قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾(1)
ورد في كتب التفاسير ومجاميع روايات أهل البيت (ع) مجموعة من الروايات الدالة على فضائل أهل البيت (عليهم السلام) في تفسير الآية المذكورة، نوجزها في ما يلي:
ماذا أعدَّ الله من عذاب لمن آذى رسول الله (ص)؟
جاء في كتاب الأمالي للشيخ الصدوق: (قدس الله نفسه):(2)
حدثنا أحمد بن محمد بن رزمة القزويني، قال: حدثنا أحمد بن عيسى العلوي الحسيني، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: حدثنا حبيب بن أرطاة، عن محمد بن ذكوان(3)، عن عمرو بن خالد، قال: حدثني زيد بن علي (عليه السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدثني أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدثني الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو آخذ بشعره، قال: حدثني علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو آخذ بشعره، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بشعره، قال: من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله ملء السماء وملء الأرض(4).
وورد في عيون أخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق (قدس الله نفسه):(5)
حدثنا أحمد بن محمد بن رزمه القزويني قال: حدثنا أحمد بن عيسى العلوي الحسيني قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: حدثنا حبيب بن أرطأة عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن خالد قال: زيد بن علي بن الحسين عليه السلام وهو آخذ بشعره قال: حدثني أبي علي بن الحسين عليهما السلام وهو آخذ بشعره قال: حدثني الحسين بن علي عليهما السلام وهو آخذ بشعره قال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام وهو آخذ بشعره عن رسول الله (ص) وهو آخذ بشعره قال: من آذى شعرة منى فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل ومن آذى الله عز وجل لعنه الله ملؤ السماء والأرض.
من آذى علياً فقد آذاني
وورد في تحف العقول لابن شعبة الحراني:(6)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن ينتقم منه".
أدنى الأذيَّة شعرة فكيف بمن آذاه بأكبر منها!!
وجاء في دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري -الشيعي- (رحمه الله):(7)
حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثني أبي، قال
أبو علي محمد بن همام بن سهيل (رضي الله عنه)، قال: روى أحمد ابن محمد بن البرقي، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران(9)، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، قال: ولدت فاطمة (عليها السلام) في جمادى الآخرة، يوم العشرين منه، سنة خمس وأربعين من مولد(10) النبي (صلى الله عليه وآله). وأقامت بمكة ثمان سنين، وبالمدينة عشر سنين، وبعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما. وقبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه، سنة إحدى عشرة من الهجرة. وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف(11) بأمره، فأسقطت محسنا ومرضت من ذلك مرضا شديدا، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها. وكان الرجلان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما إليها(12)، فسألها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأجابت، فلما دخلا عليها قالا لها: كيف أنت يا بنت رسول الله؟ قالت: بخير بحمد الله. ثم قالت لهما: ما سمعتما النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله "؟ قالا: بلى. قالت: فوالله، لقد آذيتماني. قال: فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما.(13).
وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن حفص الخثعمي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: حدثنا عبيد بن ذكوان، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي وهو آخذ بشعره، قال: حدثني أبي علي بن الحسين وهو آخذ بشعره، قال: سمعت أبي الحسين ابن علي وهو آخذ بشعره، قال: سمعت أبي أمير المؤمنين وهو آخذ بشعره، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بشعره يقول: من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله (عز وجل) لعنه ملء السماوات وملء الأرضين (14).
وحدثني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن عبد الله الدقيقي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الرازي، قال: حدثنا علي بن الحسن البزاز، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الكلبي والأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله(15).
1- التوبة/61.
2- ص 409.
3- في أمالي الطوسي: أرطاة بن حبيب الأسدي، عن عبيد بن ذكوان.
4- عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 250 / 3، بحار الأنوار 27: 206 / 13، أمالي الطوسي: 451 / 1006.
5- ج 2 - ص 226
6- ص 459.
7- ص 134 – 135.
8- في " م ": حدثنا.
9- راجع تعليقنا على الحديث (18).
10- في " ع، م ": ولد.
11- نعل السيف: ما يكون في أسفل غمد السيف من حديد أو فضة ونحوهما " الصحاح - نعل - 5: 1832 ".
12- شفع له إلى فلان: طلب أن يعاونه ويسعى له " أقرب الموارد - شفع - 1: 599 ". ‹ هامش ص 135 › (1) بحار الأنوار 43: 170 / 11. وراجع الحديث (18).
13- بحار الأنوار 43 : 170 / 11 . وراجع الحديث ( 18 ) .
14- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 250 / 3، أمالي الصدوق: 271 / 10، أمالي الطوسي 2: 67، مناقب الخوارزمي: 235.
15- الجامع الصغير للسيوطي 2: 547 / 8267.[/size]