بضربة "زيد بن ورقاء".
حقل الحسين
من المتعارف أن الفلاحين يزرعون أرضهم بعد تقسيمها إلى ألواح، وكانت من عادة الفلاحين في ما مضى تعيين لوح من تلك الألواح الزراعية باسم الإمام الحسين. وبعد جني المحصول تحسب عائداته وتدفع إلى إحدى التكايا في المدن لينفق في مجال العزاء على الحسين .

يعتبر مثل هذا العمل نوعاً من الوقف الذي تنفق عائداته على مصاريف التكايا ومجالس العزاء، فضلاً أنه يجعل في زراعته ومحصول الفلاحين خيراً وبركة. وهم في عملهم هذا يعتبرون الحسين أو العباس عليهما السلام شركاء لهم في زراعتهم، ويعكس نوعاً من الولاء والمحبة لآل الرسول .

الحلاس بن عمر الراسبي

من شهداء كربلاء، قتل في الحملة الأولى، ذُكر أنه كان في عهد علي عليه السلام رئيساً لشرطة الكوفة. وسار هو وأخاه النعمان مع عمر بن سعد ثم تحوّلا إلى معسكر الحسين (أنصار الحسين: 70)، وجاء في بعض المصادر أن اسمه "الحلاّش" (أعيان الشيعة 6: 216) .

حمّاد بن حمّاد الخزاعي المرادي

من جملة شهداء كربلاء، جاء اسمه في الزيارة الرجبية.
الحملة الأولى
في يوم العاشر من المحرم هجم جيش عمر بن سعد معسكر الإمام الحسين هجوماً شاملاً وعنيفاً. وبدأ هذا الهجوم بسهم رماه عمر بن سعد عل مخيم الحسين، واستمر رمي السهام بواسطة الجيش المعادي. وقال الإمام الحسين لأصحابه: هذه رسل القوم إليكم. وأمر الشمر جيشه بالهجوم قائلاً: "احملوا عليهم حملة رجل واحد وأفنوهم عن آخرهم"، شارك في هذه الحملة جيش الكوفة بأسره، ودافع أنصار سيد الشهداء دفاعاً مستميتاً ضد هذا الهجوم الذي استشهد فيه نصف أنصار الإمام (من غير بني هاشم)، وقال البعض أن عدد من استشهد فيه من أنصار الإمام هو 41 شهيداً نذكر فيما يلي أسماء بعضهم (باستثناء عشرة أشخاص من موالي الحسين وأهل بيته، وأثنين من موالي علي عليه السلام):

نعيم بن عجلان، عمران بن كعب، حنظلة، قاسط، كنانة، عمر بن مشيعة، ضرغعامة، حبّاب بن الحارث، عمرو الجندعي، الحلاّس بن عمر، سوار بن أبي عمير، عمّار بن أبي سلامة، عامر بن مسلم، سيف بن ملك، عبدالرحمن الدرجي، مجمع العائذي، النعمان بن عمر، زاهر بن عمر، جبلة بن علي، مسعود بن الحجّاج، عبدالله بن عروة، زهير بن سليم، عبدالله وعبيدالله أبنا زيد البصري (حياة الإمام الحسين 3: 204).

حميد بن مسلم الأزدي
راوي وقائع كربلاء، وكان ضمن جيش عمر بن سعد وقد تجادل هو والشمر حول حرق الخيام من بعد استشهاد الإمام الحسين.

وكان من بين الذين أخذوا حملوا رأس الإمام الحسين إلى الكوفة. شارك في ثورة التوابين. وذكر البعض أنه كان من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام كانت له صلة تعاون مع المختار وإبراهيم بن مالك. أكثر وقائع كربلاء التي وردت في تاريخ الطبري، وبعض المصادر الأخرى، منقولة عن لسانه .

الحنّاء
خضاب يستعمل لشعر الرأس والوجه لإخفاء الشيب، ولكي يبدو الشخص أقلّ سنّاً. ويستعمل الخضاب وخاصة عند مواجهة العداء، كأسلوب إعلامي لإظهار الجيش الإسلامي بمظهر الشباب. قال الإمام الصادق عليه السلام كما روي الإمام الصادق عليه السلام :"الخضاب بالسواد مهابة للعدو"(بحار الأنوار 73: 100).

وقد تخضّب الإمام الحسين عليه السلام كما روي الإمام الصادق: "خضّب الحسين بالحناء والكتم" وأنه قد قتل وهو مخضّب "قتل الحسين وهو مخضّب بالوسمة"(عوالم الإمام الحسين: 71،ناسخ التواريخ 4: 99). وفي الطفوف خضـّب أنصار الحسين من الكهول محاسنهم ووجوههم بدماهم. وبعد استشهاد مسلم بن عقيل في الكوفة، ظل حبيب بن مظاهر يترقّب الوقت المناسب للالتحاق بأبي عبدالله عليه السلام.

وفي أحد الأيّام كان يسير في سوق الكوفة فلقي مسلم بن عوسجة (الذي كان ذاهباً لشراء الحنّاء) وأخذه جانباً وحدّثه بخبر قدوم الحسين عليه السلام واتّفق هذان الشيخان على الخروج ليلاً من الكوفة إلى كربلاء (وتخضب محاسنهما بالدماء) والتحقا بالإمام في الليلة السابقة أو الثامنة من شهر محرّم (الوقائع والحوادث 2: 99).
حنطة العراق
أو حنطة الري (وردت في كتاب معالي السبطين كلمة "حنطة الري".)وقصـّتها هي أن الإمام الحسين لمّا حذّر عمر بن سعد (قائد جيش الكوفة) من قتاله، وأن لا يلطّخ يديه بدمه، كان عمر بن سعد يتذرع بحجج واهية من جملتها أنّه
قال: لقد وعدت في مقابل قتالك بولاية الري.
فلعنه الإمام وقال: "مما يقر لعيني أنك لا تأكل من بر العراق بعدي إلاّ قليلاً".
فقال مستهزئاً: "يا أبا عبدالله في الشعير خلف" (المناقب لابن شهراشوب 4: 55، مقتل الحسين للمقرّم: 248)،

وهكذا كان الحال إذ أن عمر بن سعد لم ينل حكومة الري بل قتله المختار قبل ذلك.
وجاء في روايات أخرى أن عمر بن سعد قال للحسين قبل واقعة الطف بسنوات: يقول بعض السفهاء أنّي قاتلك! فقال له الحسين: ما هم بسفهاء، بل حلماء، ولكن ممّا تقر له عيني أنك لن تأكل من بر العراق بعدي إلاّ قليلاً.

حنظلة بن أسعد الشبامي
من شهداء كربلاء، وقد ورد أسمه في زيارة الناحية المقدّسة. وهو كوفي، وشبام من بطون قبيلة همدان (أنصار الحسين: 71)، كان حنظلة من وجهاء الشيعة في الكوفة، وكان رجلاً شجاعاً، ومتحدثاً بارعاً، ومعلّماً للقرآن. لمّا وصل الحسين بن علي إلى كربلاء التحق به.

وهو من جملة الشهداء الذين بقوا أحياء حتّى نهاية المعركة، وظلّ يحمي الحسين من سهام ورماح الأعداء، وكان أحياناً يكلّم جيش الكوفة محذّراً وواعظاً.

وفي يوم العاشر استأذن الإمام، بعد استشهاد الكثير من الأنصار، وبرز إلى الميدان وجاد بنفسه في سبيل الله.

حنظلة بن عمرو الشيباني
وهو من شهداء كربلاء، قتل في الحملة الأُولى (أو في المبارزة الفردية على قول آخر). ويعتقد البعض أنّ هذا الشخص هو حنظلة بن أسعد الشبامي نفسه (نفس المصدر: 99).

حواريو الحسين عليه السلام
لكل إمام عدد من الأصحاب الخاصّين الذين يُعبّر عنهم بالحواريين، وجميع شهداء كربلاء هم حواريوّ الحسين عليه السلام، إذ جاء عن الإمام موسى الكاظم أنّه قال: "ثمّ ينادي منادٍ: أين حواريّو الحسين؟ فيقوم كلّ من استشهد معه ولم يتخلّف عنه"(سفينة البحار358:1 ).

الحياة
مفهوم الحياة في قاموس عاشوراء من وجود الإنسان فوق الأرض وكونه يتنفّس، بل أن إمام عاشوراء لا يستسيغ إلاّ "الحياة الطيبة" التي تتسم بالشرف والعزّة، أنّ الموت بعزّة في هذا القاموس "حياة" والحياة الذليلة موت.

هذا الرأي في الحياة مستورث من قول علي عليه السلام "الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين" (نهج البلاغة للشيخ صبحي الصالح: الخطبة 51)، ولما رأى تسلط الجور على حياة المسلمين، قال أبو عبدالله عليه السلام: "لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما" (المناقب لابن شهراشوب 4: 68)، وكان عليه السلام لا يرى الموت إلاّ قنطرة: "فما الموت إلاّ قنطرة…".

ولما عزم على السير من مكة إلى العراق حذّره أشخاص كثيرون من عواقب هذا المسير ومن غدر أهل الكوفة، فكان هو يردد هذه الأبيات:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى
إذا ما نـوى حـقّاً وجـاهد مسـلماً

وواسـى الرجـال الصالحين بنفسـه
وفـارق مثبـوراً وخـالف مُحـرِماً

(مقتل الحسين للمقرم: 199).

وهو ما يدل على أنّه عليه السلام لا يرى الموت في طريق الحق والجهاد والتضحية إقتداءً بالصالحين، عاراً، بل أنّه يرحّب بمثل هذا الموت الذي هو عين الحياة. وإتباع هذه المدرسة يرون الحياة في الموت، والبقاء في الفناء، فالقاسم عليه السلام يرى الموت أحلى من العسل، وعلي الأكبر عليه السلام لما سمع أباه يسترجع سأله: ألسنا على الحق؟ قال: نعم، قال: "إذن لا نبالي بالموت".

وفي ليلة عاشوراء أذن لأصحابه بالانصراف، وقال لهم: أنتم في حلٍّ منّي. فكا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انين الدموع
مشرفة
مشرفة
انين الدموع


عدد المساهمات : 84
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منقول موسوعه عاشوراء الكبرى   منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2009 2:22 am

وألقى الإمام السجاد خطبة حماسية فضح فيها يزيد في مجلسه إذ قال فيها : " أيها الناس، أُعطينا ستّاً وفضّلنا بسبع ؛ أعطينا العلم والحلم والسماحة والشجاعة … فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي . أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا …" (مقتل الخوارزمي 69:2، بحار الأنوار 174:45) .

إنّ مضامين أمثال هذه الخطب التي تبيّن حقيقة الدين وتكشف عن الصورة الحقيقية لخصوم أهل البيت ، وتعكس مظلومية عترة النبي صلى الله عليه آله تعتبر من أهم الوثائق التاريخية في توضيح معالم مسيرة سيد الشهداء في واقعة الطف ، وتشير إلى مدى عمق معرفة أهل بيته ، ودفاعهم الواعي عن الحق .

الخطط العسكرية والإعلامية
تطالعنا في ثورة عاشوراء سلسلة من الخطط العسكرية والإعلامية التي مارسها الإمام الحسين عليه السلام. وقد اتخذت أساليبه العسكرية أما حالة الدفاع أو حالة الهجوم. وتركّز أسلوبه الإعلامي بشكل أساسي على توعية أبناء الأمة ، واستثمار هذه الحركة ما أمكن لإبلاغ رسالته ، سواء في زمنه وما باشره بنفسه منها أم ما تمّ منها بعد استشهاده .

وهناك حقيقة لا يرقى إليها الشكّ ، وهي أنه عليه السلام قد تصرّف في ثورة كربلاء كمقاتل يجيد جميع الخطط العسكرية والدفاعية والإعلامية وبمهارة فائقة. وما يطرح إنما هو مجرّد أمثلة مستخلصة من التأمل في وقائع هذه النهضة ، وهو ما يعكس بوضوح مقدرته الإدارية الرائعة وتنظيمه وتدبيره في تلك الحادثة التي امتزجت فها المشاعر والعواطف بعنصر التعقل، وينقسم هذا الموضوع إلى:

أولا : الخطط العسكرية :
1-الحماية الشخصية : عند لقاء سيّد الشهداء عليه السلام بوالي المدينة، الوليد بن عتبة، بعد موت معاوية ، سار إليه وبرفقته جماعة من شبّان بني هاشم وسيوفهم مسلولة ومخفية تحت ثيابهم ، وأوصاهم بالبقاء خارج الدار فإذا ارتفع صوت الإمام من الداخل . فعليهم باقتحام الدار والعمل بما يأمرهم به(الكامل في التاريخ530:2، مقتل الحسين الخوارزمي 182:1). ولم يكن هذا التدبير الوقائي إلا احترازاً من أي خطر أو سوء قد يبديه الوليد. وذكروا أن المرافقين له بلغ عددهم ثلاثين شخصاً (مقتل الحسين للخوارزمي183:1) .

2-استطلاع التحركات المعادية : لما سار أبو عبدالله مع عياله وأتباعه من المدينة إلى مكّة، أبقى أخاه محمد بن الحنفية في المدينة كعين استطلاعية لموافاته بأيّ تحرّك من جانب السلطة، واطلاع الإمام على ما يجري في المدينة، قائلا له: "أما أنت فعليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عيناً عليهم لا تخفي عنّي شيئاً من أمورهم "(بحار الأنوار 329:44، أعيان الشيعة 588:1) .

3-إفشال محاولة الاغتيال: بلغ الإمام أن يزيد أرسل جماعة بإمرة عمرو بن سعيد الأشدق لقتلة أو القبض عليه . فعمل الإمام على إفشال خطّة الاغتيال لأجل صيانة حرمة الحرم الإلهي ولكي لا يراق دمه في مكة ، فاستبدل الحج بالعمرة وخرج من مكة في الثامن من ذي الحجة (حياة الإمام الحسين 46:3، موسوعة كلمات الإمام الحسين:324) .

4- جمع المعلومات : لما كان الاطلاع على وضعية العدو ، وأخبار الناس المؤيدين له دور فاعل في القرارات التي يتخذها القائد، لذلك اهتم الإمام بالحصول على المعلومات والأخبار الكافية عن الوضع الداخلي في الكوفة ، وكان يحصل على هذه المعلومات ببعض السبل التالية :

أ - الاستفسار من المسافرين القادمين من الكوفة باعتبارهم شهود عيان لما يجري فيها . ومن أمثلة ذلك بشر بن غالب الذي لقي الإمام في ذات عرق ، الفرزدق الذي لقيه في منزل آخر .

ب - مكاتبة أتباعه في الكوفة والبصرة واليمن ( وهي الولايات الأكثر محبة لأهل البيت ) والحصول منهم على الكتب والرسائل التي تتحدث عن أوضاع تلك المناطق ، والدعم الجماهيري الذي قد يتلقاه عند إعلان ثورته . وحتى أنه كان يعرض هذه المعلومات عند الحاجة على الجيش المعادي الذي أغلق عليه الطريق أو تأهّب لقتاله .

5 - المصادرة : أثناء نزول الإمام في منزل التنعيم عند مسيرة إلى العراق ، التقى بقافلة متجهة من اليمن إلى الشام وهي تحمل بضائع نفيسة ليزيد، فصادر الإمام تلك البضاعة لكي لا يكون الطريق آمنا لأتباع يزيد ، وقال للقائمين عليها : من شاء منكم المجيء معنا إلى العراق ندفع له أجرته ونحسن إليه ، ومن أراد مفارقتنا ندفع له أجرته إلى هنا . ففارقه بعضهم ، وجاء بعضهم الآخر معه (تاريخ الطبري 289:4، حياة الإمام الحسين 59:3، الكامل لابن الأثير 547:2)، وهو بهذا الأسلوب أضر باقتصاد حكومة يزيد من جهة ، وحصل على بعض الأتباع من جيش العدو من جهة أخرى .

6-كسب الأنصار : أستثمر الحسين عليه السلام كل فرصة لاستمالة الأشخاص من الجبهة المعادية إلى جبهة الحق . وكمثال على أحد تلك المواقف المتعددة لقاءه مع زهير بن القين في منزل زرود .

7 - تطهير الجيش : أعلن الإمام عدة مرات طوال الطريق إلى الكوفة ، بعد استقرائه لمجمل الأوضاع ، بأنه سيقتل هو وأهل بيته وأنصاره، وكان غرضه من ذلك تطهير جيشه من الأشخاص الذين رافقوه طمعا في المغانم الدنيوية ، ولتبقى معه الفئة الخالصة المتأهّبة للاستشهاد ، والتي تتحلى بالانضباط والطاعة . وقد حصل مثل هذا التطهير في منزل زبالة ، وفي كربلاء في ليلة عاشوراء . ففي منزل زبالة انصرف عنه البعض ، ولكن في ليلة عاشوراء لم ينصرف عنه أحد (الكامل لابن الأثير 549:2) .

8 - إعداد المعسكر : لما نزل الإمام الحسين في كربلاء أمر بضرب الخيام قريبة من بعضها وان تتداخل حبالها فيما بينها ، وان يكون موقفهم أمام الخيام في مواجهة العدو ، قال ابن شهرآشوب في مناقبه : " أمر بإطناب البيوت ، فقرّبت حتى دخل بعضها في بعض ، وجعلوها وراء ظهورهم لتكون الحرب من وجه واحد ، وأمر بحطب وقصب كانوا جمعوه وراء البيوت ، فطرح ذلك في خندق جعلوه والقوا فيه النار وقال : لا نؤتى من ورائنا "(مناقب ابن شهراشوب99:4، الكامل لابن الأثير 560:2) .

9 - تنظيم الجيش : في صبيحة يوم عاشوراء نضّم الإمام الحسين جيشه ونظم أصحابه فما إن فرغوا من صلاة الصبح حتى جعل زهير بن القين قائدا للجناح الأيمن ، وحبيب بن مظاهر على الجناح الأيسر ، ودفع اللواء إلى العباس ، وجعل الخيام وراء ظهورهم وألقوا الحطب في الخندق الذي حفروه وراء الخيام ، وكان هذا الخندق قد حفر في ليلة عاشوراء للحيلولة دون هجوم العدو من الخلف، وأضرموا فيه النار (نفس المصدر السابق ) .

10-إيجاد الموانع : حاولت زمرة من جيش العدو في يوم عاشوراء الهجوم من الخلف حيث الخط الدفاعي ، والتسلل من بين الخيام ( وكانت حبال الخيام من جملة الموانع ) . فتصدى لهم ثلاثة أو أربعة من أنصار الإمام . وأمر سعد بإحراق الخيام . فقال الحسين : دعوهم فليحرقوها ( طبعا الخيم الخالية للأنصار و …الخ ) فانهم إذا حرقوها لا يستطيعون أن يجوّزوا إليكم منها .
فكان كذلك .

وهذا التخطيط تجلى أيضا حتى في اختيار الموضع المناسب لضرب الخيام ، إذ نزل في موضع تكثر فيه التلال لاتخاذها كحواجز طبيعية ضد تقدم العدو ، أو لغرض احتواء هجومه المحتمل من جهة اليسار. كما كان حفر الخندق وإضرام النار فيه كإجراء لإيجاد حاجزا أمام العدو(نفس المصدر السابق :566) .

11-طلب المهلة ليلة عاشوراء للصلاة والدعاء وقراءة القرآن . وهذا الأمر وان كان من الممكن النظر إليه باعتباره أمرا عباديا ومعنويا ، ولكن نظرا لأهمية الدور المعنوي في إذكاء روح القتال لدى المحارب، فقد كان له تأثيره الفاعل ويمكن اعتباره جانبا من التخطيط العسكري . لا سيما أن رؤية الأنصار لمكانتهم في الجنة جعلتهم يتحرقون شوقا للشهادة ، أو أنها دفعت لعضهم للمزاح مثل موقف برير.

12- في اللحظات الأخيرة التي عز فيها الناصر على سيد الشهداء ، أخذ يقاتل راجلا كقتال الفارس الشجاع ، يتقي الرمية ، وينتهز غفلة العدو فيشد عليهم (نفس المصدر السابق :572) .

13- التستر للالتحاق بالحسين : كان عدد من أصحاب الإمام قد قدموا إلى كربلاء مع جيش عمر بن سعد ، وهناك التحقوا بمعسكر الإمام واستشهدوا إلى جانبه . وهذا الأسلوب في التستر يدل على وجود رقابة مشددة آنذاك على مداخل الكوفة للحيلولة دون التحاق أنصار الإمام الحسين بمعسكره ، حتى أنّ بعض الشيعة لم يكن أمامهم من سبيل سوى الوصول إلى معسكر الإمام تحت غطاء المسير مع جيش عمر بن سعد .

14-اتخذ موضع ضرب الخيام ، وتأهب العسكر للدفاع في وسط ذلك الموضع شكلا شبيها بحذوة الفرس ، للسيطرة على مواضعهم وخيامهم ، وليكونوا هم في وسط ذلك الموضع ، ولكي لا يتاح للجيش المعادي محاصرتهم

خصائص منطقة العمليات :
كانت خصائص ساحة القتال في كربلاء على النحو التالي :
1- 1-قريبة من نهري دجلة والفرات .
2- 2-يقع نهر دجلة إلى يسار كربلاء ، ونهر الفرات إلى يمينها .
3- 3-تقع في منطقة مناخها جاف حار ومن أرض العراق ، وتقع إيران إلى الشمال
الشرقي منها ، والحجاز في جنوبها الغربي .
4- 4-المنطقة رملية ، وبعض أجزائها تغطيها الغابات .
5- 5- كثرة النخيل خصوصا جانب نهر العلقمي .
6- 6- تكثر فيها التلال والمرتفعات والمنخفضات .
7- 7- ينبع نهر العلقمي من الفرات ، ويمر قرب الموضع الذي خيم فيه الإمام الحسين .
8- 8- تتميز المنطقة بارتفاع درجة حرارتها في فصل الصيف .
9- 9- تقع كربلاء على أطراف نهر الفرات ومقبرة اليهود .
10- 10- من حيث الموقع الجغرافي ، تتسم المنطقة بأنها منطقة ميتة ومنسية ، وليس لها أي أهمية سياسية أو ثقافية أو عسكرية أو اقتصادية .

خصائص التحرك على أرض المعركة عند سيد الشهداء :
( الانسحاب المؤقت ، في وقت غير متوقع )
1- 1-استغلال عامل الأرض للحرب النفسية .
2- 2-اختيار مساحة الأرض التي تساعد على ابتكار أساليب جديدة في المعركة .
3- 3- اختيار الوقت المناسب ، وسلب ميزة اختيار الوقت من يد العدو .
4- 4- إيجاد حالة من التوازن الدفاعي .
5- 5- تشتيت قوة العدو وجعله يهوي نحو الضعف .
6- 6- الإخلال بالتقسيم العسكري لجيش العدو ، وإرغامه على تغيير موقع قيادته .
7- 7- الأخذ بزمام المبادرة وسلبها من العدو .
8- 8- إيجاد الاضطراب في نظام القرار لدى قادة الجيش المعادي .
9- 9-الانسحاب المؤقت والمدروس .
10- 10-الأخذ بزمام المبادرة فيما يخصّ الأرض .
11- 11-إرغام العدو على اتخاذ مواقف انفعالية .
12- 12-استثمار الغطاء الطبيعي والصناعي في الأرض للاستتار والاختفاء .
13- 13-الحيلولة دون تمركز قوات العدو عند الهجوم ، وأحداث فاصلة جغرافية بين القيادة ومراكز التموين والاتصال .
14- 14-دفع العدو إلى التعجيل في اتخاذ القرار العسكري ، والإبطاء في التنفيذ .
15- 15-سلب العدو القدرة على استثمار عامل الأرض .
16- 16-التضييق على العدو في ميدان العمل ، وخفض ميزان كفاءته .
17- 17-فرض جهة الهجوم وطبيعة التقسيم العسكري للعدو ، بواسطة عامل الأرض .
18- 18-المبادرة إلى أسلوب التعبئة العسكرية وإعادة التحشّد كمّاً وكيفاً .
19- 19-إرغام العدو على كيفية الاستفادة من الأرض (بالصورة المطلوبة) .
20- 20-اتخاذ الموضع والتنظيم اللازم لصدّ الهجوم المعادي .
21- 21-إحراز الاستعداد في جميع الظروف وفي كل وقت، وحرمان العدو منها ، من خلال عامل الأرض .
22- 22-إيجاد الاضطراب في جيش العدو لعدة ساعات من خلال الحرب النفسية وبدون أي تحرك أو إهدار أية طاقة (مستقى من كراس :"تكشيلات توحيدي عاشوراء"27:24، وقد عرض المؤلف هذه النقاط استنادا خارطة ساحة المعركة وتصوير المشاهد ، والوثائق التاريخية) .

مواصفات الجبهة الحربية لأبي عبدالله عليه السلام :
1- 1- اسم المعركة : هيهات منا الذلة .
2- 2- سنة المعركة : عام 61 للهجرة .
3- 3- شهر المعركة : محرم الحرام .
4- 4- يوم المعركة : الجمعة العاشر من محرّم .
5- 5- طبيعة القتال : الجهاد الابتدائي .
6- 6- الهدف من التحرك والهجوم : فضح وجوه النفاق . تشكيل الحكومة .
7- 7- الموقف الحربي : دفاعي .
8- 8- طول الجبهة الدفاعية ( قطر الحذوة ) : 180 مترا .
9- 9- طول محور العمليات : 360 مترا .
10- 10- الفواصل بين الخيام : 2 متر .
11- 11-عدد الخيام 60 خيمة .
12- 12-تشكيلة القوات : بنو هاشم ، والأنصار ، والنساء ، والأطفال .
13- 13-الحالة النفسية والروحية : حب الحفاظ على المبادئ .
14- 14-عدد الفرسان :32 فارسا .
15- 15-عدد الرجالة :40 راجلا .
16- 16-عدد كل القوات المقاتلة :72 مقاتلا .
17- 17-القائد العام : أبو عبدالله الحسين عليه السلام .
18- 18-حامل اللواء : أبو الفضل العباس عليه السلام .
19- 19-قائد الجناح الأيمن : زهير بن القين .
20- 20-قائد الجناح الأيسر : حبيب بن مظاهر .
21- 21-الحالة التموينية : حصار تام .
22- 22-حالة التجهيزات : نقص حاد .
23- 23-حالة الماء والطعام : حصار (إضافة إلى الجوع والعطش) .
24- 24-الموقع الجغرافي : المقتل .
25- 25-وقت وساعة الصفر : بعد ساعتين من الفجر .
26- 26-الرمز السري للهجوم : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
27- 27-نوع التعبئة العسكرية : دائري ، مثلث ، هلالي .
28- 28-عدد مرات الإخلال بتعبئة العدو : ثلاث مراحل ، وانتهت الرابعة منها بالقتال الفردي .
29- 29-الوقت الذي استغرقته المعركة : ثمان ساعات .
30- 30-وقت انتهاء المعركة : غروب ذلك اليوم .

مواصفات الجبهة الحربية لجيش يزيد :
1- 1-اسم المعركة : البيعة الجائرة .
2- 2-هدف المعركة : القضاء على الإسلام المحمدي الأصيل .
3- 3-حالة القوات : كاملة العدد والعدة .
4- 4-الموقع الجغرافي : أفضل المناطق موقعا .
5- 5-الحالة الروحية والنفسية : سبات سياسي عميق .
6- 6-عدد الفرسان : ما لا يحصى من الكثرة .
7- 7-عدد الرجالة : ما لا يحصى من الكثرة .
8- 8-عدد الكلي للقوات : 30 ألفا .
9- 9-قائد العسكر : عمر بن سعد .
10- 10- حامل اللواء : دريد ، مولى عمر بن سعد .
11- 11-قائد الفرسان : عروة بن قيس الأحمصي .
12- 12-قائد الرجالة : شبث بن ربعي .
13- 13-قائد الجناح الأيمن : عمرو بن الحجاج .
14- 14-قائد الجناح الأيسر : شمر بن ذي الجوشن .
15- 15-الحالة التموينية : سريعة وكاملة .
16- 16-وضيعة العدة : تكفي لعدة أشهر .
17- 17-حالة الماء : السيطرة على نهر الفرات .
18- 18-حالة الطعام : يكفي لعدة أشهر .
19- 19-طبيعة الحرب : هجومية .
20- 20-مقارنة القوة : رجحان كمي ( 400 شخص مقابل شخص واحد ) .
21- 21-الاتجاه السياسي والثقافي : النفاق .
22- 22-الرمز السري الأول للمعركة : انهضي يا جيوش الله .
23- 23-الرمز السري الثاني للمعركة : رمي السهم على يد عمر بن سعد .
24- 24-التحشد العسكري : ثلاث مرات .
25- 25-التحشد الأول : مدّور ، مدرّج اليمين واليسار (للمشاة) .
26- 26-التحشد الثاني : الجناح الأيسر ، الفرسان .
27- 27-التحشد الثالث : الجناح الأيمن ، الفرسان .
28- 28-المواجهة الفردية : خطية ، وتعبوية ، وعامة ، وفرسان .
29- 29-مراعاة القوانين الحربية : النقص الكامل .

الأساليب النفسية والاعلامية :
الأساليب التي انتهجها سيد الشهداء عليه السلام طوال مدة ثورته ، وفي يوم عاشوراء ، وكذا الأساليب التي مارسها أهل بيته من بعده كانت كفيلة بالحفاظ على ديمومتها وصيانة صورتها . وكان منهجه عاملا لبثّ المعنويات لدى المشاركين في تلك الملحمة ، وهم الذين فدوا الإمام بكل وجودهم ، وكانت سبباً أيضا في زعزعة اندفاع جيش الكوفة ، وأضحت عنصر إضعاف أو فضح إحباط لدعايات العدو .

ويمكن الإشارة إلى بعض تلك الأساليب كما يلي :
1- 1-عدم الاعتراف بشرعية خلافة يزيد : فقد زعزع الإمام الحسين بواسطة طرحه لهذا الموضوع ، أفكار أتباع يزيد ؛ محطّماً بإحجامه العلني عن البيعة حاجز الصمت الذي ساد تلك الأجواء .

2- 2- شهود الواقعة : اصطحب الإمام الحسين معه في مسيره إلى كربلاء النساء والأطفال ليكونوا شاهدا حيّا في تسجيل جميع المواقف والوقائع التي شاهدوها للحيلولة دون تحريف حقيقة الثورة ومسخ صورتها الأصلية، إضافة إلى أن وجود النساء والأطفال في قافلته كان له دور عاطفي تحريضي ضد الأمويين على طول طريق سفره ، وحتى من بعد استشهاده وفي فترة السبي أيضا .


3- 3- مكاتبة وجهاء الكوفة والبصرة وزعماء القبائل ، وإيفاد المبعوثين إلى الكوفة للاتصال بقواعد المؤيدين والأنصار .

4- 4- تقييم الآراء : حساب الظروف المساعدة على اتخاذ أي إجراء في الكوفة من خلال إرسال مسلم بن عقيل إلى هناك لتقييم الوضع العام للأتباع ومن كتب له الكتب والرسائل ، والطلب من مسلم بن عقيل إعلامه بدقة عن أوضاع الكوفة ومدى التزام الناس بالعهود والمواثيق .


5- 5- شرعية الثورة : ربط الإمام حركته السياسية هذه ضد السلطة الأموية بالتكليف الشرعي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبإحياء سنّة النبي صلى الله عليه وآله ، ليضفي بهذا الربط الشرعية على ثورته، ويصمّ الخلافة آنذاك بعدم الشرعية، والتعارض مع السنة النبوية .

6- 6- استثمار الجانب العاطفي : لما كان المسلمون يعتبرون الحسين بن علي عليه السلام ابن النبي وفاطمة ، فقد استثمر الإمام هذا الشعور العاطفي في قلوب الناس سواء لغرض استقطاب الأنصار أم لسلب دافع الحرب لدى العدو ، وفضح ماهية السلطة الحاكمة . وهذا الأسلوب مارسه الإمام بنفسه ، ومارسته من بعده زينب أيضا ، وسار عليه الإمام السجاد وسائر أهل البيت . وحتى ارتداء البردة ودرع وعمامة رسول الله وتقلد سيف ذي الفقار ، والتذكير بقرابته من الرسول كان له فعله في إثارة العواطف الدينية لدى الجيش المعادي ، وكأداة إعلامية ونفسية مجدية.


7- 7- إتمام الحجة : لجأ – سلام الله عليه – لإلقاء الحجة وإتمامها ، عدة مرات لغرض انتزاع أي سبب للتعلل والاعتذار والتبرير والتأويل ، للحيلولة دون إراقة دمه من جهة ولغرض استمالة الأنصار إلى جبهة الحق من جهة أخرى ، فكان يستند تارة على حسبه ونسبه كما أكد على هذا الجانب في خطبته التي ألقاها في صبيحة يوم عاشوراء ، وكان غرضه منها زعزعة دوافع الخصم حين قال : " فانسبوني فانظروا من أنا ، ألست …؟ ألست …؟" (الكامل لابن الأثير 561:2) .

وكان كلامه ذاك إزالة لكل شبهة ، وتجريدا للخصم من سلاحه الدعائي .
8- 8- الإعداد النفسي : كان الإمام قد أعد أنصاره وأهل بيته من الوجهة النفسية لتقبّل نتائج واقعة عاشوراء . وكانت خطبه وأحاديثه تخلق لدى الأنصار اندفاعا نحو الشهادة ولدى أهل بيته حوافز للصبر والتحمل ، مزيلاً كل غموض يكتف المسير والهدف والمصير .

9- 9- الاستقطاب العاطفي : وقد تجلى هذا السلوك في موقفه إزاء جيش الحر الذي كان يشكو العطش في ظهيرة النهار ، إذ سقاهم بأجمعهم ، ومن بعدها أقيمت صلاة الجماعة بإمامته وتحدث خلالها إلى جيش الحر بأسلوب توجيهي وإرشادي مزج فيه اللين بالتوعية . فكان لذلك الموقف دوره في اجتذابهم عاطفيا ، وهو ما ادى بالحر في نهاية المطاف أن يلتحق بمعسكر الحسين .


10- 10- التعويض عن الكمية بالكيفية : مع أن أنصار الإمام في كربلاء كانوا قلة قليلة إلا أنه عوّض عن قلة العدد بالنوعية الممتازة ، والمعنويات العالية التي خلقها لدى أتباعه بخطبة طوال الطريق ، أو بواسطة إراءة أماكنهم في الجنة ، وكذلك مواقف الأصحاب التي أعلنوا فيها عن استعدادهم للتضحية بالأنفس في سبيله .

11- 11- تقوية البعد المعنوي : كان طلب المهلة ليلة عاشوراء وقضاء تلك الليلة بمناجاة الله والعبادة وتلاوة القرآن ، عنصرا مفيدا في تقوية الروح المعنوية في تلك الليلة التي سبقت المعركة ، ودفعت بالأنصار إلى ترقّب الشهادة بشوق والى المزاح مع بعضهم ، لأنهم لم يكونوا يجدوا بينهم وبين الجنة سوى ضربات السيوف .


12- 12- مخاطبة العدو : إن الخطب التي ألقيت في يوم عاشوراء في ساحة المعركة بصوت جهوري من قبل الإمام وأكابر أنصاره ، كان بمثابة نوع من إتمام الحجة ، والكلام الأخير لزعزعة صفوف العدو ، وإغلاق السبيل أمام أي تبرير في المستقبل ، والسعي لإيقاظ الضمائر الميتة .

13- 13-الرجز : كما واستغل الرجز الحماسي من قبل الإمام وأنصاره في المبارزة الفردية أو في المعركة الشاملة لتقوية عزائم المقاتلين ، والاستهانة بالعدو ، وهو في الوقت نفسه يكشف عن دوافع وأفكار وإيمان الذين ناصروا الحسين .


14- 14- دور السبايا : بعد الواقعة استغل السبايا كل تحشّد جماهيري في الكوفة ، وفي مجلس ابن زياد ، وفي الشام ، ودمشق ، وحتى في مجلس يزيد ، لإبلاغ رسالة الشهداء إلى الأمة ، وقدّموا أنفسهم للناس وعرّفوهم بشخصية الحسين ، إضافة إلى فضح الحكّام.وقد انتهجوا هذا الأسلوب في الخطب وفي المواقف الأخرى الفردية .

15- 15- مجالس الذكر : بعد عودة أهل البيت من كربلاء إلى المدينة أخذوا يقيمون المآتم ومجالس العزاء ويذكرون فيها على الدوام حادثة عاشوراء والفجائع التي ارتكبها جيش الكوفة . وكان من أبرز تلك المواقف هو ذكر الإمام السجاد للحسين وكيفية استشهاده بشفاه عطشى ، وهذا الذكر يكون أثناء شرب الماء ، أو عند رؤية ذبح الخراف .


16- 16- ثقافة البكاء والعويل : أكد أئمة الشيعة كثيرا على ضرورة ذكر حادثة عاشوراء على الدوام وإبقائها حية في الأذهان . واتخذت ثقافة الذكر هذه قالبها في مفاهيم شتى من قبيل : البكاء ، والنياح ، وقراءة المراثي ، والزيارة ، وتربة سيد الشهداء، وسقي المولود الجديد بماء الفرات أو تحنيكه بتربة الحسين ، وذكر عطش الحسين حين شرب الماء ، وإقامة المجالس العزاء على مصائب أهل البيت ، وما شابه ذلك. وقد أدت هذه الثقافة إلى صيانة تلك الملحمة وإبقائها حية إلى الآن .

وعلى العموم فان ثورة عاشوراء قد اتخذت لنفسها أساليب ومحاور سواء في البعد العلمي أم النظري ، بهدف :
1- 1-إيصال رسالة الثورة إلى الجميع .
2- 2-كشف وفضح المنافقين المتسللين إلى المناصب والمسؤوليات الحكومية ، على المدى البعيد .
3- 3-إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإصلاح الفساد الاجتماعي .
4- 4-بلورة منهج المواجهة السياسية الثقافية للأجيال القادمة .

وقد أكد أئمة الشيعة وأتباع مدرسة عاشوراء على طرح هذه المفاهيم ، وأحيوا بذلك تلك الملحمة الخالدة التي كانت على الدوام عاملا للوحدة وعنصرا للإرشاد والتوجيه ، وأصبح الاندفاع نحو الشهادة ، وزيادة الوعي السياسي واتّحاد التيارات المؤمنة بولاية وقيادة الأئمة من جملة نتائج هذه الاتجاه .

الخطيب

هو الشخص الذي يلقي الخطبة . وفي قصر يزيد قام خطيب البلاط متحدثا أثناء وجود أهل البيت ، وانبرى يمدح يزيد ويسبّ عليّاً والحسين عليهما السلام فصاح به الإمام السجاد : "ويلك أيها الخاطب ! اشتريت مرضاه المخلوق بسخط الخالق ، فتبوّء مقعدك من النار" (حياة الإمام الحسين 385:3) .

الخلخال
نوع من الحلي الذهبية أو الفضية على شكل حلقة توضع على الساق فوق القدم . ينقل عن فاطمة بنت الحسين أن جيش عمر بن سعد حسين هجم على الخيام من بعد استشهاد الحسين عليه السلام ، نهب كل ما فيها ومن جملة ذلك انهم سلبوا خلخالين من أرجلها (بحار الأنوار83:45) .

والراوي لهذه القضية وللحديث الذي جرى بين بنت الإمام الحسين عليه السلام والرجل الذي سلبها هي بنت الإمام الحسين نفسها (أمالي الصدوق :140) .

الخنجر والحنجرة
غالبا ما تستخدم هاتان الكلمتان في الشعر بسبب ما بينهما من تجانس ؛ وتتحدثان عن حز رأس الإمام الحسين بخنجر الشمر أو خنجر سنان .

الخندق
وهو ما يحفر حول منطقة أو مدينة ويكون له عرض وعمق لا يسمح بعبور الفرسان ولا الرجالة ويُملأ عادة بالماء أو النار ، أو يترك خاليا . والغرض منه هو إعاقة تقدم العدو ، وكمصدّ لهجمات الخصوم .

وفي واقعة كربلاء استخدم الخندق أيضا كخطة عسكرية ، فلما رأى الحسين أن الحرب على وشك الوقوع ، أمر بحفر خندق حول المعسكر والخيم ، وأن تلقى فيه النار لتكون مواجهة العدو من جهة واحدة ، ولكي لا يباغتوا من الخلف . فانبرى كل منهم يعمل حتى حفروا خندقا والقوا فيه الشوك والحطب وأضرموا فيه النار(مقتل الخوارزمي 248:1، واقعة الطف :201) .

خولي
هو خولي بن يزيد الأصبحي من أشقياء الكوفة ومبغضي أهل البيت عليهم السلام بعد سقوط الإمام الحسين عليه السلام على الأرض تقدم ليحتز رأسه. وذهب هو وحميد بن مسلم الأزدي بالرأس إلى ابن زياد لكن الوقت كان متأخّراً وباب القصر مغلقا فاضطر إلى أخذ الرأس إلى داره وإخفائه هناك.

كان لهذا الرجل زوجتان ، لما علمت إحداهما بأنه قد آتى برأس الحسين إلى الدار غضبت عليه ولم تجتمع بعدها وإياه في فراش واحد.

بقي خولي في أيام المختار متخفّياً ، إلا أن زوجته الأخرى واسمها عيوف بنت مالك دلّت عليه أصحاب المختار. وكانت هذه المرأة قد غضبت عليه منذ أن جاء برأس الحسين . فأخذوا خولي وقتلوه(أعيان الشيعة 612:1، بحار الأنوار 125:45) .
وفي الليلة التي أخذ فيها خولي الرأس الشريف إلى داره ، رأت زوجته نوراً من التنور(مقتل الحسين للمقرم :391) .
الخيزران

قضيب كان بيد يزيد يشير فيه إلى رأس الإمام الحسين عليه السلام ويضرب به على شفتيه وأسنانه . فقال له أبو برزة : يا فاسق ارفع القضيب عن هاتين الشفتين، فوالله إني رأيت رسول الله يقبّلها(مناقب ابن شهراشوب 114:4)، وجاء في زيارة الإمام الحسين عليه السلام : " السلام على الثغر المقروع بالقضيب ".

دار الإمارة
ويراد بها مقر الحاكم أو الأمير، وكانت تقام في أغلب المدن التي يوجد بها أمير أو وال إلى جانب المسجد، لكي لا تكون بعيدة عن موضع إقامة الصلاة وإلقاء الخطب، وفي الكوفة كانوا يطلقون على مقر إقامة ابن زياد، اسم دار الإمارة، أما الاجتماعات العامة فتقام في المسجد الجامع، وبعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام جيء بسبايا أهل البيت إلى هذا الموضع في الكوفة، وجرى فيه ذلك الكلام بين ابن زياد والعترة الطاهرة.

تعتبر بناية دار الإمارة في الكوفة هي أقدم بناية حكومية شيدت في الإسلام. بناها سعد بن أبي وقاص: "وقد اندثرت معالمها كما اندثرت جميع معالم الكوفة ما عدا الجامع. وقد اهتمت مديرية الآثار العامة في العراق بالتعرف عليه فكشفت في مواسم مختلفة أسسه. وقد أظهرت نتائج الحفريات التي أجريت عليه أنه يتألف من سور خارجي يضم أربعة جدران تقريبا طولها 170 مترا ومعدل سمكها 4 أمتار، وتدعم كل ضلع من الخارج ستة أبراج نصف دائرية باستثناء الضلع الشمالي حيث يدعمها برجان فقط والمسافة 60/24 متر وارتفاعها حوالي 20 مترا أن البناء المحكم والهندسي لهذا القصر جعله محمي من كل غزو خارجي.

وتقع إلى جانب أبوابه الرئيسية غرف أعدت للسجن منه مطابخ القصر". (حياة الإمام الحسين بن علي 2: 753 (الهامش)).

دار الخلافة
وهو القصر الذي يسكنه الخليفة، كما ويطلق هذا الإسم أيضا على المدينة التي تتخذ كمقر للخليفة، وتسمى كذلك بدار الحكومة.

بعد مقتل الإمام الحسين وسبي أهل بيته سر الطاغية يزيد سرورا بالغا بسبايا أهل البيت، فأوقفهم موقف السبي بباب المسجد مبالغة في إذلالهم وإهانتهم، وربطوهم بالحبال بصورة جماعية أدخلوهم إلى مجلس يزيد بصورة مهنية. (حياة الإمام الحسين بن علي 3: 376).

وتقع دار خلافة يزيد قرب المسجد الجامع في دمشق.

الدرع

وقاء يصنع من مسامير صغيرة أو حبّات معدنية دقيقة على هيئة السلسلة المترابطة، ويلبس في الحرب. كما ويستعمل أيضا في التعازي والتشابيه، وعروض المآتم إلى جانب السيف والترس والمغفر، مما يعكس بعض مشاهد يوم الطف.

دروس من عاشوراء
لا شك أن واقعة الطف كانت من أعظم الحوادث في تاريخ البشرية، والتي عرّفت المسلمين على القيم النبيلة ومفهوم الحياة الهادفة، وخلقت أو رسخت لديهم حوافز المجابهة لحفظ كرامة الإنسان ورفض التسلّط الجائر. وقد انتفع المسلمين وسائر بني الإنسان من العبر الكامنة في تلك الحركة الدامية على قدر معرفتهم بها، وكلما تعمقت لديهم تلك المعرفة كانوا على نفس تلك الدرجة من العزّة والعظمة والقدرة على زعزعة ركائز حكومة الطواغيت.

الدروس التي يمكن استخلاصها من عاشوراء كامنة في أقوال الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وفي سلوكهم ومعنوياتهم، وفي تأثير تلك الواقعة في فكر وحياة المسلمين، وخلود تلك الملحمة ومعطياتها على مدى التاريخ، ومن يتأمّل أحداث هذه الواقعة، يتعرّف على عبرها ودروسها، وقد أُشير في ختام هذا المعجم وفي نهاية الكثير من العناوين والمداخل إلى أمثال هذه الدروس المستقاة من واقعة الطف، ويمكن في هذا الصدد مراجعة المواضيع التالية: معطيات ثورة عاشوراء، والتحرر، وأهداف ثورة عاشوراء، والإيثار، والبصيرة، والكرب والبلاء، والخطط العسكرية الإعلامية، والجهاد، وسرّ خلود عاشوراء، والحياة، والزيارة، وشعارات عاشوراء، وحب الشهادة، وشيعة الإمام الحسين، وعاشوراء في نظر الآخرين، وعاشوراء والأمر بالمعروف، وعاشوراء والسقيفة، والصبر، وعلى الإسلام السلام، والفتح، والشهامة وثقافة عاشوراء، والفوز، والقربان، وكل يوم عاشوراء، وماهية ثورة كربلاء ، والمدائح والمراثي، والصلاة، وثورة أم تمرّد، والوارث، والوفاء، والهجرة، وهل من ناصر؟، وهيهات منّا الذلّة، وأما النصر وأما الشهادة، ويا ليتنا كنّا معك، وما إلى ذلك من العناوين الأخرى.

دُرَيد
اسم حامل لواء عمر بن سعد يوم عاشوراء .
دعبل الخزاعي
أبو علي، دعبل بن علي بن رزين الخزاعي الكوفي الشاعر، صاحب القصيدة التائية المعروفة باسمه في رثاء مظلومية أئمّة الشيعة، يعتبر في عداد شعراء مراثي عاشوراء الكبار، عاش أكثر حياته في بغداد، وأغلب شعره في هجاء خلفاء الجور والذبّ عن أهل البيت عليهم السلام.

ولد هذا الرجل الشيعي النابغ في الشعر عام 148 هـ ، وظل ينافح وينازل في الذبّ عن البيت النبوي الطاهر، ويجاهر بموالاتهم. استشهد بمؤامرة من والي دمشق عام 246 هـ عن 98 عاما، وقبره في "زويلة" قرب حدود السودان!
وقد أهدى إليه الإمام الرضا قميصه بسبب قصيدته تلك وإضافة إلى أنه شاعر، فهو عالم بالحديث والتاريخ والكلام.
الدفن في كربلاء
للدفن في أرض كربلاء المقدسة فضيلة عند الشيعة. ومن يدفن في كربلاء في حائر الحسين تشمله الرحمة الإلهية. والكثير من العلماء والأكابر يوصون بدفنهم هناك، وحتّى من يدفنون في موضع آخر تنقل أجسادهم ثانية كربلاء. وهناك أمثلة كثيرة على هذا، منها والد السيد الرضي جامع نهج البلاغة.
(الغدير للأميني 2: 263- 286).

إلا أن هناك آراء مختلفة في حدود هذا الاستحباب ومداه مرهونة بحدود الحرم الذي روي أنه من فرسخ واحد إلى خمسة فراسخ.

الدم
أغلى وأثمن شيء في جسد الإنسان، إذا فُقِد فُقِدت معه الروح. وعلى هذا فمن يبدي استعداده لبذل دمه في سبيل الدين والعدالة، فهو مستعدّ للتضحية، وهذا هو "حب الشهادة" الذي يعد في مقدمة ثقافة عاشوراء.

فالذي يبذل دمه ويضحي بنفسه عزيز وخالد، إضافة إلى أنه يثور في سبيل الدماء التي أريقت ظلما، وهو يحاكي في موقفه ذاك موقف الإمام صاحب الزمان، لأن المهدي المنتظر ينتقم عند ظهوره لقتلى كربلاء "أين الطالب بدم المقتول بكربلاء" أضف إلى أن من يستلهمون العزم والتضحية من دماء الشهداء، هم أتباع صادقون لمدرسة الشهادة.
لقد أعلن سيد الشهداء منذ بداية مسيره نحو كربلاء: "من كان باذلا فينا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا" (مقتل الحسين للمقرم: 194)، وهذه إشارة إلى ثقافة الشهادة.

ومن هنا تنبثق قداسة دماء الشهداء لأنهم يتعاملون مع الله، ومن حقهم أن يُغفر لهم مع أول قطرة تراق من دمهم: "أول ما يُهراق منه دم الشهيد يغفر ذنبه كله إلا الدَيْن"(ميزان الحكمة 5: 192).

فقطرة الدم التي تراق في سبيل الله، وقطرة المع التي تسكب من خشية الله هي أحب القطرات إلى الله، وقطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبدا إلا الله".(نفس المصدر السابق: 187).

الدم العبيط

ورد في الروايات ظهور آيات عجيبة في الأرض والسماء بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام في عصر يوم العاشر من المحرم، بقى بعضها قائما مدة من الزمن، ومن جملة تلك الدلائل والآيات هو الدم العبيط، حيث ورد في الروايات أنه حصل في بيت المقدس أنهم لم يرفعوا حجرا ولا مدرا إلاّ ووجدوا تحته دماً عبيطاً وأمطرت السماء ثلاثة أيام دماً (بحار الأنوار204:45، وإثبات الهداة للحر العاملي 180:5، وأمالي الصدوق:142)، إن مطر السماء دماً، إضافة إلى انبعاث الدم من الصخور هو بمثابة رثاء الأرض والسماء لاستشهاد أبي عبد الله.

نقل عن أبي سعيد قوله في الدم العبيط: "ما رفع حجر من الدنيا إلا وتحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دما بقى أثره في الثياب مدة حتى تقطعت".(إحقاق الحق462:11 و482).

وجاء بشأن رؤيا أم سلمة بأنها رأت الرسول صلى الله عليه وآله في المنام، وقال لها: انظري في القارورة التي عندك وفيها التراب، إذا صار ترابها دما عبيطا فاعلمي أن الحسين قد قتل.

دمشق
أكبر مدينة سورية، كانت لها مكانة تاريخية وثقافية عريقة، فتحها المسلمون عام 13 للهجرة، وحكمها معاوية مدة 31 سنة. وفيها الجامع الأموي، وهو من أكبر المساجد عند المسلمين (دائرة المعارف الإسلامية 9: 246).وفي هذه المدينة أخذوا سبايا أهل البيت إلى يزيد، وفيها أيضا قبر رقية بنت الإمام الحسين، وفي العصور الإسلامية الأولى كان أهلها يبغضون عليّاً عليه السلام وأهل بيته بسبب تأثير الدعاية الأموية البغيضة، وأبرز مثال على ذلك هو سلوك أهالي الشام مع سبايا آل البيت.


الدور
وهو الواجب أو البرنامج الذي يؤديه كل واحد من الأشخاص المشاركين في العزاء أو المسرح أو الفلم أو الشبيه، فيقوم أحدهم مثلا بدور الإمام الحسين وآخر بدور الشمر، وآخر بدور عمر بن سعد، وآخر بدور الحر، وما شابه ذلك.

دور العدو
وهو الدور الذي يؤديه بعض الأشخاص في التشابيه أو التعازي بصفة المعادي لأهل البيت، من أمثال شمر، وسنان، وابن زياد، ويطلق هذا الاسم في التشابيه على من يمثّل دور الشمر، والحارث، وابن سعد، ويتحدث بأسلوب عنيف وبلهجة المتسلّط الظالم، ويتكلم على نمط خاص من الإيقاع.

دير الراهب (دير ترسا)

اسم لموضع في أرض الشام مرّ به سبايا أهل البيت، وكانت رؤوس الشهداء برفقة القافلة. وفي الطريق نزلوا في موضع يقال له "قنّسيرين" وعنده دير يتعبد فيه راهب، ولما وقع نظر الراهب وهو في صومعته على رأس الإمام الحسين عليه السلام رأى نورا يصعد منه إلى السماء.

فأعطى لحامل الرأس عشرة آلاف درهم ليبقي عنده الرأس تلك الليلة. وفي تلك الليلة رأى الراهب من تلك الرأس عجائب وكرامات أسلم على أثرها. (المناقب 4: 60، بحار الأنوار 45: 172، إحقاق الحق 11: 498، إثبات الهداة 5: 193).ويقع هذا الدير حاليا على الطريق بين سوريا ولبنان، فوق مرتفع يشرف على الطريق.

ديزج
إبراهيم ديزج، وهو الشخص الذي أمره المتوكل العباسي بتفريق الشيعة وإنهاء تجمعهم حول قبر سيد الشهداء عليه السلام، وهدم القبر. وكان معه في تلك المهمة إبراهيم المغربي، واستخدموا لهذا الغرض عمالا لكنهم لم يفلحوا في هدم القبر، فجاءوا بالأبقار لحراثة الموضع، لكن الأبقار أحجمت عن المسير فيه. ولما واجه هذان الرجلان كل هذه المواقف، علما أنها موجودة في الكتب. (المناقب 4: 64، بحار الأنوار 45: 394).

وكان ديزج يهوديا، وأسلم ظاهريا، وشارك شخصيا في هذا العمل وأخذ معولاً بيده وبدأ بهدم القبر. ووقع هذا في عام 236 هـ . (تتمة المنتهى للمحدث القمي: 239).
ذات عرق
اسم لمنزل بين مكة والعراق، يبعد عن مكة مسافة منزلين، وهو ميقات إحرام القادمين من شرقي مكة. (مقتل الحسين للمقرم: 204). وعرق اسم منزل على طريق مكة يدخل منه العراقيون إلى مكة. وهو من المنازل التي مر بها سيد الشهداء بعد وادي العقيق، وتوقف فيه يوما أو يومين. ثم شد رحاله وواصل المسير. وفي هذا المنزل لقي الإمام بشر بن غالب وكان قادما من العراق، وسأله عن وضع العراق. فقال له: القلوب معك والسيوف عليك. وسار الإمام إلى المنزل التالي وهو "غمرة" (الحسين في طريقه إلى الشهادة: 31). ومن هذا المنزل بعث كتابا إلى أهل الكوفة يخبرهم فيه بنبأ قدومه إليهم، أنفذه إليهم بواسطة
الذاكر
من يتحدث عن مصائب أهل البيت ويبكي السامعين، سواء كان مداحا، أم قارئا، أم خطيبا.
"ذاكر أهل البيت" عنوان يبعث على الفخر لمن يذكر فضائل ومصائب أهل البيت، ويفضح أعداء آل الرسول ويفشل محاولاتهم في إسدال ستار النسيان على ظلمهم لأهل البيت.

كان الأئمة يحثون على ذكر الأئمة وشهداء كربلاء، وكانوا هم ممّن يذكر ويحيي واقعة كربلاء ومظلومية أهل بيت النبي ويبكون عليها. قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "من ذُكِرنا عنده ففاضت عيناه، حرم الله وجهه على النار". (بحار الأنوار44: 285).


الذبيح
بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام احتزّوا رأسه، حيث وضعوا السيف على النحر الذي كان موضع تقبيل رسول الله صلى الله عليه وآله. لهذا أُطلق عليه أيضا لقب "الذبيح".

ونقل عن زينب الكبرى أنها وصفته بـ "محزور الرأس"، وجاء في بعض كتب المقاتل أن زينب احتضنت جسد أخيها عند الوداع وقبّلت نحره المذبوح، مودعة ذلك الجسد المضرج بالدماء. (معالي السبطين 2: 55).
ذكر الحسين عند شرب الماء

لقد ترك استشهاد الإمام الحسين عليه السلام عطشا لوعة في قلوب محبّيه جعلتها تذكر عطشه مع رؤية كل نهر أو عين ماء ومع تناول أي ماء أو شراب لذيذ، لأن الماء يثير ذكريات عطش يوم الطفّ ومن استشهدوا فيه وهم عطاشى. قال الإمام الصادق عليه السلام: "ما شربت ماءً بارداً إلاّ وتذكرت عطش الحسين بن علي". وقال أيضا: "ما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلاّ كتب له مائة ألف حسنة وحطّ عنه مائة ألف سيئة".(آمالي الصدوق: 122).ولهذا فإن الشيعة يذكرون الحسين عليه السلام عند شرب الماء ويسلّمون عليه قائلين: "السلام على الشفاه الذابلات. سلام الله على الحسين وأصحابه". ويكتبون على أماكن توزيع الماء في الصيف وعلى خزانات الماء البارد في أيام محرم: "اشرب الماء والعن يزيد" أو "أشرب الماء واذكر عطش الحسين" ونسب إليه عليه السلام أنه قال:


شيعتي ما أن شربتم عذب ماء فاذكروني

أو سـمعتم بغريب أو شـهيد فاندبـوني

(الخصائص الحسينية للشوشتري: 99).


ذكر المصيبة
سنّة لإحياء ذكر الأئمة، والإبقاء على واقعة عاشوراء ماثلة في الأذهان. وهذا الذكر سواء جاء كمقطع في ختام الحديث والموعظة، أو بشكل مستقل، فهو يشرح أحداث كربلاء وكيفية استشهاد الإمام الحسين وأنصاره وسائر الأئمة، بشكل يثير الأسى، ويوجب البكاء على سيد الشهداء. وتنقل الحوادث التي تروي من كتب المقاتل، ولا بدّ أن يعول هذا النقل على المصادر المعتبرة والأشعار الصحيحة لكي لا تكون فيه إساءة لمقام المعصومين ومنزلة أهل بيت العصمة.

بقي الإمام السجاد عليه السلام يبكي عشرين سنة لذكر مصيبة عاشوراء ويقول: "إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة"(بحارالأنوار 45: 109). بمعنى أن ذكر تلك الواقعة، والحديث عن تلك المظلومية يكفي لإبكاء المستمعين ولا حاجة لخلط الذكر بالأكاذيب والروايات التي لا أساس لها من الصحة.

إن ذكر المصيبة يؤدي إلى تكريس مفهوم ثورة الحسين، وإلى توطيد الصلة القلبية والعاطفية للشيعة مع سيد الشهداء. ويفشل مخطط العداء في محو آثار جريمتهم، وينشأ عنها مجتمع يناصر أهل البيت ويخاصم الظالمين (بحار الأنوار 44: 278)ومن الطبيعي أن يكون الخطباء والقراء أهلا لهذا الموقع الحساس، يبدون الدقة الكافية في محتوى المراثي التي يلقونها ويلزمون بنصائح الأكابر بشأن هذه المهمة.


ذكرى يحيى
ثمة أوجه شبه بين شهادة الإمام الحسين عليه السلام وشهادة بعض الأنبياء، ومن جملة ذلك الشبه بين مقتله ومقتل النبي يحيى بن زكريا ، فرأس يحيى قد وضع في طشت من الذهب وأرسل إلى امرأة بغي (بحار الأنوار45: 299) ، و كذلك رأس الإمام الحسين عليه السلام أرسل بعد مقتله إلى ابن زياد وإلى يزيد بطشت من الذهب.

وقد انتقم الله لدم يحيى أن سلط على أولئك القوم "نبوخذ نصّر" فقتل منهم سبعين ألفا (نفس المصدر)، وأوحى الله تعالى إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله: أنني قتلت في مقابل قتل يحيى سبعين ألفا، وسأقتل لقاء قتل ابن بنتك ضعف هذا العدد (عوالم الإمام الحسين: 607). ومثلما وضعوا رأس يحيى في طشت، ذبحوا الحسين بن علي أيضا في كربلاء (المناقب لابن شهراشوب 3: 253). ولعل هذا التشابه هو الذي جعل الإمام الحسين يذكر يحيى بن زكريا في كل موضع يحل فيه أو يرحل عنه، وقال في أحد الأيام، أن من هوان الدنيا أن يهدي رأس النبي يحيى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل (عوالم الإمام الحسين: 608، بحار الأنوار 45: 298).

ذو الجناح
اسم فرس الإمام الحسين عليه السلام الذي ركبه يوم عاشوراء. سمي بذي الجناح لسرعته. بعد سقوط الإمام الحسين على الأرض صار هذا الفرس يذبّ عنه ويهجم على فرسان العدو وقتل جماعة منهم (المناقب لابن شهر أشوب 4: 58)، بقى الحسين على ظهر الفرس غاية جهده، واستمر يحارب ويقاوم. لكنه سقط آخر الأمر من على ظهر الجواد على أرض الطفوف.

بعد مقتل الإمام لطّخ الفرس ذؤابته بدمه، وتوجه نحو الخيام وهو يصهل ويضرب الأرض برجله ليخبر أهل البيت باستشهاده، فعرفت النساء مقتل الإمام وعلا صراخهن(بحار الأنوار45: 60).

جاء في بعض الأخبار أن فرس الإمام هام على وجهه بعد استشهاد الإمام وابتعد عن النساء وألقى بنفسه في نهر الفرات واختفى (تذكرة الشهداء لملا حبيب الله الكاشاني:353).

ذُكر هذا الجواد في زيارة الناحية المقدسة باسم "الجواد": "فلما نظرن النساء إلى الجواد مخزياً والسرج عليه ملوياً خرجن من الخدور ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات، وللوجوه سافرات، وبالعويل داعيات…".
وجاء في رواية أخرى أن هذا الفرس كان يتمتم من بعد مقتل الحسين عليه السلام ويقول: "الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها" (بحار الأنوار 44: 266).

ذو حُسَم
اسم منزل بين مكة والكوفة. فلما ترآت للإمام الحسين طليعة جيش الكوفة القادم لقتاله، سار بقافلته صوب ذي حُسَم، وحطّ فيه قبل وصول العدو. وفي هذا الموضع لقيه الحر وجيشه. فأمر الإمام أن يسقى الجيش والخيل بعد ما كانوا قد نالهم التعب والعطش طوال الطريق. ثم خطب بهم الحسين عليه السلام. وعند حلول الظهر نادوا الصلاة جماعة، فصلى الحسين وصلى خلفه الحر وجيشه (مقتل الحسين للمقرّم: 215).
رائحة التفاح
كان من الشعارات التي يتغنّى بها منادي قافلة زوّار الحسين هو: تأتي رائحة التفاح من أرض كربلاء. ومن المعروف أيضاً إن الذين يتّجهون في الصباح الباكر لزيارة كربلاء يشمون عطر التفاح الجنة . ولهذا الكلام جذور مستوحاة من الأحاديث ، فقد جاء في كتاب بحار الأنوار:

إن الحسن والحسين دخلا على رسول الله صلى الله عليه وآله وبين يديه جبرائيل، فجعلا يدوران حوله يشبّهانه بدحية الكلبي . فجعل جبرائيل يومي بيديه كالمتناول شيئا، فإذا في يده تفاحة وسفرجلة ورمّانة فناولهما وتهللت وجوههما، وسعيا إلى جدهما فأخذها منهما فشمها ، ثم قال : صيرا أمكما بما معكما فصارا كما أمرهما ، فلم يأكلوا حتى صار النبي إليهم ، فأكلوا جميعا ، وكلما أكلوا منها عادت كما هي حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله .

قال الحسين : فلم يلحقه التغيير والنقصان أيام فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، حتى توفيت ، فلما توفيت فقدنا الرمان ، وبقي التفاح والسفرجل أيام أبي ، فلما استشهد فقد السفرجل وبقي التفاح على هيئته بعد استشهاد الحسن عليه السلام بالسم ، وبقيت التفاحة إلى الوقت الذي منعت فيه من الماء فكنت أشمّها إذا عطشت فيسكن عطشي ، فلما اشتد علي العطش عضضتها وأيقنت بالفناء .

قال علي بن الحسين عليهما السلام : سمعته يقول ذلك قبل قتله ساعة ، فلما قضى نحبه وجد ريحها في مصرعه . فالتمست فلم ير لها أثر . فبقي ريحها بعد الحسين عليه السلام ولقد زرت قبره فوجدت ريحها يفوح من قبره . فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر فليلتمس ذلك في أوقات السحر، فإنه يجده إذا كان مخلصاً.


الرادود

وهو الشخص الذي يقرأ القصائد والمراثي الحسينية في أيام العزاء على الأئمة وفي مختلف مجالس العزاء ، وفي مواكب اللطم وضرب السلاسل، وتكون القراءة عادة بلحن خاص.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرزاق البعنون
مشرف عام
مشرف عام



عدد المساهمات : 19
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: منقول موسوعه عاشوراء الكبرى   منقول موسوعه عاشوراء الكبرى Emptyالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 1:04 am

شكرا لك أختي أنين الدموع
لهذه الموسوعة الرائعة عن عاشوراء
لك تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
منقول موسوعه عاشوراء الكبرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام :: المنتدى الاسلامي العام :: المنتدى الاسلامي :: منتدى عاشوراء-
انتقل الى: